انتقد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة نائب رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور ناصر بن إبراهيم آل تويم، تصريحات وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي الأخيرة، بشأن طريقة تعاطي بعض المواطنين مع المقيمين، والتي وصف فيها السعوديين بأنهم"مغرورون وعنصريون"، ويتصورون أنهم أفضل ممن أتوا للمشاركة في تنمية البلاد. وتحفظ آل تويم في تصريح صحافي أمس على أحاديث القصيبي"فاقد الشعبية بحسب وصفه"في ما يخص طريقة تعامل السعوديين مع العمالة الوافدة،"قول الوزير مردود عليه من جوانب عدة، فمن نافلة القول ان السعوديين ليسوا ملائكة أو منزهين عن الاخطاء. وان أغلب السعوديين بطبيعتهم وسجيتهم أناس كرماء وبسطاء وأصحاب قلوب طيبة، والشواهد كثيرة وماثلة، صحيح أن هناك شطحات واستثناءات، لكن يجب ألا تغيب عنه معادلة الفعل ورد الفعل، التي تجسد حقيقة التبدل التعاملي، فالغضب يأتي دائماً بعد السبب، والمعنى واضح في هذا الخصوص". وتساءل رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة في ما إذا كان تصريح القصيبي"المثير"مبنياً على دراسات وإحصاءات، أم انه مجرد انطباعات، مطالباً إياه بالفتوى في ذلك، وإيضاح الدور الذي قامت به وزارته في التعامل مع تلك الظاهرة، إن كانت موجودة. واستغرب من وصف القصيبي لطريقة تعامل السعوديين مع العمالة ب"الغرور"، على رغم كونها سلوكيات فردية، فيما تناسى طريقة تعامله مع قطاعات مهمة من مجتمع وزارة العمل،"اذ انه أحوج لسماع صوتهم منهم لسماع صوته وفق متلازمة أفعال المشاركة كفيلة بإضفاء شرعية القبول والرضا". واعتبر آل تويم ان ممارسات القصيبي في سياسة التلويح بالعصا لمن عصا وصلت إلى مقادير ضارة،"والنتيجة معروفة للجميع من ردة وهجرة لرجال الأعمال والمال، وفرض سياسة السعودة أضعف السعودة، ونال من الأعمال الصغيرة، إضافة إلى صعوبة لقائه". وقال إن سياسة"زحلقة"ترتيب لقاء للوزير مع أعضاء ورئيس لجنة مراكز التدريب الأهلية في غرفة تجارة وصناعة الرياض خير شاهد على ذلك،"إذ أرسلت خطابات والتماسات عدة بل وزيارات لمكتبه، ومع ذلك لم تفلح الجهود في ترتيب ذلك اللقاء لسنوات عدة، هذه الواقعة ألهمت البعض ليقول ان تحديد موعد مع الرئيس الأميركي أسهل من موعد معه. ويحق لنا أيضاً أن نسأل أين سياسة الباب المفتوح، أم أنه تم استبدالها بسياسة الباب المغلق؟". وانتقد مبالغة وزير العمل في وصف مديري مكاتب العمل بأنهم يحملون موازين العدالة، قائلاً:"أية عدالة تلك التي يحملونها ومكاتبهم داخلها الرحمة وظاهرها العذاب؟ فيا ليته طبق الإدارة بالتجوال، لكي يرى ويسمع حجم المشكلة، خصوصاً أنه كان من الرواد في تطبيق مبدأ الزيارات التفقدية المفاجئة على مستشفيات عدة عبر الزمان والمكان، عندما كان وزيراً للصحة، فأين المستشفيات من مكتب واحد للعمل لا يبعد كيلومترات عدة عن مقر وزارته؟ ألا يستحق هذا المكتب جولة واحدة فقط؟". واستغرب آل تويم من أستاذ الإدارة والسياسة وصاحب كتاب"حياة في الإدارة"غازي القصيبي قوله:"إننا نعيش في مكاتبنا لا نعلم إلا ما تقولون... ولا نرى إلا ما تبصرون"الذي قصد به مديري مكاتب العمل، مشيراً إلى أن قوله فيه إدانة للنفس ولا ينسجم مع أخلاقيات العمل ولا مع متطلبات المسؤولية الموضوعية،"وهو يؤدي إلى تآكل شفافية العلاقات الرأسية والأفقية في أركان العمل المؤسسي". واستعجب الدكتور آل تويم في تصريحاته من ممارسة الوزير ل"الفوقية"في التعامل وجلوسه في برجه العاجي، وكذا بعده من الإدارة المرئية، ومن ماضيه الجميل. وفيما اعتبر انتقاد الوزير لتصنيف الوظائف فيه من الصحة الكثير والنوايا الطيبة، إلا أنه ذكر بأن ذلك يثير الكثير من الأسئلة ويقدم القليل من الحلول،"فكما أن هناك وظائف وضيعة ووظائف دنيا فهناك بكل تأكيد وظائف جاذبة ووظائف عليا... ولا أعتقد بأن الوزير سيكون مسروراً إذا ما قبل أحد أبنائه أو بناته بالعمل في تلك الوظائف الوضيعة... حتى في البلدان الأقل شأناً في الاقتصاد نجد أن غالبية من يشغل الوظائف"اليدوية"أو الدنيا هم ليسوا بمواطنين وإنما جنسيات أخرى". وزاد بأن بعض علماء الإسلام وفي الصور الذهبية وافقوا بأن مهن الحجام والفحام واللحام والخراز وغيرها من المهن الوضيعة،"فهل يرضى لابنه بالعمل في تلك المهن أو يرضى لابنته من الزواج بأحد من أصحاب تلك المهن... ربما!". وكان وزير العمل الدكتور غازي القصيبي قال في كلمة خلال لقائه مديري مكاتب العمل في مقر الوزارة أول من أمس:"كنا عندما يأتي إلينا الأجنبي ننظر إليه نظرة تكاد تقترب من التبجيل، فهو إما طبيب نطلب منه العلاج أو أستاذ نطلب منه المعرفة أو محاسب نطلب منه أن ينظم أعمالنا، أما الآن فانقلبت هذه الصورة، وأصبحنا ننظر إليهم وكأنهم أتوا كي ينهبونا أو يفسدوا مجتمعنا أو كي ينشروا فيه الجريمة ونحن الذين أتينا بهم". وانتقد القصيبي من يصنفون بعض المهن بأنها وضيعة أو دنيا:"نسينا كيف كنا في الماضي وأصبحنا نتكلم عن وظائف وضيعة ووظائف دنيا، كأننا في تاريخنا كله لم نقم بهذه الوظائف كلها بأنفسنا، وهذا تاريخ يذكره على الأقل المخضرمون".