أكد عضو الجمعية السعودية للإعاقة السمعية وليد الشهري ل"الحياة"، أن آخر إحصاء رسمي صدر قبل ثلاثة أعوام حول الصم في السعودية كشف أن عددهم بلغ 88 ألف أصم، وأن 90 في المئة منهم آباؤهم أصحاء سمعياً، ويبقى ما نسبته 10 في المئة من الصم في السعودية جاءوا من آباء مصابين بالإعاقة السمعية. وأضاف:"هذه النسب تعني أن 90 في المئة من المعوقين سمعياً، لا يخشى عليهم من ضياع هويتهم، أو عدم فهم ثقافتهم، أو غياب القدوة بالنسبة لهم"، لافتاً إلى أن مدارس التربية الخاصة المعنية ب"الصم"تحوي ما يقارب 13 فئة اختصاصية مستقلة بذاتها. وأوضح أن"لغة الصم"تنقسم إلى قسمين، الأول يتمثل في"إشارات وصفية تلقائية تصف ظاهر الشيء"، تتطور في ما بعد مع تقدم عمر الأصم، والثاني مرحلة الاعتماد على"الإشارات الاصطلاحية"التي يتفق عليها الصم كافة. وقال إن كل حرف عربي يقابله حرف إشاري أبجدية إشارية، شارحاً أن لغة الإشارة متنوعة، إذ تعتمد أحياناً على"الإشارة فقط"، وفي أحوال أخرى تدخل حركات الجسم وتعابير الوجه في سياقها، منوهاً إلى أن لغة الإشارة أسست واعترف بها منذ 143 عاماً. ولفت إلى أن كثيراً من الشبان المصابين بإعاقة سمعية نجحوا في نيل شهادات عليا ومراتب متقدمة في العمل والمعرفة، منبهاً إلى أن هذه الفئة تحوي مبدعين يتعين على الجهات المعنية الاعتناء بهم وصقل مواهبهم. واشتكى الشهري من وجود نقص في معلمي"التربية الخاصة"أو عدم إقبال على هذه المهنة لاعتبارات غير معلومة،"وقد يكون العزوف النسبي من أسباب التقدم البطيء لمدارس التربية الخاصة في السعودية ومستوى تعليمها واحتوائها لأبنائها الصم". وذكر أن الشبان أو الفتيات المصابين بالإعاقة السمعية بحاجة إلى توسعة مداركهم التعليمية وتنميتهم فكرياً وثقافياً عبر التضامن المؤسساتي التعليمي والاجتماعي، والإحاطة بهذه الفئة من المجتمع ومنحهم الرعاية المطلوبة لبنائهم بشكل جيد لمستقبلهم. وأضاف:"لا توجد صعوبات حقيقة يواجهها المعلم أو المعوق سمعياً بشأن التعلم واكتساب المعرفة، فهما يمران بمراحل علمية تسمح للطرفين بالاندماج بسهولة واكتساب الخبرة عبر لغة الإشارة المشتركة التي تعد بمثابة الترجمة الفورية كوسيلة مثالية للحوار".