شن السعوديون في الفترة الماضية على اختلاف تخصصاتهم ومراتبهم حرباً ضروساً، ضد وباء"الغلاء"الذي اجتاح مدنهم وقراهم، وراح على إثره الفقراء في بأس وشقاء متجدد. ففيما اتخذت الحكومة إجراءاتها لمكافحة الغلاء، اغتنم الكتاب والخطباء المناسبة بإطلاق العنان لأقلامهم وحناجرهم، والبلديات بإرسال كتائب المراقبين المدققين في التلاعب بمواد الغذاء. أما أستاذ التسويق في جامعة الأمير سلطان الدكتور عبيد بن سعد العبدلي، فإنه قرر الإسهام في الحملة عبر الدعوة إلى"الأخلاق"، التي قال إن التجار أول من يجني ثمرتها قبل"المستهلك"الذي رآه الآن ضحية. ووثق ذلك في كتاب جديد أصدره عن"أخلاقيات التسويق"، دمج فيه بين الإرشاد والوعظ والترغيب والترهيب وتجارب الآخرين، من زوايا اقتصادية وإسلامية وشرعية. وفي حوار مع"الحياة"أعاد مشكلة"الغلاء"إلى أزمة أخلاقية، دفعت بعض التجار إلى الجناية في حق المستهلكين، من دون وضع اعتبار لدين أو خلق أو شهامة. لكنه إضافة إلى توضيح آثار الخلق الرفيع في البيع والشراء على ثراء الشركات والمؤسسات، بشر"الهوامير"الذين لا يرفعون ب"الأخلاق"رأساً، أنهم وإن ربحوا الطائل من الأموال حالياً، إلا أن عاقبة أمرهم ستكون"خسراً". وفي ما يأتي نص حوار معه: حاولت في كتابك الصادر حديثاً أن تبرز أهمية الأخلاق في البيع والشراء، ما الذي دفعك إلى ذلك ابتداء وأنت الذي تعلم أن الأخلاق كل لا يتجزأ، إن في التجارة أو التربية أو الدعوة إلى الله؟ - ما دفعني إلى ذلك هو الممارسات التي نراها ليل نهار من بعض التجار، وهي فئة - وإن كان أصحابها والحمد لله قلة - فإنها جعلت هدفها وهمها جمع المال بأية وسيلة تيسرت، من حرام أو حلال، حتى إنك لتشعر عندما ترى ممارسات هذه الفئة بأن بينها وبين الرحمة مسافة قد تفوق ما بين القارات إن لم نقل المجرات. فئة نسي أفرادها أو تناسوا معاني كلمة"تاجر"، التي فككها التجار الحقيقيون وربطوا بكل حرف منها حكمة وبنوا عليه قيمة. فقالوا إن التاء من"التقوى"والألف من"الأمانة"والجيم من"الجسارة"والراء من"الرحمة". ليتنا نعود إلى ذلك الزمان الجميل، حينما كانت أنشطتنا وممارساتنا كلها نابعة من القيم وحب الخير للناس. الأخلاق جزء لا يتجزأ من مبادئ ديننا الإسلامي ولكن في واقعنا، فإن الأمر جد مختلف! لدرجة أننا مع الأسف الشديد صرنا نفضل أن نتعامل مع غير المسلم، لأنه أكثر منا التزاماً بأخلاق التعامل، وأكثر إخلاصاً في العمل. كثيراً ما يتحدث الوعاظ السعوديون وغيرهم عن انهيار الأخلاق في أميركا والغرب عموماً، فكيف تريدنا أن نفهم حديثك عن ازدهار أخلاقيات التسويق هنالك؟ - من يقول ذلك ينقصه شمول النظرة في نظري. وربما يكون اختزل الأخلاق في بعض الممارسات الاجتماعية. أما في ناحية أخلاقيات العمل، فأنا أؤكد لك من واقع المعرفة والممارسة أنهم أفضل فيها منا بكثير. ألم يقل الإمام محمد عبده وهو من كبار علماء الإسلام بعد أن زار ديارهم:"لقد وجدت هناك إسلاماً بلا مسلمين، وأجد هنا يقصد في بلاد الإسلام - مسلمين بلا إسلام". فالغرب يتميز بأن أخلاقيات التعامل فيه ومنها أخلاقيات التسويق أخلاقيات مقننة فوق أنها تربية وممارسة. فهناك نظام صارم يحاسب من يتجرأ على خرق قواعد التعامل، لذلك تجدهم إلى الأخلاق أقرب منا، عكس ما يجب أن تكون عليه الحال، ونحن أحفاد الصحابة وهداة العالم. بل إن تقنين الأخلاق في التعامل تجاوز الجهات التشريعية وسلطات فرض القانون العمومية إلى الأنظمة الداخلية للمؤسسات التجارية، فكل شركة في الغرب لديها قانون للأخلاق يتم شرحه لكل من يعمل لديها، ويدرب على تطبيقه كل منتسب إليها. وتنشئ هذه الشركات أقساماً مختصة مهمتها ضبط أخلاقيات العمل بالشركة. وأترك المقارنة بين هذا الواقع وواقع شركاتنا لخيال القارئ. هناك فريق من الإسلاميين تحمس لأسلمة كل شيء بما في ذلك التاريخ والمذيعات والممثلات، فهل أنت أيضاً تذهب في الاتجاه نفسه وتطالب بأسلمة التسويق؟ - أنا لا أطالب إلا باستعادة قيمنا، وإعادة إحياء تاريخنا المليء بالأخلاق، الذي أضاعته بعض أجيالنا الأخيرة حتى صرنا مضطرين إلى أن نجعل الغرب قدوتنا في الأخلاق، ونقنع بمجرد المطالبة بتقليده في ما عنده خصوصاً في أخلاقيات التعامل، وهو واقع معكوس للأسف. أنا أنادي بأن يكون هناك وعي اجتماعي يشمل أعمالنا ومسلكياتنا كافة، ليس على مستوى رجال الأعمال، ولكن على مستوى البيت والمدرسة وفي الطريق وفي التعامل مع المال العام... إلخ. بوصفك أكاديمياً متخصصاً في التسويق... هل يمكن اعتبار الأخلاق التي طالبت بالتحلي بها في مجال التسويق، ضرورية في الترويج لأية فكرة... أم أن هناك أفكارًا لا يحتاج ترويجها إلى أخلاق؟ - أنا لا أنطلق في مطالبتي بإدخال عنصر الأخلاق في مجال التسويق من الترويج لأية فكرة إلا فكرة أن العمل يستحق منا الاحترام والمحبة، وأن الناس يستحقون منا الحرص على مصالحهم. كما أبذل ما في وسعي لإقناع التجار أن العمل بأخلاق والبيع بأخلاق لا يتعارضا مع ما يسعون إليه من ربح، بل إنه يشكل ضمانًا لهذا الربح وحصانة لمصالح الشركة ودعاية لمنتجاتها. فالشركة التي تسعد العميل يرتاح للتعامل معها، فيكافئها بدعاية مجانية لها، وهي دعاية أكثر صدقية من كل الإعلانات التي تستنزف موازنتها، لأنها نابعة من تجربة شخصية، قام بها شخص محايد ليست له مصلحة في الشركة، كما أنها دعاية أفقية منتشرة، لأنه هو يوصي أصحابه وأقاربه ومعارفه، وأولئك لهم أيضًا أقارب ومعارف وأصحاب... وهكذا. أتغدى بك قبل أن تتعشى بي جاء كتابك في وقت تنهش أنياب التجار في أجساد الأرامل والبؤساء... في ظنك هل تعيد ذلك إلى التصحر الأخلاقي أم تشبثاً بقاعدة"إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب"؟ - أجدادنا غرسوا فينا كثيراً من القيم الجميلة، ولكنها أيضاً لا تخلو من بعض الثقوب، ومن ثقوب ثقافتنا هذا المثل:"إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب"فكبرنا وصدقنا مثل هذا المثل ثم حاولنا أن نطبقه أكثر من أمثالنا التي تحض على الرحمة والتعاون. ولعل أجدادنا معذورون في ذلك، ما داموا تربوا وعاشوا في مجتمع يعلي من قيم القوة، وينهش بعض أفراده بعضاً في تعاملهم، وتشيع فيه مثُل من نوع"أتغدى بك قبل أن تتعشى بي"أكثر مما تشيع فيه أمثال من نوع"أعمل الخير وأرميه في البحر"و"الخراب يوم والعمار دوم"وغيرها من أمثالنا الجميلة التي تحض على الإحسان إلى الناس وتشيع الروح الإيجابية تجاه الآخرين. أشرت إلى أن أخلاق التجار المسلمين الأوائل هي التي دفعت الإندونيسيين إلى اعتناق الإسلام... فكم تقدر عدد المرتدين اليوم بسبب أخلاق التجار البغيضة؟ - لا شك أنه يفوق التقدير، فلو أردنا أن نحصي من ارتد عن الإسلام بسبب أخلاق التجار البغيضة لاحتجنا إلى فريق إحصائي هائل. ولكن يكفي في تقدير الوضع أن نقوم بجولات تفتيش في وضح النهار لنرى بأم أعيننا كيف يتسابق بعض قليلي الفقه وعديمي الضمير إلى تشويه صورة الإسلام. بل إنني أعتبر أن السبب الرئيسي في عدم دخول أمم الأرض أفواجاً في الإسلام هو المشكلة الأخلاقية لدى المسلمين، لأن الأخلاق الحميدة لغة مشتركة بين البشر، تفهمها كل الشعوب، وتقدرها كل الثقافات، كما تألفها كل الفطر السليمة. أليست كل البلاد التي وصلها الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته دخلت في الإسلام تقريباً، لأن الإسلام وصلها وهو ما زال نقيًا بعقائده وأخلاقه؟ أليست أمم كثيرة بعد ذلك دخلت في الإسلام بأخلاق التجار والرحالة المسلمين؟ فما الذي يمنع غيرهم إذن؟ إنها أخلاق بعضنا التي تتناقض مع ما يجب أن يكون عليه المسلم. ومن الأمثلة المعاصرة ما قالته ليلي ريفي مهندسة إعلاميات فرنسية أسلمت - على ما قيل - عن طريق الإنترنت:"إن مما ساعدني على تجاوز الفارق بين الإسلام والمسلمين هو أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين" ونحن هنا لا نعمم فهناك طيبون كثيرون، ولكن الهدم أيسر من البناء، والصوت النشاز يكون دائمًا أعلى. يتحدث معظم المسلمين والسعوديين خصوصاً عن اعتزازهم بعقيدتهم وينظرون إلى الآخر الغربي نظرة ازدراء لأنه كافر وشرير أحياناً... فهل وجدت لدى الغربيين في أخلاقياتهم ما يماثل هذه النظرة وأنت درست بضع سنين هنالك؟ - أنا عشت 10 سنوات من حياتي في بريطانيا، لم أسأل خلالها عن جنسيتي ولا عن وطني، ولم أعامل معاملة توحي بالتفرقة بيني وبين البريطانيين، فكنا كلنا نعيش تحت مظلة قانونية واحدة تتعامل مع الإنسان باعتباره إنساناً ولا شيء غير ذلك. ثم تعاملت مع الشركات الغربية، فوجدتها حريصة على إعطاء المعلومة الصحيحة، كما أنها حريصة على المعاملة الحسنة وعدم النظر إلى أي طرف تتعامل معه نظرة نقص عكس نظرتنا لهم. فالنظرة المتأصلة لدى البعض منا بأن الغرب شرير تنقصها المعرفة والتجربة والمعاشرة. فالغرب ليس شراً كله، ففيه مثل ما في البلدان الأخرى من خير وشر، وأنا بطبعي أنظر إلى الأشياء من الزاوية الإيجابية. وأعتقد أن هناك لبساً ربما نشأ من الخلط بين السياسة الخارجية لحكومات الدول الغربية التي تتسم أحياناً بمستوى كبير من الحيف ولا شك وبين الواقع الاجتماعي والقانوني لهذه الدول. جمعيات لا تجيد الغوص كثير من الأكاديميين أمثالك يعودون من أميركا وبريطانيا بقيم جميلة لماذا لا يطبقونها وهم ويقودون مؤسسات كبرى، هل ينتكسون بسبب التيار الاجتماعي الأغلب، أم أن المثاليات للغرب ونحن لنا"الماي المالح"؟ - عندنا قيم جميلة وأخلاقيات حميدة غرستها فينا مبادئ ديننا، وهذبها الغرب بالممارسة، فعدنا يوم عدنا من عالم منظم إلى عالم تتصارع فيه الحضارة والبداوة. وعندما حاولنا أن نمارس ما تعلمناه نظر إلينا وكأننا شاذون مثاليون. وأنت تعرف أن الكثرة تغلب الشجاعة، فوجدنا أن العود أحمد. لكننا إن عجزنا عن الممارسة والتطبيق، فينبغي ألا نعجز عن التبشير بالقيم الحضارية، وألا نمل من الدعوة إلى الاستفادة مما عند الآخرين مما نفتقده عندنا. خصوصاً تلك الأمم التي هي أسبق منا إلى الميدان الحضاري الذي هو في الحقيقة قيم ومُثل قبل أن يكون مظاهر مادية. لأن الأمم لا تقاس بكميات الاسمنت الموجودة فيها ولا بما شيدته من عمائر شاهقة، ولكنها تقاس بالنظام والالتزام به. تطالب بجمعيات لحماية المستهلك كأحد أهم عناصر نشر ثقافة أخلاقيات التسويق، ألا ترى أنك بذلك تشكك في ذمم أبناء الوطن المخلصين"الهوامير"الشرفاء؟ - الدعوة إلى إنشاء جمعيات لحماية المستهلك ليست تشكيكاً في ذمم أبناء الوطن. كما يجب ألا ينظر إلى هذه الجمعيات باعتبارها بعبعاً مسلطاً على التجار وأصحاب المصالح الشرفاء، ولكن يجب أن ينظر إليها باعتبارها وسيلة من وسائل التنوير والتثقيف والمطالبة بالحقوق في إطار القانون، وإن كنت أتمنى - في ظل الفوضى التي تطبع أسواقنا - أن تكون جمعيات حماية المستهلك من القوة بحيث تكون سيفاً مصلتاً على رقاب المتاجرين بأرزاق العباد وخيرات الوطن. لكن أبشر المشفقين على هؤلاء"الهوامير"كما سميتهم من جمعيات حماية المستهلك بأن"الهوامير"يسبحون في البحر وجمعيات حماية المستهلك قد لا تجيد الغوص. دعا كاتب سعودي إلى إيقاف حمى الإعلانات الجنسية رحمة ببراءة الصغار، فهل يرى مفتي التسويق داعياً لذلك؟ - أغلبنا شاهد مثل هذه الإعلانات التي انتشرت في الشوارع والصحف السيارة وقنوات التلفزيون التي تخرجها إلينا وكأنها تبشر بحل جذري لمشكلة وطنية عويصة. حتى إن من يشاهدها لا يشك في أنها فتح مبين سيغير بلدنا من حال إلى حال. لكنني عندما أتذكر بأن معدل نمو المواليد في السعودية هو - على ما قيل - 4 في المئة سنويًا يتملكني الخوف وأتساءل في نفسي: كم يا ترى سيكون المعدل بعد استخدام هذا المنتج المعجزة؟ فمفتي التسويق يطالب وبشدة بأن يمنع الإعلان عن مثل هذه المنتجات الحساسة رحمة بالذوق العام، ورأفة بالآباء رقيقي الشعور! الذين تحرجهم أسئلة أطفالهم، وأن يؤخر الإعلان عنها إلى وقت الحاجة إليها! خصوصاً أن"الدنيا ما ضاقت". اشتهر التجار في الماضي بالفجور، حتى قيل"كل تاجر فاجر"، فما هي الضمانات الجديدة التي جاء بها علم التسويق لقسر هذه الشريحة على الأخلاق التي قلت إن الغربيين قدوة حسنة فيها؟ - أنا لا أدعي ولا أريد أن يفهم القارئ بأن علم التسويق عبارة عن منظومة أخلاقية، أو أنه عصا غليظة مسلطة على رقاب التجار. لا ليس علم التسويق هذا ولا ذاك. وإنما علم التسويق علم يهدف بالدرجة الأولى إلى جذب ولاء العميل للسلعة لأطول فترة ممكنة، وبما أن العميل فطن، ولا يتأتى جذبه من خلال خداعه وغشه، فإنه كان لا بد من أن يتم بناء التسويق على قواعد وسلوكيات أخلاقية مدروسة، يتم من خلالها تعويض النقص في الضمير والوازع الخلقي الذاتي لدى بعض المسوقين. وباجتماع الأمرين نصل إلى أقصى ما يطمح إليه علم التسويق. فالتاجر الجيد يحرص على بناء سمعة جيدة لدى المتعاملين معه من خلال اختراع قواعده الأخلاقية الذاتية التي يتميز بها وتتميز بها مؤسسته عن التجار والمؤسسات الأخرى. وأما قولك"كل تاجر فاجر"بإطلاق فإنني أضعه في خانة ذلك القسم من موروثنا الذي لا أوافق عليه - كما سبقت الإشارة - وإن كنت أعترف بأنه قد يكون واقع بعض التجار لكن ليس كلهم. بحديثكم معشر المتغربين عن مثاليات ذلك العالم، تتهمون بأنكم تقذفون في روع أمتكم الإحباط وتحرضونها على الانتحار... كيف ترى أنت؟ - نحن معاشر"المتغربين"كما تسمينا إنما ننادي بالرجوع إلى الصدق والأمانة التي انتزعها العالم الغربي منا وطبقها فصعد بها سلم الحضارة، وتركنا نحن نتخبط ذات اليمين وذات الشمال. فإن استطعنا أن نسترد بعض تلك القيم فإننا سنقول:"هذه بضاعتنا ردت إلينا"وبالتالي لا داعي للإحباط أبداً. وإن لم نستطع فنكون قد أرضينا ربنا وأرحنا ضمائرنا. أخيراً... هل فكرت في تقديم دروس خصوصية للتجار حول أخلاقيات التسويق التي يحمل كتابك الجديد عنوانها؟ - أنت تعرف أن من أمراضنا المتأصلة فينا أننا نملك كنزاً لا يفنى من القناعة المعرفية، ليت تجارنا يصلون إلى معشار عُشْره في القناعة المادية. فنحن نزدري كل معرفة تتجاوز معارفنا التي نتعلمها بالفطرة وبالتالي لا يساورنا أبداً شعور بالحاجة إلى التعلم، وهي صورة أخرى من مفارقات مثلنا لواقعنا، أليس شاعرنا هو الذي يصدح قائلاً: فقل لمن يدعي في العلم فلسفة عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء وبالتالي لن تصل مثاليتي إلى أن أنتظر من تجارنا المحترمين - الذين لا شك أنهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بشطارتهم ومهارتهم في السباحة في أمواجنا الاجتماعية المتلاطمة - أن يزدحموا على بابي طلباً لدروس خصوصية أو عمومية في التسويق وأخلاقياته ولا غيرها. وعلى كل حال"لقد أسمعت لو ناديت حياً"... ولكن السؤال:"هل حياة لمن ننادي"؟