أوقفت الأجهزة الأمنية أول من أمس شاباً سعودياً يظهر في مقطع فيديو مصور عبر كاميرا هاتف نقال، وهو يجبر فتاة على وترديد عبارات لا أخلاقية والقيام بأفعال مخلة بالآداب. وكان الجاني 18 عاماً أضاع هاتفه النقال قبل نحو ثلاثة أسابيع ما أدى إلى كشف فعلته، إذ انتشر المقطع، الذي صوّر داخل سيارة متوقفة في منطقة معزولة وتبدو ملامح الجاني واضحة فيه بين عدد من شبان مدينة حائل، وعندما علم الشاب بافتضاح أمره هرب إلى مدينة نجران التي تمكنت شرطتها من توقيفه. وأوضح المتحدث باسم شرطة منطقة حائل المقدم عبدالعزيز الزنيدي ل"الحياة"، أنه تم القبض على الجاني ظهر أول من أمس في منطقة نجران، من خلال التنسيق مع الأجهزة الأمنية في منطقة حائل، مشيراً إلى أن الجاني طالب في المرحلة الثانوية وكان ارتكب جريمته قبل 3 أسابيع. وأضاف أن سبب انتشار"البلوتوث"ضياع الهاتف النقال لصاحب الصورة ووقوعه في يد مجهولين قاموا بنشره. وحول الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحقه، قال:"تمت إحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بعد الانتهاء من تصديق اعترافاته حول الحادثة". وأوضح مدير شعبة العلاقات والتوجيه مساعد الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة نجران الملازم أول بدر الدوسري في بيان صحافي أمس تلقت"الحياة"نسخة منه أن"شرطة منطقة نجران تمكنت من تتبع أحد المجرمين الخطرين الفارين من منطقة حائل بعد قيامه بجريمة بشعة". وأضاف أن التنسيق بين شرطتي حائلونجران أدى إلى القبض على المطلوب في وقت قياسي لم يتجاوز الساعتين من وقت تلقي البلاغ. وعبّر مدير شرطة منطقة حائل اللواء ناصر نويصر عن أسفه لحدوث مثل هذه الأمور، داعياً أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم وإبلاغ غرفة عمليات البحث الجنائي على الرقم 5333768 عن أي أعمال مخلة بالأمن أو منافية لتعاليم الدين. وأثارت الجريمة التي تعد الأولى من نوعها في منطقة حائل غضب واستياء الأهالي، وطالبوا بفرض أقصى العقوبات على مرتكبها ليكون عبرة لغيره. وطالبت الدكتورة في علم النفس سلوى السديري، بتشديد العقوبة على كل من يروّج لتلك المقاطع المخلة وينشرها باعتباره شريكاً في الجريمة، مبديةً تخوفها من تزايد مثل تلك السلوكيات السيئة بصورة لافتة في الآونة الأخيرة، في ظل غياب الدور التوعوي من الجهات المسؤولة. واعتبر الباحث الاجتماعي عبدالله المناور، أن الحادثة ليست ظاهرة، لكنه شدد على ضرورة ألا تمر مرور الكرام. وقال:"وسائل الاتصال والتقنية الحديثة تأتينا كل يوم بالجديد، ما يؤكد أهمية مراجعة دور الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام بأنواعها كافة تجاه أبنائنا وبناتنا". وأضاف أن بإمكان الأطفال الآن أن يشاهدوا المئات من القنوات الفضائية أو استخدام تقنية البلوتوث أو الانترنت، ما يتطلب مراجعة زرع الثقة أو حجبها، وعلى المدرسة أن تعي دورها وأن تدرس حال التلاميذ في ضوء الثقافة العامة للمجتمع. واعتبرت اختصاصية علم الاجتماع الدكتورة فوزية الفريح، أن تدني مستوى التربية وغياب ثقافة الوعي من أهم الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرة الاعتداءات الجنسية، إضافة إلى التفكك الأسري وإهمال متابعة الأبناء من الوالدين، في ظل انتشار قنوات الانحلال من فضائيات ومواقع انترنت إباحية. وتطرق أستاذ علم الاجتماع عميد كلية الآداب في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان العقيل إلى أن أسباب تزايد مشكلة"فضائح البلوتوث"في المجتمع السعودي خلال الآونة الأخيرة متعددة، منها ضعف المتابعة الأسرية، إذ بدأت بعض الأسر في التخلي عن دورها في مراقبة الأبناء بدعوى السعي في طلب الرزق والانشغال بالأمور الحياتية الأخرى. ودعا إلى تضافر جهود الجهات المسؤولة كافة، مثل وزارات التربية والتعليم والإعلام، وكذلك الجمعيات الأهلية في المجتمع، لمحاربة هذه الظاهرة وتوعية الناس بأسبابها وأخطارها وكيفية حماية أفراد المجتمع منها، مشيراً إلى أن العبء يقع أيضاً على المختصين والباحثين في درس هذه الظاهرة دراسة علمية متعمقة، لفهم أبعادها على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، وكذلك التوصل إلى طرق لعلاجها.