تعلو السعادة وجه الطفل السوري حسين فهو للتو رجم الشيطان بسبع حصوات. هذا الرضيع الذي لم يتجاوز العامين كان يمتطي رقبة والده ويزاحم الحجاج أمس على رمي جمرة العقبة. يقول والده ل"الحياة"التي التقته إلى جوار جمرة العقبة:"سنناديه ابتداء من الآن بالحاج حسين". ويضيف:"لم أخش على سلامته وجلبته معي هنا نزولاً عند رغبته، وهو الآن يعبر عن سعادته بالابتسام". هذا الرضيع كان يرافق والديه وشقيقته 4 أعوام التي"رجمت الشيطان هي الأخرى". وحسين واحد من ضمن مئات الرضع الذين يرافقون آباءهم خلال رمي الجمرات، متجاهلين الزحام هناك الذي أودى في سنوات ماضية بحياة مئات الأشخاص، ولا يمنع رجال الأمن إدخال الرضع والأطفال جسر الجمرات ويحظرون فقط الدخول بالأمتعة. ويوم أمس، كان المشهد لافتاً حول جسر الجمرات وقريباً من"العقبة"، حيث اختلط المسنون بالرضع والأطفال، فهذا رضيع لا يتجاوز عمره العام على كتف والده ممسكاً بيده بعض حصوات يبدو أن أباه حاول أن يلهيه بها ليتوقف عن البكاء."الرضع"كانوا من غالبية الجنسيات، فمنهم الأشقر والأبيض والأسود، وبعضهم لم يتجاوز الأشهر الستة، ويدخل به والده وسط عشرات آلاف الكتل البشرية التي تتدافع للاستحواذ على نقطة تستطيع منها تسديد حصواتها تجاه الجمرة بدقة. يقول أبو يوسف وهو أمام مدخل"جمرة العقبة"فيما يلف طفله يوسف 16 شهراً رجليه حول عنقه،"لن أنزله. سأرجم وهو يجلس حول عنقي". وعن الخشية عليه من الأمراض أو الحصى الطائش، يجيب والد يوسف:"سأتكل على الله، فأنا لا أستطيع تركه في الخيمة لوحده فوالدته معي هنا وكذلك قريبي وزوجته". وبتجاوز كلام والدي حسين ويوسف، تقول غالبية عيون"الرضع"المحمولين على الأعناق هنا أنهم خائفون من المشهد الذي يرعب نسبة كبيرة جداً من الحجاج الذين يسألون الله خلال سيرهم الطويل إلى"الجمرات"أن لا يكونوا"قتلى تدافع".