رياضتنا تخطو خطواتها نحو العالمية في أكثر من اتجاه، فها هي منتخباتنا تصل إلى قمة المنافسات العالمية، وأصبح للحضور السعودي هيبته وقوته في المحافل الدولية. ونتساءل في خضم هذا عن ماذا ينقص رياضتنا لتركض أكثر وتختصر المشوار في شتى الميادين؟ وتأتي الإجابة سريعاً ويكاد يتفق عليها كل مهتم بالشأن الرياضي السعودي، ألا وهي نقص المعلومة، فقط المعلومة، ومن خلال المعلومة نستطيع قراءة المستقبل والتصدي لاحتمالاته كافة والمعلومة حق مشاع للكل، لكي يتعرف علينا كل أحد ويمنحنا الفكر والرأي من خلالها. والأندية تحتاج إلى المعلومة لترسم خطة موسمها الرياضي، والمدربون يحتاجون إليها، لأجل تقديم برنامج عمل متكامل والصحافي يحتاج إليها ليكتب رأيه ويحلل الحدث في قالب علمي يقدم من خلاله جهداً مميزاً. ومن يزور مواقع الاتحادات السعودية على الانترنت سيشعر بالأسى والحسرة، لأن ما فيها لا يمنح أبعاداً جميلة لواقعها بل أن بعضها لا تحدث معلوماتها لفترة طويلة! ما الذي يمنع من إيجاد كوادر قادرة على تغذية مواقع الاتحادات بالجديد، ليختصر على الأندية المكاتبات والتساؤلات وانتظار رد المسوؤل وتعقيب على أي تساؤل يطرأ على أحد. ولماذا يضطر بعضهم لإزعاج المسؤول وسرقة وقته من أجل سؤال معين، بل نجعل ذلك يتم وفق بوابات إليكترونية تستقبل وترد في أسرع وقت بل تبادر أحياناً لاستباق الأسئلة بنشر إجابات مسبقة تبدد كل استفهامات قد تلوح في الأفق. العالم المتقدم يبني علاقاته ورؤاه لكل الأطراف من خلال المعلومات التي تتوافر إليه من هنا وهناك، لذا يجدر بنا أن نحرص على إيجاد بناء معلوماتي نقدم من خلاله وجه رياضتنا الناصع. وأتت مبادرة الأميرين عبدالله بن مساعد وفيصل بن تركي من خلال الإعلان عن مشروع يخدم الأندية السعودية كافة من الناحية التسويقية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في الإحصاءات يتم فيه إيجاد قاعدة معلوماتية وبيانات دقيقة تجعل الأبواب مشرعة للتعاون مع كل الجهات، لتمنحنا أملاً جديداً في تطور مقبل للمعلوماتية الرياضية في بلادنا، ومثل هذه المشاريع تعتبر بوابة نحو الخصخصة المدروسة لإعدادنا للعالمية وفق منهجية صحيحة وحسابات دقيقة تجعلنا ننافس وننتصر أكثر من مجرد حضور للتشريف فقط.