كان يوم الخميس الماضي يوماً تاريخياً للرياضة السعودية، بانتخابات رياضية هي الثانية على مستوى المملكة بعد الانتخابات البلدية. لقد عشنا لساعات مع عمل ديموقراطي: مرشحون، ناخبون، برامج، حملات انتخابية، عمل وجهد، اتصالات ومتابعات.لكن النتائج جاءت لتؤكد أن الناخبين أصروا على حتمية التغيير، فسقطت أندية المدن والأندية الكبيرة، واختفى مرشحوها، وتقدمت أندية الدرجتين الثانية والثالثة، الباطن، الساحل، الاعتماد. ومع وجود شخصيات رياضية كبيرة دخلت سباق الترشح، ومنهم رجال أعمال، إلاّ أن الانتخابات قدمت لنا عملاً انتخابياً نزيهاً، على رغم أنها التجربة الأولى رياضياً. تلك هي الانتخابات، وذلك هو قانونها، فالكلمة في النهاية هي للناخب، الذي اختار رئيس نادي الباطن - درجة ثالثة - ليكون الاسم الأول في قائمة الأسماء الثمانية الفائزة بمقاعد في اتحاد الكرة، واضعاً ناديه في الواجهة. ولعل من الملاحظ أن ثلاثة أندية ممتازة فقط الهلال والأهلي ونجران نجح مرشحوها في الفوز في انتخابات كرة القدم، بينما لم ينجح مرشحو الأندية الأخرى. ومما يعطي هذه الانتخابات الدرجة الكاملة في نجاح التجربة الأولى، أن المرشحين الفائزين، هم أسماء جديدة لم يسبق لها العمل في اتحاد كرة القدم، ونجحت مع وجود"حرس قديم"مرّ بتجربة العمل في الاتحاد، وكان يضغط بقوة للاستمرار.وهنا يحدونا الأمل، ونتطلع إلى ما ستعكسه هذه الانتخابات على منظومة العمل داخل اتحاد كرة القدم، بعد اكتمال تشكيله باختيار النصف الثاني في ال21 من شهر آذار مارس الجاري. وعلى رغم أنني كنت من بين من انتقد بعض الأندية لسوء اختيارها لمرشحيها، إلاّ أن اسم"سعود الحمالي"اللاعب السابق قائد منتخب الناشئين الفائز بكأس العالم عام 1989، والذي يحمل فكراً رياضياً، وشهادة علمية عالية، ربما كان الوحيد الذي خسرته الانتخابات. فليس معنى أنه لم ينجح في الانتخابات، أنه غير مؤهل ليكون عضواً في اتحاد كرة القدم، فسيرته الذاتية - رياضية وعلمية وقيادية - تفرضه اسماً مهماً في قائمة الأسماء المعينة. وعلى رغم أن نادي الباطن هو أحد الأندية الصغيرة والمغمورة إلاّ أن ذلك لا يمنع أن يكون مرشحه ممن يحمل في داخله فكراً رياضياً، وتجربة ثرية في المال والأعمال، كما تشير السيرة الذاتية للمرشح ناصر بن هويدي الشمري. ولفت انتباهي أيضاً أن الانتخابات التي انحازت لناديي الهلال والأهلي باختيار أحمد الخميس، وطارق كيال، على حساب ناديي النصر والاتحاد ومرشحيهما سعود الحمالي والدكتور مدني رحيمي، لم يفتها أن تختار مرشحي ناديي التعاون والرائد من مدينة بريدة في منطقة القصيم، محمد السراح، وإبراهيم الربدي، وذلك تأكيد آخر على شعبية هذين الناديين، وتحويل منافستهما إلى موقع القرار. [email protected]