علي أحمد بادغيش... يُطلق عليه القدساويون لقب الرئيس الذهبي لناديهم، لأنهم لم يتذوقوا طعم البطولات والإنجازات إلا في عهد رئاسته، فحقق مع القادسية لقب بطولة أندية آسيا وكأس ولي العهد وكأس الاتحاد للأندية الممتازة ووصيف بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس. "الحياة"أجرت معه هذه المواجهة، للتعرف على أوجه الخلاف بينه وبين إدارة الرئيس الحالي جاسم الياقوت، وصحة ما تردد عن عودته لرئاسة النادي من جديد، وقصة انسحابه أو هروبه كما يسميها خصومه من الإشراف على الفريق الكروي الأول هذا الموسم، وقضايا أخرى تخص لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم التي يحمل عضويتها. فإلى الحوار: في البداية دعني أسألك لماذا وافقت على العودة مجدداً للعمل بالقادسية مشرفاً على الفريق الأول لكرة القدم وبعد ذلك انسحبت؟ هل اقتنعت بأن القادسية لا يمكنه البقاء في الأضواء؟ - عندما عدت للعمل لم أفكر بهذا الاتجاه، وكان تفكيري منصباً على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لاسيما أن هناك شخصيات قدساوية مؤثرة طالبتني بالعمل بعد أن رأت حالة التدهور في النادي وكانت عودتي مشروطة، بعد جلسات من التنسيق بين الشرفيين وإدارة النادي، ولكن للأسف جاسم الياقوت ومن معه لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه ففضلت الانسحاب. ولكن هذا يسمى هروباً وليس انسحاباً؟ - لو كان الأمر كذلك لما قبلت المهمة بعد تسع مباريات لعبها القادسية، ولم يحقق سوى نقطة واحدة فيها، المسألة لا تؤخذ من هذا الجانب بل هي أعمق من ذلك بكثير، وأقولها بصريح العبارة هناك من وضع العراقيل في طريقنا أثناء العمل وأراد أن يجعلنا كبش فداء لا أكثر، ومن الظلم أن نلبي له هذه الرغبة حتى يخرج هو من المأساة، وكأنه لم يفعل أي شيء سلبي. هل لك أن تضع النقاط على الحروف وتسمي الأشياء بأسمائها؟ - المعنى واضح وهو أن الياقوت وبعض من معه لم يرد أن يستكمل بادغيش ومن معه العمل بالقادسية، وهذه حقيقة وليست تجنياً. ولكن هذا اتهام يحتاج إلى دليل؟ - الأدلة كثيرة، ومنها عدم التزام الإدارة بدفع الثلاثة ملايين ونصف المليون التي اتفقنا عليها بمجرد استلامنا المهمة، وحتى مكافأة الفوز أو التعادل كانت تتأخر، وهذا ليس له تفسير إلا إحراجنا أمام اللاعبين. ولكن أنتم كاللجنة مطالبون أيضاً بدفع مبالغ مالية للفريق؟ - نعم ونحن لم نتخل عن مسؤوليتنا وبدأنا بالدفع، ولكن عندما اقتنعنا أن إدارة الياقوت لا تريد الالتزام بما تم الاتفاق عليه أوقفنا دعمنا، وهذا كل ما حصل. بعيداً عما حدث... هل صحيح أن بادغيش قبل مهمة الإشراف في الظروف الصعبة على الفريق طمعاً في الدخول في اتحاد القدم، لأن الانتخابات كانت على الأبواب بالنسبة للاتحادات الرياضية؟ - هذا كلام هراء وليس صحيحاً، وأنا تشرّفت بخدمة بلدي في اتحاد القدم وفي الاتحاد الآسيوي، وحالياً عضو في لجنة الاحتراف، لذلك لم يكن لي مطمع من عودتي للقادسية سوى خدمة الكيان القدساوي، الذي حقق في عهد رئاستي جملة من الانتصارات، أهمها أن القادسية خطف لقب أول فريق سعودي يحقق كأس الأندية الآسيوية، وكذلك حققنا كأس ولي العهد وكأس الاتحاد السعودي لكرة القدم لأندية الممتاز، وهذه الإنجازات كفيلة بأن تُبقي القادسية من الفرق السعودية ذات الحضور القوي في المنافسات المحلية لولا عملية الانتقالات العشوائية. هل معنى حديثك السابق أنك معترض على تلك الانتقالات؟ - نحن في عصر الاحتراف، والانتقال أمر طبيعي، خصوصاً للنجوم، ولكن هناك وسائل أيضاً لتعويض النجوم المنتقلين، مثل جلب اللاعبين حتى ان كانوا أقل من المنتقلين مستوى، ولكنهم يستطيعون خدمة القادسية، أما أن ينحصر دور القادسية في التفريخ وبيع العقود من دون إيجاد البديل، فهذه مصيبة وكارثة، وما مر به القادسية في الموسم الماضي وهذا الموسم هو نتيجة لهذه السياسة غير المتوازنة في عملية الانتقالات من دون أن يكون هناك تحرك لإيجاد البديل، ومن وجهة نظري فإن هذه السياسة هي التي قتلت الفريق وفتحت الباب على مصراعيه لكل لاعب قدساوي للانتقال، لأن الجميع اقتنع أن هذه هي سياسة النادي المعتمدة. ولكن أنتم كشرفيين لم تحركوا ساكناً إزاء هذه الانتقالات، ولم يتبرع أي شرفي بوقف الصفقات وتعويض اللاعبين لضمان عدم انتقالهم؟ - ومن قال لك إن هناك آذاناً صاغية لآراء الشرفيين، وأين هو المجلس الشرفي؟ فالإدارة الحالية تعمل منفردة في قراراتها، وبحّ صوت الكثير من أبناء القادسية عبر صفحات الصحف ولكن لا حياة لمن تنادي. بعد رحيل جاسم الياقوت نهاية الموسم الحالي... هل سيعود بادغيش لرئاسة النادي، فهناك الكثير من أبناء القادسية يرغبون في عودة بادغيش؟ - أشك أن يرحل عن الرئاسة، ولكن وجهة نظري أن يكون هناك رئيس جديد للقادسية، يتمتع بعلاقات واسعة مع جميع الشرفيين، وأتمنى أن يعمل منذ البداية على تشكيل مجلس شرفي داعم للإدارة ومهامه واضحة من حيث الدعم والمشورة، ففي الخبر رجال أعمال كثر يحتاجون للمِّ الشمل في مجلس شرفي له تأثيره في مسيرة القادسية. هل معنى إجابتك السابقة أن السنوات الماضية لم تشهد وجود مجلس شرفي للقادسية؟ - أبداً هناك مجلس صوري وليس شرفياً، فكيف يكون هناك مجلس لأعضاء الشرف، ولا يوجد أي اجتماع لهذا المجلس؟ وكيف يكون هناك مجلس شرفي ولا تتم استشارته في الصفقات الكبيرة لانتقالات لاعبيه؟ ولكن أحمد الزامل كان يرأس هذا المجلس الشرفي؟ - الذي أعرفه أن الزامل عضو مجلس إدارة، وأنه اختلف أيضاً مع هذه الإدارة، وابتعد عن النادي منذ ما يقارب السنة. يقال إنك لم توافق على داوود القصيبي أو عبدالله هزاع لتسلم منصب الرئاسة بعد أن تردد أن جاسم الياقوت سيقدم استقالته؟ - هذا غير صحيح، وأحب هنا أن أشير إلى جانب مهم جداً هو أن داوود القصيبي لا يرغب في رئاسة القادسية، وطُرح فقط عبر وسائل الإعلام، أما عبدالله هزاع فقد وقفت معه، وباركت له الخطوة، وقلت له إنني مستعد لدعمه ومساندته، ولكن في ما بعد توقف عن رغبته لأسباب لا أعرفها. يتهمك البعض بأنك تأخذ الأضواء من القادسية من دون أن يكون لك دور فاعل في خدمة هذا الكيان؟ - لا أريد أن أتحدث عن دعمي للقادسية، فأهل الخبر يعرفون من دفع من جيبه الخاص الملايين، ومَنْ لم يدفع، ومَنْ الذي استفاد من هذا الكيان، ولكنني أحب أن أهمس في أذن كل المتشدقين أن عهد رئاسة بادغيش هي الفترة الذهبية لقادسية الخبر من بطولات محلية وخارجية، فماذا فعلوا هم غير التفنن في انتقالات لاعبيهم من دون أن يوجدوا البديل. أكرر سؤالي هل ستعود لرئاسة القادسية؟ - لا ولكنني أتمنى أن تأتي إدارة جديدة لهذا النادي وسأدعمها بقوة طالما وجد لديها الطموح لعودة قادسية آسيا وكأس ولي العهد وكأس الاتحاد ووصيف البطولة العربية. أنت عضو في لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهناك من يتهم أعضاء اللجنة بالتناقض في تصريحاتهم الصحافية لماذا لا تحدد اللجنة متحدثاً باسمها؟ - هذا كلام صحيح ولجنة الاحتراف لجنة من لجان عدة في الاتحاد الآسيوي، وسيكون ذلك بعد تشكيل الاتحادات الرياضية الجديد، وسيكون هناك متحدث رسمي للاتحاد، وستقوم جميع اللجان بتزويده بجميع المستجدات التي تهم جميع وسائل الإعلام. وهل صحيح أن لائحة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم تختلف في جوهرها عن لائحة احتراف"الفيفا"؟ - هذا كلام غير صحيح أيضاً فجميع لوائحنا مشتقة أصلاً من لوائح"الفيفا"، ما عدا المواد غير الملزمة والتي نحاول التوفيق بينها وبين ظروفنا الاجتماعية، وهذا مسموح لنا من"الفيفا"، وأعتقد أن رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر أشار إلى هذا المعنى في أكثر من مناسبة. جدل كبير حدث عبر وسائل الإعلام في قضية لاعب الوحدة المرشح للانتقال للهلال أسامة هوساوي وكذلك لاعب القادسية المنتقل للشباب يوسف السالم وكانت لجنة الاحتراف طرفاً في المشادات الصحافية؟ - قضية الهوساوي تعتبر منتهية، أما بخصوص قضية السالم فإن ناديه تأخر في مخاطبته بتجديد العقد عن المدة المحددة في اللوائح ستة أشهر ليتقدم نادي الشباب بمفاوضة اللاعب عن طريق خطاب رسمي ولدينا صورة منه، ويُفيد هذا الخطاب بموافقة القادسية على المفاوضات التي تمت بالفعل، وتم أخذ اللاعب في صباح اليوم التالي لمكتب رعاية الشباب في المنطقة الشرقية للتوقيع على العقد، على رغم أن الفترة ليست فترة توقيع عقود، فتم إرسال خطابين عاجلين للقادسية والشباب طلبنا منهم وقف المفاوضات فوراً لعدم وجود مستندات رسمية تفيد بالمفاوضات، ولنادي القادسية الحق الكامل بموجب اللوائح في بدل التدريب للسنوات التي تم فيها إعداد اللاعب وهي ما يعرف في اللائحة ب"التنشئة والرعاية"، وللاعب الحق في الحصول على مبلغ في مقابل الانتقال، فطلب رئيس نادي الشباب خالد البلطان الاجتماع برئيس وأعضاء لجنة الاحتراف، وبما أن الطلب جاء منه اجتمعنا به، ولو كان طلب الاجتماع منا لطلبنا رئيسي الناديين معاً، فأخبرناه بأن للقادسية حقوقاً منها مبالغ التنشئة والرعاية فوافق عليها، ثم اكتشفنا أن عرض القادسية مقتصر على الراتب وبدل مواصلات وبدل سكن فقط، وهذا ما هو مثبت لدينا على الورق والمستندات الرسمية، ولا توجد أي مبالغ للاعب وبعد مناقشة الموضوع برمته في اجتماع دام أربع ساعات أو أكثر تم اتخاذ القرار وفق لائحة"الفيفا"، وتم التصويت على القرار لوجود تعارض بسيط في اللائحتين المحلية والدولية وتم تعديله بدمج المادتين معاً، وتنص اللائحة الجديدة على حرية توقيع اللاعب بعد سن 23 سنة مع ضمان حقوق ناديه الأصلي. التقطت هذه الصورة للنجمين نواف التمياط وحسين عبدالغني في بطولة القارات عام 1999 على كأس الملك فهد في مدينة غوادا لاخارا وادي الحجارة في المكسيك.