الإعلام رافد مهم للرياضة بكل اتجاهاتها، وعندما بدأت القنوات الفضائية في الاهتمام بمنافساتنا الرياضية أصبح لرياضتنا شكل آخر، والكل يتذكر ماذا قدمت شبكة"أوربت"للدوري السعودي من خلال نقلها الرائع الذي جعلنا نرى المباراة وكأننا في الملعب، وأول من منحت مراسليها ديناميكية في الأداء وتفاعلاً في العمل وسبقاً في نقل الحدث في لحظته، وغالب المراسلين الجيدين الآن كانوا من مدرسة"أوربت"، فمن ينسى الخبير الشتالي وهو يقرأ المباراة ويمنح ثقافة جديدة في التحليل الرياضي والمفردة الرياضية. و"أوربت"كان لها السبق في توسيع ثقافتنا الرياضية من خلال نقل مباريات البطولات الأوروبية المختلفة، لكن للأسف الصعوبات والعقبات التي واجهتها الشركة رياضياً جعلتنا نخسر ركيزة أساسية في الإعلام الرياضي، ونتمنى أن تستعيد عافيتها وتعود للركض من جديد لأنها إضافة في كل شيء. وقنوات راديو وتلفزيون العرب ART جاءت بقوة وولدت كبيرة وبدأت في الاستفادة من أخطاء الآخرين، ومن ثم عملت مبادرات كان لها الأثر في رياضتنا بكل اتجاه، وأظن أننا في العام المقبل سنشهد لها تميزاً محلياً أكثر، خصوصاً بعد انتهاء حقوق نقلها لبطولة الأبطال الأوروبية، وربَّ ضارة نافعة، إذ ستركز القناة في الشأن المحلي أكثر وتمنحه جاذبية أكثر، وليت القناة تفرض على الاتحاد السعودي آلية معينة في أوقات نقل المباريات لكي نستمتع بمشاهدة أكبر عدد ممكن من المباريات، ولا بد للقناة من أن تفرض رأيها في ذلك لكي تضمن لها أداء أفضل تكسب به رضا اكبر شريحة من الجمهور، واستغرب كيف أن الشركة الراعية لتذاكر المباريات والشركة الناقلة للمباريات والشركات الراعية للأندية لا تفرض شروطها في آلية الزمان والمكان في المباريات، فإعداد الجدول للمنافسات لا يتم بعشوائية وإنما بتخطيط سليم تراعى فيه مصالح كل أحد، ونتمنى للجنة المسابقات الجديدة أن تضع ذلك في حسبانها، وأن تستفيد من خبرات عالمية في صنع خريطة المنافسات الرياضية عندنا. والبرمجة الصحيحة للمنافسات ستمنح منافساتنا متابعة أكثر داخل الملعب وخارجه، وهذا سيزيد من عوائد الرياضة لمؤسساتنا المختلفة، لكن بالطريقة المعمولة الآن الكل يشتكي جماهير ومشاهدين، وحتى صحافتنا لا تجد الوقت الكافي لمتابعة وتحليل الظواهر والأحداث الرياضية، وتضطر لاختزال الحدث للحاق بحدث آخر.