تنتهي اليوم المهلة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية للمواطنين والمقيمين، الذين اطلعوا على الرسالة الصوتية للرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"أيمن الظواهري قبل الكشف عنها، ولم يبلغوا"وزارة الداخلية"بشأنها. وكانت وزارة الداخلية أصدرت بياناً الأحد الماضي، ذكرت فيه أن التحقيقات مع 56 مواطناً ومقيماً، خلصت إلى أن تنظيم"القاعدة"في الخارج، وجّههم بإعادة بناء التنظيم وتوفير الأموال لهم تحت غطاء العمل الخيري، وذلك باستخدام رسالة صوتية لأيمن الظواهري، خزنت على ذاكرة هاتف محمول، تتضمن تزكية لجمع الأموال بحجة دعم المحتاجين من الأسر في باكستان وأفغانستان. وأن هناك معلومات عن مواطنين ومقيمين تم اطلاعهم على هذه الرسالة الصوتية، ودعت كل من تم التواصل معه بشأن هذه الرسالة قبل الإعلان عنها إلى الإبلاغ عن ذلك على الهاتف رقم 990 خلال فترة أسبوع، وذلك للتثبت وإيضاح الموقف، وستطبق الإجراءات النظامية بحق كل من يطاوله الاشتباه فور انتهاء الموعد المحدد. وسألت"الحياة"أمس المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، الذي قال انه لا يملك إجابة في الوقت الحالي، مفضلاً الانتظار لما سيصدر من الوزارة. واعتبر أستاذ نظم الحكم والقضاء المحكم الدولي في مجمع الفقه الإسلامي البروفيسور حسن سفر أن المواطن الحقيقي الذي يهتم لمصلحة بلاده وأمنه واستقراره ليس بحاجة إلى انتظار إعلان وزارة الداخلية لمنحه فرصة التقدم بالإبلاغ عما يعلمه من رسالة تحريضية أو مؤامرات ودسائس تمسّ الأمن الداخلي، وقال:"إن المهلة التي منحتها وزارة الداخلية السعودية لكل من اطلع أو سمع أو لديه معلومات برسالة الظواهري هي فرصة مناسبة لمن يخشى الإدلاء بأي معلومات تفيد القائمين على أمن هذه البلاد، خصوصاً أنه لن يتعرض للعقوبة أو الجزاء، بحسب ما جاء في بيان المسؤولين في وزارة الداخلية". وأشار إلى"أن الأمن في السعودية يتماشى بما جاءت به قواعد الشريعة الإسلامية لقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى، إضافة إلى أن الحكومة السعودية، منحت حق الأمان لكل من يدلي بتلك المعلومات، وهو ما يتماشى مع الحديث النبوي الشريف والمسلمون عند شروطهم". فيما أكد المستشار الأمني في وزارة الداخلية اللواء متقاعد إبراهيم عسيري ل"الحياة"أن الداخلية السعودية منحت هذه المهلة بغية مراجعة النفس قبل أن يتورطوا في أعمال ستطاولهم عقوباتها، وأضاف:"أن إعلان الداخلية يأتي بمثابة بث استشعار المسؤولية من جانب المواطن والمقيم للإسهام في استقرار هذه البلاد". مشدداً على أن وزارة الداخلية تبحث عن المبادرة الوطنية لكل من لديه معلومات عن الرسالة الصوتية ل"الظواهري"وتثبت موقفه منها من دون أن يعاقَب عليها، وأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، وزاد:"المهلة التي امتدت لأسبوع كامل كافية لمراجعة النفس والتقدم للأجهزة الأمنية والإدلاء بمعلومات تفيد في هذه القضية".