عند مدخل كل ناد تستقبلك لوحة تعريفية للنادي، تجد فيها أن النادي رياضي ثقافي اجتماعي، وأقف عند هذه اللوحة كثيراً، فهي تخبرنا ببرنامج عمل شامل يقع على ثلاثة اتجاهات، وللأسف أن الرياضة تحصد الأخضر واليابس ولا تُبقي لغيرها إلا الفتات...! وأقف مطولاً عند النشاط الاجتماعي للنادي، وأسأل: هل استطاعت الأندية أن تقدم نفسها كمؤسسة مجتمع ذات دور بارز يثق بها المجتمع بكل أطيافه، وتطمئن فيها الأسر على مستقبل أبنائها داخل أروقة النادي...؟ ولا يخفى علينا أن بعض اللاعبين هو من يتولى الصرف على أسرته، وهو لم يبلغ ال 20 من عمره, لذا يرتبط مستقبل تلك الأسر بمستقبل ذلك النادي. ومن هذه الزاوية نجد أن النادي يقدم خدمات جليلة لأسر كثيرة, ولكن في المقابل نجد أن النادي لايقدم مبادرات اجتماعية كبرى تسهم في إبراز هوية النادي كمؤسسة مجتمع مدني ذات تمثيل قوي في أروقة المجتمع... ما الذي يمنع الهلال والنصر من إقامة مباريات لأجل مكافحة الفقر أو لأجل مرضى الكلى أو السرطان، وتتم تلك المباريات وفق آلية احترافية مثل مباريات الاعتزال الأخيرة، يخرج منها الكل وفي جيبه أكبر المكاسب؟ ما الذي يمنع اتفاق ناديين كبيرين كالهلال والاتحاد على أن يجلبا فريقاً كبيراً كبرشلونة أو تشلسي، وتقام مباراتان في الرياضوجدة لأجل منظمات عالمية كاليونيسيف، وتقدم من خلالها الرياضة السعودية كواجهة حضارية لمملكة الإنسانية؟ في روزنامة وطننا مناسبات كثيرة فلماذا لا تطل الرياضة وتقدم نفسها كأجمل مؤسسات هذا الوطن؟ والرياضة ليست كرة قدم فقط بل تتعداها إلى كل الرياضات, انظروا إلى"رالي حائل"كيف أجبرنا على متابعة أخباره، وكيف أن فعالياته استقبلت أكثر من مليون متابع، وما مهرجان الخالدية للخيل ببعيد عن تلك النجاحات من حيث الحضور والواجهة لهذا البلد... ما نريد أن نصل إليه هو أن نمنح رياضتنا أبعاداً أكثر من الفوز والخسارة، ونتعداه إلى تلمس حاجات المجتمع، وتكون الرياضة دائماً على الموعد، وفي مقدمة السباق لتحصد كل التفوق والإبداع. الرياضة خيرها يعم، وأصبحت هي اللغة التي يتكلم بها العالم كله تنصهر أمامها كل شيء، ويخطب ودها كل أحد... بقي فقط أن يحرص مسؤولو الرياضة في الأندية والاتحادات على تنوع الأنشطة وتنوع الفئات المستفيدة من الرياضة، وتمكين الرياضة من تسلم دفة قيادة المجتمعات إلى كل الخير.