في السياسة هناك صراع دائم بين الشمال والجنوب، إذ يستحوذ الشمال على كل شيء ويبقى للجنوب الفتات والتبعية له، وفي الرياضة هناك صراعات عدة، لكنها لا تكون بين الشمال والجنوب، بل تتمحور بين المركز والأطراف، فنجد أندية المركز تنفرد بكل شيء وتبسط سيطرتها ونفوذها دائماً، وما ان يتفوق أحد في الأطراف حتى يبدأ المركز ومن فيه في محاولة الظفر بمقومات ذلك التفوق وإضافته إلى قوته، فنشأت بذلك هجرة عكسية للمواهب من الأطراف إلى المركز، وأصبحت خيرات ومواهب الأطراف تهب على الخزانة الرئيسية لأهل المركز، ورجيع المركز يذهب للأطراف! ويجب على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تقف سداً منيعاً أمام تلك الهجرات من الأطراف إلى المركز، لأجل تنمية الأطراف وجعلها أقوى وأقوى وأكثر قدرة على المنافسة، لننظر كيف هو حال الأطراف في مسابقاتنا وكيف أن نادياً منها يجعلها في مصاف الكبار بل ويسوق إليها المشاريع تلو المشاريع، وينشط فيها الحركة، فتدب الروح في المفاصل، فتركض الأطراف في كل اتجاه لقطف تلك الثمار. الطائي واجهة حائل الأولى، منذ صعد للممتاز وهو يصارع الكبار ويتصيدهم ومنح سكان حائل فرصة اللقاء بنجوم أندية المركز والاقتراب من أجوائهم، حتى وهو يصارع الآن على الهبوط لكنها كبوة جواد ولن يلبث أن يعود لانتصاراته ويعيد للشمال فرحته وبهاءه، نجران ضيف الممتاز الذي صال وجال وهزم الكبار الهلال والنصر ومنح محبيه الشموخ والفرح بناديهم، ها هو يثبت موقعه بين الكبار ليجد لنفسه مكاناً بينهم أجمل في المواسم المقبلة، الوطني أيضاً يعزف لحن النصر والتفوق فتسعد به تبوك وأهله ويمنح محبيه فرصة اللقاء بالكبار على أرضهم، الحزم أصبح يبحث عن مراكز الصدارة، وبدأ يصنع لنفسه كياناً يليق بالقصيم وأهله، والقائمة تطول بالحديث عن أندية صغيرة صنعت لنفسها حاضراً يمنحها مستقبلاً أجمل، وتنتظر هذه الأندية وقفة حانية من الرئاسة لها، فما الذي يمنع أن تساعدها الرئاسة في جلب أفضل المدربين ولاعب محترف يكفل لها الحضور القوي، لنمنح المسابقة دعماً وزخماً أكثر، أندية المركز في غنى عن دعم الرئاسة لوجود أعضاء شرف واستثمارات تكفل لهم الاستمرارية والتفوق بعكس أندية الأطراف التي تظل في انتظار كل يد حانية تحنو عليها، ولن تجد أفضل من يد الرئاسة العامة لرعاية الشباب لها.