أكد كبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات ساتورب المهندس سالم شاهين أن مصفاة الجبيل ستكون مشابهة لمشروع"بترورابغ"وستكون ثاني أكبر مصفاة في المملكة، مشيراً إلى"أن فرق عمل المشروع لدينا جاهزة للانتقال إلى مواقع المقاولين في مختلف أرجاء العالم، ونتوقع الحصول على مناقصات ذات تنافسية عالية جداً تعكس الأوضاع الحالية والمستقبلية لأسواق مقاولات الطاقة والنفط، مما يمهد لنا الطريق للانطلاق قدماً في المشروع". وأوضح ل"الحياة"بعد توقيع أول عقد للشركة لتنفيذ مجمع المرافق الموقتة المطلوب لدعم المرحلة الإنشائية في مصفاة الجبيل أمس، أن التوقيع تأكيد من الشركتين"أرامكو السعودية"و"توتال الفرنسية"على المضي قدماً في تنفيذ المصفاة التي بدأت فكرتها في 2005، وأضاف أن شركتين بحجم"أرامكو السعودية"و"توتال"لن يعجزهما توفير الاعتمادات المالية للمشروع، كلاً بحسب المخصص له. مؤكداً أن كلفة المشروع قابلة للتغيير خصوصاً مع تقلبات السوق الحالية، وانخفاض الأسعار. وأضاف أن مشروع المصفاة من المشاريع الاستراتيجية التي يتم اتخاذها بناء على دراسات معمقة، لذلك أهمية المشروع تجعل منه خطوة مهمة في صناعة النفط في المملكة، كما أنه يشكل خطوة مهمة لشركة"توتال"الشريك في المشروع. وقال الشاهين:"إن جميع العقود المزمع توقيعها للمشروع سيتم الانتهاء منها خلال الأشهر ال6 المقبلة، وستشمل استقبال العروض والتوقيع على الاتفاقات". مشيراً إلى أن عدد العقود التي سيتم توقيعها يبلغ 14 عقداً تبلغ قيمتها بلايين الدولارات، سيكون 7 من هذه العقود من نصيب السوق المحلية، وستعطى لمقاولين سعوديين، فيما ستطرح ال 7 عقود المتبقية في السوق العالمية. وذكر أن المشروع سيقوم في مراحله الأولى بتوظيف 850 سعودياً، سيكون منهم 450 بنظام التدرج وسيبدأ قبول المرحلة الأولى في كانون الثاني يناير وستتبعها دفعات أخرى، فيما سيكون هناك توظيف ل400 للجامعيين ولذوي الخبرة في التخصصات التي يحتاج إليها المشروع. وحول العلاقات مع شركة"سابك"، أشار إلى وجود مفاوضات منذ 6 أشهر حول التعاون في المستقبل من جهة تسويق البتروكيماويات التي سينتجها المشروع، إضافة إلى شراء بعض المنتجات. وأكد أن شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات ساتورب اتخذت خطوة جريئة حيال إنشاء مجمعها المقترح للتكرير والبتروكيماويات بمدينة الجبيل الصناعية، وذلك بمنحها المقاولة الرئيسية لتنفيذ مجمع المرافق الموقتة المطلوب لدعم المرحلة الإنشائية. ويأتي منح هذه المقاولة المهمة بمثابة إشارة قوية لالتزام مؤسسي ساتورب، لمتابعة خطتهما الرامية لإنشاء هذا المشروع المشترك الذي تم تكوينه مباشرة عقب توقيع اتفاق الشراكة فى 18 جمادى الآخرة 1429ه 22 يناير 2008. وتتضمن المقاولة التي وقعت أمس بقيمة تتجاوز 350 مليون ريال، تطوير ستة كيلومترات مربعة مع إنشاء البنية التحتية الأساسية والمرافق المساندة لاستيعاب مخيم لعدد 30 ألف عامل ومكاتب موقتة لعدد 3000 من موظفي الإشراف وساحة للتخزين الأرضي ومناولة المواد، وأسندت المقاولة إلى المقاول السعودي شركة التعهدات والمشاريع الإنشائية المحدودة. وحول الضمانات البيئية، أكد أن المشروع ينفذ تحت الهيئة الملكية في الجبيل وينبع إضافة إلى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وهما لن يمنحا الموافقة على المشروع إلى بعد التأكد من الالتزام بالجانب البيئي، ولن تكون هناك أضرار جانبية للمشروع على البيئة. مضيفاً أن الشركتين المساهمتين في المشروع حريصتان على هذا الجانب أشد الحرص، ولهما تاريخ كبير في الأعمال المشابهة، لذلك بذلوا بلايين الريالات من أجل هذا الأمر. وبحسب رئيس مجلس إدارة ساتورب الدكتور سمير الطبيب"يأتي منح هذه المقاولة فى هذا الوقت وتحت هذه الظروف الحالية للسوق بمثابة رؤية واضحة والتزام من كلا الشريكين للمضي قدماً فى المشروع"، ومن المتوقع الانتهاء من إنشاء المرافق كافة في الربع الأخير من عام 2012 في حين تمت جدولة التشغيل التجاري للمجمع في آذار مارس 2013. ويشتمل نطاق المشروع على بناء وتشغيل مصفاة عالمية متكاملة لمعالجة 400 ألف برميل فى اليوم من الخام العربي الثقيل لإنتاج البنزين، والديزل، ووقود الطائرات، وبعض المنتجات البتروكيماوية للتصدير والاستهلاك المحلي. إضافة إلى ذلك، سينتج المشروع 700 ألف طن في السنة من البارازايلين، و140 ألف طن في السنة من مادة البنزين، و200 ألف طن في السنة من البروبيلين من درجة البوليمر. وهذا الموقع المميز للمصفاة في مدينة الجبيل كملتقى طرق يربط بين كل من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط يعطي المشروع ميزة تنافسية واعدة في عدد من الأسواق. وسيستفيد من المرافق الخدمية المتطورة في مدينة الجبيل الصناعية بما فيها ميناء الملك فهد الصناعي وشبكات المياه والكهرباء والمنطقة السكنية. وقد أنشئت شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات ساتورب كمشروع مشترك بين شركتي أرامكو السعودية وتوتال لتصميم وبناء وتشغيل ثاني أكبر مصفاة في السعودية في الجبيل، وستقوم"ساتورب"بتصفية الزيت الخام وتحويله إلى منتجات تامة الصنع للسوق المحلية والأسواق العالمية. وستمتلك أرامكو السعودية مبدئياً نسبة 62.5 في المئة من أسهمها، فيما تمتلك توتال نسبة 37.5 في المئة المتبقية. وتعتزم الشركتان، طرح نسبة 25 في المئة من أسهم الشركة للاكتتاب العام للمواطنين السعوديين، على أن يحتفظ الشريكان المؤسسان بحصة 37.5 في المئة من الملكية لكل منهما. وستشترك كل من أرامكو السعودية وتوتال في تسويق إنتاج المصفاة.