فارس بن حزام، صحافي تخصص في شؤون تنظيم القاعدة والإرهاب، ركضه الصحافي كان حافلاً بالبطولات والعثرات، هو غريب في كل شيء، يعشق الهلال وماجد معاً، ويعيب على أندية الشرقية رؤساء أنديتها، يرى انه ينتمي للفئة الضالة هلالياً، وينصح زميله بتال القوس أن يبحث عن د.النجيمي ولجان المناصحة، يسجل للرياضيين علو سقف حرياتهم، ويكره أن يكون في الحياة لاعباً أو حكماً، يرى أن العيب الاجتماعي حرم الوطن من مواهب عدة، ويقارن بين جماهير الأندية وجماهير القاعدة..."الحياة"أجرت حواراً مع الصحافي المشاكس، فإلى التفاصيل... هل منحك اسمك كارت دخول للوسط الرياضي؟ - فارس حزام الحربي، اجتماع الاسم ثلاثياً لا يليق بالرياضة. مكانه ساحة معركة. فترة المراهقة الرياضية، ما أبرز ملامحها في حياتك؟ - عبث رياضي، ممارسة غير منتظمة لكرة القدم في الحي وخارجه، وانشغال بتفاصيلها في الصفحات الرياضية وجلسات الأصدقاء. في المرحلة الجامعية ابتعدت عن مطالعة الصفحات الرياضية تدريجياً، ولكن ظل النقاش والجدل حاضرين مع الأصدقاء، حتى تلاشت تدريجياً مع مرور الوقت. متى أول مرة صافحت فيها عيناك حدثاً رياضياً؟ - بمعنى الحدث، تأهل السعودية إلى أولمبياد لوس أنجليس. ومنذ ذلك اليوم، وأنا أعرف قيمة أن يمر على الوطن اسم ماجد عبدالله. في خريطتك، أي الرياضات تسكنك، وأيها تقرأ المعوذتين عند ذكرها؟ - كرة القدم تسليتي، وأية لعبة تقوم على فن الضرب أمقتها تماماً، مثلما كنت أمقت مدافعي نادي الاتحاد في فترة ما وظهير النصر الأيسر حسن حمران. أنت هلالي، ولكنك هجرت الرياضة بسبب اعتزال ماجد، كيف تحلل هذا الأمر؟ - قد أكون من الفئة الضالة هلالياً. لا يهم، فلأجل ماجد أشياء كثيرة تهون. اهتمامي بماجد بدأ منذ الصغر، عام 84 الذهبي، ولو ولد نجم ماجد في زماننا هذا لما استطاع نادٍ سعودي على قيمة عقده. فعقده سيذهب إلى شركة الاتصالات مثلاً. كنت أشجع الهلال وماجد في آن، ولا أحزن لهزيمة الهلال أمام النصر إذا كان ماجد نجماً لتلك المباراة. نعم، حالة غريبة. ولكن ذلك لا يعني عدم اهتمامي بنجوم الهلال كصالح النعيمة ويوسف الثنيان وسامي الجابر، إذ تربطني علاقة مودة بالأول واحترام متبادل مع الأخير. وحين اعتزل ماجد تجاهلت الكرة تماماً، ولم أعد لأتابعها إلا قبل نحو عامين، حين انضم الزميل بتال القوس إلى قناة"العربية"، فلشدة التصاقنا هنا، نجح بتال في إعادتي إلى الرياضة والهلال. لاحظ، اعتزلت الكرة بسبب لاعب نصراوي، وعدت للرياضة والهلال، بتأثير إعلامي يصنفه البعض نصراوياً. حبك للهلال، ماذا منحك؟ - راحة البال. فمن الصعب جداً أن تعيش أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، ومن ثم لا تشجع الهلال. مثلما الحال في مصر، تحتاج إلى تشجيع الأهلي ليزيل عنك التعب. ففوق كل التعب السياسي والأزمات بتنوعها تذهب وتشجع الزمالك، فذلك همُ فوق هموم! تعد"باجيو"، لاعبك المدلل، ألا تفكر الآن بعشق لاعب غيره؟ - باجيو، جمع الفن والأخلاق. شخصية هادئة، لا يمكن أن تلحظ عليه ملامح الغضب أو التوتر، وإذا تواجد لاعب مهاري متفوق بسكينة وهدوء باجيو، فبكل تأكيد سيخلفه في الدلال. الولاء والبراء في الرياضة هل هما للنادي أم للاعب؟ - يمكن سؤال الداعية سليمان الدويش، فحسب ظني أنه نصراوي، أو هكذا أتخيّله! العرب يتملكون الأندية في أوروبا، من سيستفيد أكثر؟ - العرب يملكون ربع أميركا ولم نستفد منهم شيئاً. دعني أتوقف عند التجربة الإماراتية في إنكلترا. أظن أن الاندفاع الإماراتي في الإعلان والحصول على الحقوق في الرياضة الإنكليزية صب في مصلحة تسويق مدينة دبي عالمياً. هل تستحق كرة القدم كل هذا الدلال؟ - تستحق التقدير، ومعها ألعاب أخرى تستاهل العناية. أذكر قبل أكثر من 10 سنوات، برزت الكرة الطائرة لدى نادي الهلال، ونال بطولة عربية، بعد تجميع معظم لاعبيه من أندية أخرى، يومها فوجئت بالحماسة الجماهيرية. لعل المعلق الرياضي ناصر الأحمد أكسب تلك البطولة زخماً. ولو ركزت الأندية الجماهيرية كالهلال والاتحاد والنصر على الكرة الطائرة، وليس الأهلي بمفرده، لأمكن صناعة لعبة جماهيرية بامتياز. الرياضة في المنطقة الشرقية، ماذا يميزها؟ - يميزها ويعيبها أن رؤساء الأندية فيها أتوا من خلفية اقتصادية فقط، وليست اجتماعية اقتصادية كما هي حال أندية العاصمة. ياسر القحطاني صديق طفولة، كيف هي علاقتكما الآن؟ - لم يكن صديقاً، كنت كابتن فريقه فقط! الحقيقة أن هناك هامشاً عمرياً يقارب الأعوام الخمسة بيننا. وقتها كنت في المرحلة الثانوية وأتردد على الملعب الخاص بسكن موظفي جامعة الملك فهد، ولكون ياسر من طلبة مدارس الجامعة، وحينها كان طالباً في المرحلة المتوسطة، كنا نلعب كرة القدم نهاية الأسبوع بانتظام، وكنت أحرص على ابقائه ضمن فريقي. إذ كان زميلاً وصديقاً لابن عمي. وبعد سنوات طويلة، فوجئت بمن يخبرني أن النجم البارز الآن، هو ذاك الفتى الصغير. كان فلتة منذ حينه. لماذا الحملات الإعلانية ضد الإرهاب تستخدم اللاعبين أكثر من بقية الأطياف؟ - لم يسبق لي رؤية إعلان لأي لاعب ضد العنف. قد يكون تقصيراً مني. الإرهاب في الملاعب والمباريات، أين نجده؟ - يمكن القول إن بعض المدافعين، وذلك في زمن مضى لا أراه حاضراً الآن، إنهم أقرب إلى تنظيم"القاعدة"في ما يفعلونه. هل تذكر ما فعله مدافع الأهلي صمدو بلاعبي الاتفاق صالح خليفة ومروان الشيحة قبل أكثر من عقدين؟ كان يستحق يومها أن يساق إلى محكمة دولية. هل إشغال الشباب بالرياضة سد منيع عن الانشغال بالتطرف؟ - لا يجب أن ننظر إلى الأمر على إنه إشغال. الرياضة حق للجميع، من دون أي حسابات سياسية، مثلها مثل الفن والثقافة وغيرها. لكن إن قلت لي أيهما أكثر جمهور الشيخ عائض القرني أم نادي الأهلي؟ فبلا شك أن جماهيرية الشيخ تفوق! هل تستوقفك الصفحات الرياضية في صحفنا؟ - لا أقرأها. لأن كرة القدم لدي تسلية، لا تستحق مني أكثر من ساعتين أشاهد فيها المباراة، ولا أناقش من بعدها، إلا بقليل من رسائل الجوال مع الصديق سعد المحارب، وهو نصراوي شرس. لكن أقول إني أغبطهم على مساحة الحرية التي تحرم منها بقية الأقسام. يشيع البعض أن بعض الصحافيين متطرفين في الكتابة الرياضية، كيف تقرأ ذلك؟ - لا جديد. غالبيتهم مشجعون تحولوا إلى صحافيين! يمكنك التوقف أمام أية صحيفة وتحصر الصحافيين الرياضيين فيها، لترى ضآلة عدد المؤهلين علمياً. بتال القوس، لماذا يمارس الإرهاب ضد بعض ضيوفه؟ - هل ترى إحالته إلى لجنة المناصحة والشيخ محمد النجيمي؟ أظن بتال يمكن وصفه بالشجاعة وعدم التمييز بين ضيوفه، أو التأثر بخلفياتهم الاجتماعية، بدلاً من الصفة القاسية في سؤالك. ولعل ذلك من نجاحه. خذ مثلاً، أول مقابلة خاصة وفورية بعد اعتزال النجمين ماجد عبدالله وسامي الجابر كانت مع بتال. الفرق بين احتراف الإعلامي واحتراف الرياضي؟ - كلاهما تأهيل مهني وحفظ للحقوق. ما هو الفرق بين رياضة الروح ورياضة الجسد؟ - كلاهما من دون المستوى المأمول. ولعلنا في البدء في حاجة إلى تنمية وتكثيف رياضة الروح. فنحن أكثر شعب يشتري كتباً ولا يقرأها. أسألك أنت يا خالد: كم كتاباً اشتريته ولم تقرأه خلال عشرة أعوام؟ هل الرياضة هي الصوت الأعلى في المجتمع؟ - هي صاحبة المساحة الأوحد. لأن السقف فيها أعلى من البقية. لماذا يحرص رجال السياسة والقادة على حضور الأحداث الرياضية أكثر من أي أحداث أخرى؟ - لا يوجد مكان يوفر لأي مسؤول آلاف الجماهير في مساحة واحدة غير الملعب الرياضي. وبالمناسبة، لا يمكن اعتبارها اختباراً للشعبية. ألوان الملابس الرياضية، هل تلفت نظرك؟ - إقامتي خارج البلاد، ومواظبتي على تدريبات اللياقة شبه يومي، أعادتني إلى زمن الطفولة في الحرص على ابتضاع الملابس الرياضية، وفي خزانتي الكثير، ولكن بلا لون أصفر. هل تستطيع الرياضة أن تبدد قلقك؟ - لن أكذب عليك إن قلت إني شخص غير قلق. لا شيء يقلقني، لا سياسياً ولا اجتماعياً ولا اقتصادياً ولا أمنياً، لربما ذلك كله من تشجيع الهلال! هتافات المشجعين وصيحاتهم وفرحهم، هل يستطيع أحد منحها غير الرياضة؟ - هتافات المشجعين وصيحاتهم تجدها في المنتديات الإسلامية على الإنترنت، وخلف المتطرفين من الدعاة أيضاً. شغب الجماهير عندنا، هل يحتاج إلى جلسات مناصحة؟ - شغبنا محمود، على رأي أهل"القاعدة"في قولهم"إرهابنا محمود"! هل الرياضة عيب، لذا تحرم ممارستها عند البعض؟ - كانت عيباً إلى وقت قريب. بعض الأسر كانت تحرم أبناءها من الالتحاق بالأندية. أعرف عدداً من الأشخاص، لو لم يتعرضوا إلى قهر أسري لكان لنا تكرار أكثر من يوسف الثنيان وسامي الجابر. بعض الأسر في المنطقة الوسطى تحديداً، تعتقد بالأندية الرياضية مكاناً لا يليق باسم الأسرة، ولذا حرم الكثير من المواهب الرياضية فرصة الوصول إلى الأندية. أذكر أني حضرت مباريات للحواري في الرياض قبل عشرة سنوات وفوجئت بلاعبين ماهرين على مستوى خرافي يبهر أي مسؤول رياضي، ولكن كانت تلك المساحة المسموح لهم التحرك فيها اجتماعياً. كيف هو ركضك الصحافي؟ - منتظم السرعة منذ 13 عاماً. في أية محطاتك الصحافية، كان القفز على الحواجز هو وسيلتك للعبور؟ - لم أسع إلى القفز على الحواجز. كنت أصطدم بها عنوة، ونجحت مراراً في كسرها، حتى لو آل بي المطاف إلى غرفة صغيرة مظلمة، مثلما جرى في حالتين. في الصحافة، هل تحب أن تكون"الحكم"أم"اللاعب"؟ - لا أريد أن أكون لاعباً، فأصاب روحياً بالغرور أو جسدياً بالجروح، ولا حكماً، فأظلم الناس. في مشوارك المهني، من تسبب في عرقلتك وإصابتك كثيراً؟ - أنا. كنت أنطح السقف المتدني برأسي. أي الرياضات تمارسها في علاقتك مع رجال الأمن؟ - مرة رقصة التانغو، ومرة أخرى رياضة الشطرنج! القنوات الرياضية المتخصصة، هل تضطر لمتابعتها أحياناً؟ - بكل تأكيد. منذ عامين حين عدت لمتابعة كرة القدم اضطررت لذلك. كيف ترى شغف أطفالنا بنجوم الكرة؟ - هو أقل كثيراً من شغف أبناء جيلي. لعل هذا الزمن منحهم تعدداً فنياً يشغلهم قليلاً عن الرياضة. الرجل والمرأة، من يلعب بمهارة في الحياة أكثر؟ - لم أمارس اللعب مع المرأة حتى الآن لأخرج بالنتيجة!