فريد الدين العطّار لتغفرَ لي عبثي وجنوني ولتباركَ مِن حولي كما باركتَ الذين مِن قبل. خلقتني للحقل أردتُ أن أكون الحقل والفراشة خلقتني للحُب أردتُ أن أكون الحبّ أهكذا تكون الطاعة؟ تائهاً أرمي قلبي في البحر يلتقطه القراصنة أم يرسو في ميناء أمانك؟ مَن يكسر الزجاجة ليقرأني؟ مَن ينتشلني من جوف الحوت؟ أطلقُ صلاتي في الريح وأُنصتُ الى تسابيح الحفيف. عاشقاً أنتحبُ في القفر وفي صدري الواحات. خلقتني للعطش والجوع صرتُ العطش والجوع أردتَ لي ذريةً قتلتُ أخي ورميتُ الآخر في البئر قطعتَ نسلي وُلِدَ لي أبناءٌ مِن أرحامٍ كثيرة. أهكذا تكون الطاعة؟ خلقتني للوردة أغواني العطر ولامستُ الشوك خذلتني الوردة وما خذلني الشوك كَلَلَ رأسي بمجد سوف يأتي عالٍ جبيني وإنْ مُدمّى كلمتي نافذةُ الدهر جسدي قوتُ المساكين. هرعتُ الى الماء تفجر الماءُ في قلبي هرعتُ الى النار إندلعتِ الناء في كفي تهتُ عن الطريق دلّني على الطريق ظلي علمتني الأيام ما لم أعلم صيّرني الحبُّ ذئب حنان عوائي زهرة الغرائز عيني نجمة الظلام وحيداً أجرحُ سكون الليل وحيداً أغرس أنيابي في عنق الحياة. جعلتَني في الأرض خليفة أفسدتُ في الأرضِ وسفكتُ الدماء أهكذا تكون الطاعة؟