يترقب أهالي مدينة صفوى محافظة القطيف تسليم جثة الأم المقتولة على يد ابنها، إلى ذويها، لمواراتها الثرى بعد الحادثة الأليمة التي هزت المجتمع، بمقتل هذه السيدة، إثر طعنة حادة من ابنها المريض نفسياً، بعد أن نشب شجار بين الأب وابنه، انتهى بطعن الأب في أحد كتفيه، فيما أصيبت الأم بطعنة في بطنها، أثناء محاولتها فك النزاع. وعلى رغم استقرار حال الأم، بعد خضوعها للتنويم في مستشفى القطيف المركزي، إلا أنها تُوفيت أول من أمس، بسبب نزيف داخلي، لم يمهلها طويلاً. وقال مدير العلاقات العامة والإعلام الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العقيد يوسف القحطاني ل"الحياة":"إن الجهات الأمنية تنتظر موافقة أهل الفقيدة لتشريح الجثة، فيما سيتم تسليمها لذويها بعد تقرير الطبيب الشرعي"، مؤكداً في الوقت ذاته أن"التحقيقات ما زالت جارية، لمعرفة الأسباب والدوافع التي ساهمت في إرتكاب هذه الجريمة". وفيما أثارت الحادثة حالاً من الاستغراب تصاعدت المخاوف من تنامي حوادث اعتداء الأبناء على الآباء، التي وصلت إلى القتل، وسجلت المنطقة الشرقية أربعاً منها خلال الأشهر الماضية، وأوضح الاختصاصي النفسي في العيادة السلوكية التابعة لوزارة الصحة أحمد السعيد، أن"هناك عدداً من الأسباب التي تساهم في حدوث هذه الجرائم، بالنسبة للمرضى النفسيين، من ضمنها الاهمال الأسري بهؤلاء المرضى، لأسباب عدة، أبرزها كبر سن الوالدين، والخجل من معرفة المجتمع بمثل هذه العينات، حتى لا تنعكس سلباً على سمعة العائلة، كما تتصور هذه الفئة، إضافةً إلى الفقر والحال الاقتصادية الحادة". وأشار السعيد في حديثه ل"الحياة"، إلى وجود عوامل أخرى، مثل"ترك المريض للعلاج، وعدم مراجعة العيادة النفسية بحسب المواعيد المقيدة، ما يساهم أيضاً في حدوث مثل هذه الأفعال، التي يكون فيها الشخص بعيداً عن عقله وتفكيره". وأضاف أن"الشخص السليم لا يمكن أن يرتكب مثل هذه الأفعال إطلاقاً، إلا في حال تعاطيه المخدرات، أو انه يعاني من أمراض نفسية، كما حدث في هذه الحادثة". وعن انتشار جرائم قتل الآباء التي حدثت في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، قال السعيد:"أعتقد أن الجرائم التي حدثت هي نتيجة خلل في شخصية مرتكب الجريمة، مثل الأمراض النفسية أو تعاطي المخدرات، إضافةً إلى الظروف الاجتماعية التي تساهم في انتشار هذه الأمراض وزيادتها، خصوصاً في ظل جهل الكثير من الأسر بكيفية التعامل مع المرضى النفسيين، أو عدم تلقيهم الرعاية الصحية الكاملة"، مطالباً بضرورة"الاهتمام في الحالات النفسية، مهما كانت، وعدم الخجل في التعامل معها، من خلال الخوف من المجتمع، فهؤلاء يحتاجون إلى من يقف معهم، ومن يأخذ بأيديهم، حتى لا تتطور حالاتهم النفسية إلى الأسوأ، التي حتماً كانت في البداية بسيطة".