يوماً بعد يوم يُثبت مهاجم نجران الخطر الحسن اليامي أنه موهبة كروية من نوع خاص، وموسماً بعد موسم يؤكد ابن الپ36 عاماً أنه هداف من طراز فريد، لا يمكن الاستغناء عنه، أبدع في مسيرته الكروية، وتألق في حسم المواجهات الجماهيرية، ذاق مع الاتحاد حلاوة الإنجازات والبطولات، وعاش مع نجران أجمل اللحظات والانتصارات، حتى اعتلى صدارة الهدافين في أقوى الدوريات العربية برصيد 13 هدفاً متساوياً مع هداف الوحدة عيسى المحياني، وذلك عقب إحرازه لأربعة أهداف"سوبر هاتريك"في شباك النصر في لقائهما الأخير في نجران. بدأت موهبة الهداف البارع الحسن بن علي اليامي من المنطقة الشرقية وتحديداً من محافظة الخفجي التي ولد فيها يوم 21 آب أغسطس 1972، يوم أن مارس هوايته المفضلة في الحواري ومعها بدأت موهبته الكروية في الظهور والبروز، لينتقل بعدها إلى مدينة نجران، ويُسجل رسمياً في كشوفات فريق شباب الأخدود عام 1990، ويلعب معه مباراتين فقط أمام شباب شرورة ثم يطالب بتنسيقه لرغبته في الذهاب إلى نده نجران، لتدب الخلافات بينه وبين مسؤولي الأخدود، ما جعله يتوقف عاماً كاملاً عن اللعب ليتم تنسيقه نظامياً، ويتجه إلى فريقه المفضل نجران المنافس التقليدي للأخدود ويسجل رسمياً في كشوفاته عن طريق الحكم الدولي عويضة منصور الذي كان لاعباً سابقاً في نجران. استمر الحسن اليامي لموسمين متتاليين مع نجران ثم غادر إلى جدة للالتحاق بجامعة الملك عبدالعزيز، وهناك انضم إلى منتخب الجامعة لكرة القدم، وقدم معه مستويات أدائية لافتة في سنواته الأولى، أبهرت مدير الكرة في الاتحاد آنذاك عادل نوار الذي عرض عليه فكرة الانضمام إلى صفوف"العميد"، موافقة اليامي جاءت سريعة وانتقل رسمياً في 1996 في مقابل مادي بلغ 250 ألف ريال لنجران، ومن يومها بدأت"أسطورة الجنوب"صفحة جديدة هي الأهم والأبرز والأميز في ملف صفحات النجومية في حياته الرياضية. ومع"أصفر جدة"سطر اليامي أروع عروضه الكروية ورسم أجمل لوحاته الفنية ونثر فنونه الإبداعية ودخل قلوب جماهير"نادي الوطن"التي لقبته بپ"الطير"وتغنت باسمه كثيراً في المدرجات، وشكّل اليامي ثنائياً متفاهماً ومتجانساً مع"البرق"حمزة إدريس ثم مع الهداف البرازيلي سيرجيو ريكاردو، ما أسهم في حصول الفريق على الكثير من البطولات والإنجازات سواء المحلية أم العربية أم الآسيوية. وانضم اليامي لصفوف المنتخب السعودي الأول، وشارك معه في الاستحقاقات الكروية الخارجية، وكانت له بصمة واضحة في تحقيق بعض الألقاب والإنجازات الذهبية، وفي مقدمها كأس الخليج الپ15 التي أقيمت في الرياض، ولعب خلالها اليامي معظم مباريات الدورة كلاعب أساسي بفضل الثقة التي منحه إياها المدرب الوطني ناصر الجوهر، والذي قاد"الأخضر"في تلك البطولة. وبعد عشرة أعوام من الإبداع والإمتاع مع كتيبة"النمور"، قرر اليامي العودة إلى نجران، وإنهاء مسيرته الكروية معه، وانتقل إلى صفوفه في آيار مايو 2005، ومعه كتب الهداف المرعب قصة جديدة من التوهج والتميز والنجومية حتى قاده إلى الصعود لدوري الأضواء والشهرة للمرة الأولى في تاريخ الفريق، بعدما حسم أكثر المواجهات الكروية لمصلحة فريقه وتصدر قائمة الهدافين بكل جدارة واستحقاق في دوري الدرجة الأولى لتشعل قناديل الفرح في أروقة النادي وتنتشر المواكب الاحتفالية بين جماهير نجران الكبيرة وتضاء سماء"مدينة الأخدود"بهذا الإنجاز التاريخي. وتواصلت حكاية الإبداع لأسطورة الجنوب الحسن اليامي في دوري الكبار والأقوياء، عندما قاد فريقه لانتصارات قوية مدوية على فرق كبيرة وشهيرة مثل الهلال والنصر، وتعادل مع متصدر الدوري السعودي الاتحاد، ما أسهم في جمع فريقه لنقاط مهمة غالية أبعدته موقتاً من خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، ولم يكتف اليامي بذلك، بل تصدر قائمة الهدافين في الدوري السعودي، وتفوق على أخطر وأشهر الهدافين السعوديين والأجانب بعد إحرازهپ13 هدفاً جعلته في المركز الأول مناصفة مع هداف الوحدة عيسى المحياني. ويتمتع الهداف البارع والمهاجم اللامع الحسن اليامي بإمكانات فنية راقية وقدرات بدنية رائعة وموهبة كروية فذة ومهارات من طراز رفيع تساعده في جندلة المدافعين وتجاوز الحراس بكل يسر وسهولة، إضافة إلى امتلاكه قدماً يسرى قوية تسدد من مسافات بعيدة وتعرف طريق المرمى جيداً، ويجيد اللاعب تصويب الكرات الرأسية والتمركز الجيد في منطقة الجزاء، وهو"أسطورة الجنوب"الكروية والموهبة الحقيقية التي تزداد إبداعاً وإمتاعاً مع مرور السنين، وتؤكد مجدداً أن النجومية لا ترتبط بعمر معين أو زمن محدد في عالم المستديرة وأضوائها المثيرة