إن الكثير منا يحتاج إلى إعادة تأهيل في جوانب فكرية وتنفيذية. منها ما هو قاتل كشيوع بعض الممارسات التي تتعلق بالاستئناس برأي ساحر أو مشعوذ، يوهم الناس بالركون إلى الأقمار والنجوم في إعادة المحبوب، ولجم العدو اللدود، ما يوقع ممارسها في دوامات هو في غنى عنها. ومنها أخلاقي كظاهرة الفراغ عند الشباب، وقتل الوقت بالتسكع مع الأصحاب في الأسواق والمراكز، ومنها التصنّع والتكبر على الفقراء من عباد الله، وكأنك تراه يطلب كل شيء بالتهديد والترهيب، وإن لم تفعل ما تؤمر به، فقد ترى أمراً عجباً، وأي عجب. يضاف إلى هذا غريبة الغرائب، وعجيبة العجائب التي نعايشها كل يوم في طرقاتنا ومساراتنا. وهي اشتراك الهاتف النقال مع السائقين في الغدو والترحال. وهو ما يدخل في باب المخاطرات التي تتحدث عنها الأمهات والجارات، فترى اتحاداً وتلاحماً بين الهاتف النقال والسائق، لا ينفع لفك ارتباطه بوق ولا ضوء، وترى مشية السيارة متموجة متبخترة، والأنكى من ذلك، أنك حين تصل إلى جانبه، يرمقك شذراً، هذا إذا لم تصبك منه نبرة تهديد، ووعيد. وكأنك أنت المخطئ، وهو المصيب، وحين تنظر إليه تجده بلا هوية تعرّفه، ولا أخلاقيات توجهه. إنما هي حاجة العمل إليه. وضمان اتكال كفيله عليه.