يوم السبت الماضي كان يوماً لا ينسى لجماهير النصر, وكان حدثاً استحق أن تتابع تفاصيله القنوات الفضائية كافة، وكانت الدموع هي بطل تلك الليلة، وكانت المشاعر فياضة بل وتجاوزت الحدود أحياناً. ولم يكن مجرد وصول لنهائي فقط، بل تعداه إلى كونه حانت لحظة الحلم وهزيمة المستحيل، فالنصر خلال السنوات السبع العجاف شهد جدباً وفقراً لامثيل لهما، ولم يضع قدمه على أعتاب بطولة أبداً، بل اكتفى بوداع باكر أو شبه باكر، لذا كانت ليلة السبت ليلة الحلم الأصفر. جماهير النصر تقول يفوز النصر ببطولة وبعدها سينهمر سيل البطولات وينفك نحس كل شيء وعقده، ولا أظن أن أحداً شاهد تلك الفرحة ورصد تلك الدموع وتابع إغماءات بعض الجماهير، إلا وتمنى أن تكون البطولة صفراء، بل إن رئيس الهلال السابق الأمير عبدالله بن مساعد، صرح بانه يتمنى البطولة للنصر لأجل جماهيره، وكانت تلك الليلة ليلة المسجات والقفشات التي رصدت الحدث وعلقت عليه، وجاء في بعضها حملة لجمع مليون توقيع لأجل أن يتنازل الهلال عن البطولة للنصر...! كان من الممكن أن يكون طريق النصر للكأس سهلاً لولا وجود منافسه اللدود الهلال الزعيم، الذي لم يفز عليه النصر خلال العقد الماضي إلا مرة أو مرتين بالكثير ولم تكن في مباريات حاسمة، ونادراً ما تجمع النهائيات الهلال والنصر معاً، فمنذ عام 1415ه لم يلتقيا بعد ذلك النهائي الشهير، الذي فاز فيه النصر بثلاثة أهداف مازالت ذكراها تداوي جراح النصر وآلامه من صفعات الهلال له خلال الأعوام التي تلتها. ليل الأربعاء لن يكون سهلاً على أحد خصوصاً النصراويين، الذين هم للمرة الأولى قاب قوسين أو أدنى من الكأس حتى ولو كان أقل كؤوس الموسم أهمية، ولكن بوجود الهلال والنصر ستكون البطولة الأكثر لهيباً! جماهير النصر لها موعد مع الدموع تلك الليلة، إما دموع فرح تفيض بها الأعين، أو دموع حزن وقهر تلتهب بها المحاجر، وفي كلتا الحالتين طعم الدموع غير، لأن المنافس هو الند اللدود لهم، وبعد تلك الليلة ستتغير حال النصر لامحالة، والفوز سيمنحه تأشيرة فرح استعصت كل المنافسات على منحه إياها، وستكون رافداً له وسنداً في بطولة الأبطال هذا العام. أما الهزيمة فستجعل كل شيء في خبر كان وستنتهي"ليت ولعل وأيظن"، ومع صافرة ايطالية سنكون على موعد مع كل شيء.