شدد رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل على أن المؤسسة ماضية في تنفيذ مشاريعها، مؤكداً أن الأزمة المالية العالمية ليس لها تأثير على هذه المشاريع، كاشفاً أن الخطة المعتمدة التي طرحت فيها مشاريع الجسر البري وقطار الحرمين من المقرر أن تنتهي في عام 2012. وقال الحقيل الذي كان يتحدث لرجال الأعمال في غرفة"الشرقية"مساء أول من أمس إن العلاقة التي تربط رجال الأعمال في المنطقة بالمؤسسة تمتاز بطبيعة خاصة، مشيراً إلى أن هذه العلاقة تشكلت من خلال بعدين، الأول تطوير مستوى الخدمة، والثاني إتاحة الفرصة للقطاع الخاص لإدارة وتشغيل بعض مرافق ونشاطات الخطوط الحديدية. وتحدث عن البعد الأول، وقال إن المؤسسة تحرص على الإفادة من مزايا النقل بالقطار وتطوير هذه الخدمة لعملائها من خلال انتهاج خطط تشغيلية متطورة من بينها توسعة الميناء الجاف في الرياض. وأوضح أن هناك خططاً لتحسين الأداء والتوسع في نشاطه، إذ تم إدخال الساحة الشرقية ضمن المساحات المستغلة لغرض تخزين الحاويات الفارغة، كما وضعت المؤسسة شروطاً في منافسة عقد تشغيل الميناء الجاف تحقق تبسيط الإجراءات وميكنة الدورة المستندية وسرعة إنهاء الإجراءات. وقال إن المؤسسة تعتزم مواصلة التوسع في نشاط النقل بنوعيه البضائع والركاب، من خلال زيادة طاقة النقل بما يقارب 60 في المئة من حجمها الحالي، وذلك بتأمين ثمانية أطقم قطارات ركاب فاخرة بسرعة 200 كلم في الساعة، وسيضيف ذلك إلى طاقة النقل ما يزيد على ألفي مقعد يمكن أن تنقل ما يزيد على خمسة آلاف مسافر يومياً في الاتجاهين الدماموالرياض، كما تسعى المؤسسة إلى تأمين 200 عربة تحميل مزدوج لنقل الحاويات. وأوضح أن من بين المشاريع التي نفذتها المؤسسة لرفع كفاءة التشغيل والسلامة مشروع نظام الإشارات والاتصالات المتكامل الذي يعتمد على شبكة ألياف بصرية ممتدة على طول الخط الحديدي المخصص لنقل الركاب، كما شرعت المؤسسة في تطبيق برنامج شامل لتحسين أساليب صيانة الأسطول، يعتمد على تفعيل وتطبيق برنامج الصيانة الوقائية بالتعاون مع الشركات الصانعة. وذكر الحقيل أنه تم منح الفرصة للقطاع الخاص لإدارة وتشغيل بعض مرافق ونشاطات الخطوط الحديدية، ومن ذلك إسناد إدارة وتشغيل وصيانة الميناء الجاف في الرياض للقطاع الخاص، وإسناد بعض أعمال الصيانة الفنية إليه، والأهم التوجه في توسعة شبكة الخطوط الحديدية وتشغيلها من القطاع الخاص، إذ من المنتظر أن تشهد المملكة ولادة شبكة ضخمة من الخطوط الحديدية، منها مشروع قطار الشمال لربط شمال غرب المملكة بالرياض، ويخدم المشروع عمليات نقل خام الفوسفات من منطقة حزم الجلاميد، ونقل خام البوكسايت من منطقة الزبيرة، إلى رأس الزور، ما يمهد لقيام منشآت صناعية جديدة بالاستفادة من هذه المواد، وسيخصص جزء من نشاط هذا الخط لنقل الركاب. وأضاف أن هناك مشروع الجسر البري الذي سيتم تنفيذه بنظام البناء والتشغيل ثم الإعادة، وهو عبارة عن خط يربط الشبكة القائمة بمدينة جدة بطول 950 كلم، ووصلة تربط الشبكة القائمة بميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل بطول 115 كلم، إضافة إلى وصلة تربط ميناء ينبعبجدة بطول 300 كلم، ومن المتوقع أن يصل عدد الحاويات المتداولة على هذا الجسر في عام 2015 أكثر من 700 ألف حاوية نمطية. وأشار إلى مشروع قطار الحرمين السريع الذي يعتبر ضرورة ملحة في الوقت الحاضر، ويتوقع أن يتضاعف عدد الحجاج والمعتمرين خلال ال 25 سنة المقبلة، ليصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين حاج وأكثر من 11 مليون معتمر. وحول المشاريع المستقبلية، أعلن الحقيل أن المؤسسة تسلمت أخيراً المرحلة الأولى من دراسة جدوى إنشاء خطين حديديين في المنطقة الجنوبية، وتشمل الدراسة أعداد المسافرين وأحجام النقل المتوقعة على هذه الخطوط، وكذلك الكلفة التقديرية لإنشائهما، والخطان هما خط الطائف - خميس مشيط ? أبها، وخط جدة - جازان. وأكد أن إطلاق هذه المشاريع الكبيرة والمشاريع الأخرى المشابهة، سيؤدي إلى ظهور فرص استثمارية ضخمة أمام القطاع الخاص تُطرح للمرة الأولى في المملكة في مجالات مختلفة، وستوفر أرضية مناسبة لبروز صناعات جديدة.