أعلنت المديرية العامة للزراعة في محافظة الأحساء عن انتهائها من القضاء على أسراب الجراد في المحافظة عموماً، وبخاصة في مركزي يبرين 300 كيلومتر من الدمام، وحرض 250 كيلو متر عن الأحساء، بعد تعرضهما لهجوم كثيف من جانب أسراب الجراد، التي ألحقت أضراراً فادحة بمزارع وحقول في المركزين، وقدرت أعداد الجراد بمئات الآلاف. وأوضح المدير العام للزراعة في الأحساء المهندس صالح الحميدي، أن"المكافحة تمت بصورة جيدة ووفق ما هو مخطط لها، إذ تم إرسال طائرة استكشاف دخلت إلى صحراء الربع الخالي، بعمق تجاوز مئتي كيلومتر، ولم تشاهد أي أسراب جديدة للجراد، ما يوحي بالنتائج الجيدة التي وصلت إليها الحملة". وأشار الحميدي إلى أن الأمور"أصبحت مستقرة في يبرين وحرض وفي المنطقة كلها، ولا وجود لما يدعو للقلق، ولم تتلق غرف الطوارئ التي أنشأتها المديرية، أي بلاغات بخصوص وجود الجراد"، داعياً المواطنين إلى"المبادرة بالاتصال على الرقم 035828244، في حال وجود أي ملاحظة عن أسراب جراد لم تكافح بعد". وكانت المنطقة تعرضت لهجوم كبير من الجراد الأحمر، الذي يعتقد أن يكون مقبلاً من سلطنة عمان، وبأعداد تأثرت بها أجزاء كبيرة من المنطقة، خصوصاً يبرين والهجر التابعة لها، وحرض. وبذلت فرق المكافحة التابعة لوزارة الزراعة جهوداً متواصلة على مدى أسبوعين كاملين. وشاركت أكثر من 12 فرقة، وطائرة مروحية وأخرى مجنحة، وتم خلالها دعم وتزويد الأهالي بالمبيدات الخاصة بالجراد. وأرجعت الإدارة العامة للزراعة في المنطقة الشرقية، بحسب تقارير صدرت عنها، وصول هذه الأعداد الكبيرة من أسراب الجراد، إلى"عوامل الرياح الجنوبية الغربية التي نشطت في المنطقة أخيراً، ورجحت التقارير أن تكون جهة قدوم هذه الأسراب من اليمن أو سلطنة عمان". وعملت فرق المكافحة على رش أكثر من خمسة آلاف لتر من المبيدات الحشرية على مساحة تقدر بنحو 60 كيلومتراً في مناطق يبرين، والغزالة، ومركز أبو أثلة، ومناطق أخرى، لحماية مزارع القمح التي تعد المتضرر الرئيس من هذا الهجوم الكاسح، وقدرت إدارة الزراعة في المنطقة الشرقية مساحة انتشار الجراد بين 150 إلى مئتي جرادة في المتر المربع الواحد، وهي نسبة تعد"مخيفة ومفاجئة". ووضعت فرق المكافحة جهازاً إلكترونياً لنقل المعلومات والإحداثيات للوزارة، والمركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد التابع للوزارة. وشكلت إلى جانب فرق يبرين وحرض، ثماني فرق في الدمام والمناطق المجاورة، وست فرق في الأحساء، وفرقتين في العليا، وثلاث فرق في حفر الباطن، إلى جانب تعاونها وتنسيقها مع جهات عدة محلية، وأخرى في مصر والسودان، لمواجهة ظهور أسراب الجراد في كينيا، والصومال، وأثيوبيا، من طريق استخدام الأقمار الاصطناعية لالتقاط صور الاستكشاف، ومتابعة تحركات الجراد على حدود تلك الدول.