أنديتنا تعيش أوضاعاً مضطربة حيناً بعد حين، وهنا يأتي دور الجهة التنظيمية لهذه الأندية، من خلال ممارسة دورها في الحفاظ على الشكل العام لهذه الأندية وحفظ كياناتها، وهنا أقترح أن يكون هناك ما يسمى ب"صانع الرياضة"على غرار ما يتمناه البعض في سوق الأسهم من وجود صانع للسوق، يعمل على حفظ السوق من التجاوزات وحفظاً لحقوق العامة. صانع الرياضة هذا ننتظر منه أن يقرأ المتغيرات كما يجب، ويتدخل في الوقت المناسب لينقذ ما يمكن إنقاذه لواقع بعض الأندية من خلال تقديم مشورات معينة أو تسهيل مطالب محددة أو تقديم قروض تسهم في تجاوز الكبوة لهذا النادي. من مصلحة مجتمعنا أن تنتشر الرياضة في كل اتجاه، وأن تنعم مناطق المملكة بفرق تمثلها في البطولات الكبرى. صانع الرياضة هذا هو طوق النجاة وهو لا يمارس وصاية، بل يمنح حلولاً قابلة للتنفيذ. عندما يهبط ناد عريق مثل القادسية، ونقرأ خلال موسم كامل تدهور حاله، ونجلس نمارس دور المتفرج عليه حينها سنخسر كثيراً. خسرنا وجود نادي النهضة فارساً في الميدان، والخوف أن يتلاشى القادسية مثله، وتخسر المنطقة الشرقية تمثيلها في الدوري، الطائي"بوابة الشمال"ها هو يغادر ولا أظن أنه سيستطيع أن يستعيد عافيته بسرعة، الوطني ونجران بحاجة إلى دعم أكثر للحفاظ على بقائهما وإيجاد وسائل تضمن الاستمرارية لهما. وصانع الرياضة هذا ليس لكرة القدم فقط بل لكل الرياضة، فمن الظلم أن تظل بطولات الطائرة حكراً على فريقين، وبطولات السلة واليد كذلك، لا بد من ضخ دماء جديدة تمنح الجسد الرياضي حيوية أكثر. صانع الرياضة هذا يتفقد أحوال اللاعبين، ويرفع عن كواهلهم ما يتسبب في تردي مستواهم، كأن يعيد تفوق حارس الأهلي ياسر المسيليم، ويحافظ على وهج ريان بلال وأحمد الفريدي بمنحهما دورات هنا وهناك لصقل الموهبة وتنميتها. صانع الرياضة لا بد من أن يكون عوناً لكل واحد في استقدام مدرب أو جلب لاعب بعيد عن السماسرة، والنصب والاحتيال اللذين يفتكان برياضتنا. صانع الرياضة يتجاوز مهماته داخل الأندية إلى تنظيم العلاقة مع الوسط الإعلامي ومع الجماهير، وكيفية السيطرة على غضبها وتفريج أزماتها، لتبتعد رياضتنا عن كل ألوان التعصب والكراهية.