طالب أمير منطقة عسير إدارة الشؤون الصحية في المنطقة بتقديم تقرير مفصل في أقرب وقت ممكن عن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة بشأن ظهور"حشرة طائرة"في محافظة محايل عسير، لم يعرف إلى الآن نوعها، تتسبب عند"بصقها"على الأنف والعين"التهاب دودي". في الوقت الذي شكلت فيه الشؤون الصحية في منطقة عسير فريقاً صحياً ميدانياً، للوقوف على طبيعة المكان الذي ظهرت فيه الحشرة، وفق ما ذكره ل"الحياة"مديرها العام الدكتور عبدالله الوادعي، الذي أكد أن اللجنة الصحية بدأت أعمالها. لكن الوادعي نوّه إلى أن"التدويد الجلدي"الذي تسببه الحشرة"ليس خطيراً"، مشيراً إلى أن إدارة الطب الوقائي توجهت أيضاً لزيارة الموقع ومعاينته. ووصف عدد من أهالي القرية حقو الصلية التي ظهرت فيها الحشرة 30 كيلومتراً شمال محايل الحشرة بأنها شبيهة ب"الذبابة"، لكنها أكبر منها قليلاً، لافتين إلى أنها ظهرت قبل أسبوعين تقريباً في حظائر الأغنام وفوق مخلفاتها. ويكمن خطر الحشرة في البصق على الإنسان خلال طيرانها وتنقلها، إذ تظهر بعدها بفترة وجيزة أعراض المرض التي من أهمها خروج دود من الجرح أو الأنف لا يرى بالعين المجردة، وهو ما يسمّى علمياً"التدويد الجلدي". وكان عدد من المراكز الصحية الواقعة غرب المحافظة سجل حالات مصابة بهذا المرض، ولم يكشف عن الاسم العلمي للحشرة حتى الآن. وبحسب بيان صادر عن الشؤون الصحية فإنه تم تكليف فني حشرات من قسم نواقل المرض في مستشفى محايل العام بالتوجه إلى المنطقة التي ظهرت فيها الحشرة، لمعاينتها وعمل استقصاء حشري لها استمر ثلاثة أيام. وأشار إلى أنه تم وضع المصائد المسائية حول حظائر المواشي الموجودة بجوار الخيام التي يسكنها المواطنون، ولم يتم اكتشاف وجود أي حشرة من الحشرات المسببة للتدويد الجلدي، ثم تم عمل استقصاء وبائي على سكان"حقوا الصلبة"، تبين خلاله أن 10 مواطنين سبق أن أصيبوا بالمرض قبل 8 أشهر، إصابة تسعة منهم كانت في الأنف والحلق، في حين كانت العاشرة في العين. وذكر البيان على لسان الوادعي أن بعضهم عولج في المستشفى وشفي تماماً، من دون حدوث أي مضاعفات تذكر، وبحسب ما ذكره المصابون فإن أعراض المرض تمثلت في صداع حاد وسخونة وألم بالحلق وورم في الأنف. وقام الفريق المشكّل بمقابلة عدد من المواطنين والاستقصاء عن طبيعة المرض، واتضح عدم وجود حالات"تدويد جلدي"، كما تم الكشف على بعض المواطنين عشوائياً من اختصاصي أمراض جلدية، ولم يكتشف وجود أي آثار جلدية أو علامات أو أعراض تدل على الإصابة به. وقام الفريق بالتوجّه إلى مدرسة"الراشدون"للاستفسار عن وجود حالات بين طلاب القرية، ولم تكتشف أي حالات. وأشار البيان إلى عدم وجود أي حالات"تدويد جلدي"منومة في مستشفى محافظة محايل حالياً، مؤكداً أن المرض"غير معد، ولا يعتبر وباءً، وعلاجه موضعي فقط". وأكدت الشؤون الصحية من خلال البيان عدم وجود أي إصابات في الوقت الحالي بين المواطنين، مشيرة إلى أنه تجري حالياً متابعة الوضع الوبائي لاكتشاف أي مستجدات. يذكر أن قرية"حقوا الصلبة"تبعد عن محافظة محايل 30 كيلومتراً شمالاً، وهي منطقة جبلية لا توجد بها مبان للسكان، إذ يسكن المواطنون في الخيام ويمتهنون تربية الماشية، وهم كثيرو الترحال.