في الوقت الذي تشهد فيه الكويت أزمة سياسية، شهدت الساحة الفنية الكويتية صراعاً من نوع آخر، صراع فني بدأ منذ أسبوع، وتحديداً حين أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان"ليالي فبراير"الأول، أن هذا الحدث الفني الضخم لن يكون مجرد كرنفال غنائي، جُمع إليه كبار المطربين العرب، بل سيخرج مهرجاناً متكاملاً يضم إلى جانب أنشطته الفنية باقة من فعاليات ثقافية واجتماعية وأمسيات شعرية ومحاضرات دينية تفتتح أولاها بالشيخ محمد العريفي. واندلعت"الحرب الفنية"مع تصريح اللجنة المنظمة ل"ليالي فبراير"بأن الفنانة وردة الجزائرية ستكون من ضمن ضيوف مهرجانهم، وجاء هذا التصريح بعد أن أعلنت لجنة"هلا فبراير"أن الفنانة وردة الجزائرية ستكون من ضمن ضيوف"هلا فبراير"، لتقع اللجنة المنظمة للمهرجان الأخير ?"هلا فبراير"- في حرج. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن اللجنة المنظمة ل"ليالي فبراير"صرحت بأسماء النجوم الذين تأكدت مشاركتهم في الحفلات الغنائية، ويتضح منها إن اللجنة احتكرت أهم الأسماء الفنية الكويتية وهي: عبدالله الرويشد ونوال ونبيل شعيل وبشار الشطي وخالد الملا، وكذلك الأسماء الفنية السعودية: محمد عبده وأبو بكر سالم وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر. وصرحت اللجنة بأنها ستجمع فنان العرب مع أبو بكر سالم في ليلة واحدة. كما صرحت بأن الفنانين الذين تأكدت مشاركتهم في"ليالي فبراير"لن يشاركوا في المهرجان الآخر. أما الأسماء الأخرى التي ستشارك في"ليالي فبراير"فهي: من الإمارات حسين الجسمي، ومن لبنان فضل شاكر ونجوى كرم ونانسي عجرم وإليسا وفارس كرم، ومن مصر عمرو دياب وشيرين عبدالوهاب وتامر حسني، ومن اليمن عبود خواجة. وتأتي ولادة هذا المهرجان الجديد ?"ليالي فبراير"، بعد أن قرر تحالف مكون من قناة الوطن الكويتية التي يملكها أحد أفراد الأسرة الحاكمة وشركة روتانا للصوتيات، تنظيم هذا المهرجان للاحتفال بذكرى فبراير، لينافس"هلا فبراير"الذي تحظى بنقل كواليسه قناة"الرأي"الكويتية، ويقوم عليه فنياً متعهدون وصلوا إلى"طريق مسدود"في مفاوضاتهم مع روتانا للاشتراك في تنظيمه. ورفض بدوره رئيس روتانا للصوتيات سالم الهندي وصف ما يدور بين اللجنتين المنظمتين للمهرجانين، ب"الحرب الفنية"أو"معركة تكسير العظام"، وقال ل"الحياة":"هي مجرد منافسة شريفة، وأنا شخصياً كنت من المؤسسين للمهرجان الآخر في عام 1999، وقنوات روتانا نقلت حفلات الكويت لعشر سنوات، ويشرفنا هذا العام أن ننقل فعاليات مهرجان"ليالي فبراير"، وهو ثمرة التعاون الأول بين روتانا و"تلفزيون الوطن". وعن كيفية إقامة مهرجان ثان على أرض الكويت تزامناً مع"هلا فبراير"، قال:"إن المنافسة جميلة، ومشروعة، وتصب في مصلحة الجمهور، ومشاهدي التلفزيون في كل العالم العربي، إذ سيستمتعون بسهرات مع أهم نجوم الطرب العربي. ولذلك لن يقتصر عرض حفلاتنا على قنوات روتانا والوطن، بل سنهدي تلفزيون دولة الكويت تسجيلاً كاملاً للحفلات الغنائية. وستفتح حفلات هذا العام المجال أمام أعداد كبيرة من الجماهير لتشاهدها، ولذلك وقع الاختيار على قاعة تتسع ل 3000 شخص. كما أن أسعار التذاكر الخاصة بهذه الحفلات ستكون في متناول الجميع، إضافة إلى تخصيص اللجنة العليا للمهرجان تذاكر مجانية لذوي الاحتياجات الخاصة ورجالات الجيش والشرطة والحرس الوطني والمطافئ وجمعيات النفع العام". وأشار إلى أن كل أسبوع سيشهد ثلاث حفلات غنائية، أيام الخميس والجمعة والثلثاء. ليصل عدد الحفلات إلى تسع حفلات تقام في 3 و5 و6 من شباط فبراير، و10 12 و13 من الشهر ذاته، وآخر الحفلات أيام 17 و19 و20. وعن غياب بعض الأسماء الفنية وعدم مشاركتها، يقول:"اللائحة لم تكتمل حتى الآن، وأمام اللجنة متسع من الوقت لدخول أسماء أخرى". وأضاف:"مهرجان"ليالي فبراير"سيكون الأضخم في تاريخ الخليج والدول العربية، بحيث لم يحدث أن تجمع هذا الكم من المطربين والمطربات في مهرجان واحد". وعن إذا ما كانت روتانا ستضغط على فنانيها كي لا يشتركوا في المهرجان الآخر يقول:"لنجومنا حرية الاختيار، ولو أننا نفضل أن ينضوي الجميع تحت سقف روتانا كشركة حاضنة لأعمال معظم النجوم. لكننا في روتانا لم ولن نمارس الضغط على فنانينا كي لا يشتركوا في المهرجان الآخر. والدليل على سبيل المثال مشاركة أصالة وأحلام، في المهرجان الآخر، إذ سبقونا في التفاوض معهم، ونحن نحترم كلمة فنانينا ونحترم اختيارهم، كما أننا استقطبنا أسماء من خارج روتانا كتامر حسني ونانسي عجرم". ...والهندي : نحترم الساهر والمهندس من جهة أخرى رفض سالم الهندي التعليق على تصريح رئيس تحرير صحيفة الوطن ومالك قناة الوطن الشيخ خليفة العلي الصباح، الذي أثار الكثير من الجدل. وكان الشيخ خليفة قال في المؤتمر الذي عقد يوم الثلثاء قبل الماضي في الكويت لإطلاق مهرجان"ليالي فبراير"، رداً على طلب من أحد الإعلاميين يرجو موافقته على دخول كاظم الساهر أو ماجد المهندس إلى لائحة الفنانين المشاركين في"ليالي فبراير":"لن أسمح بمشاركة أي فنان عراقي في مهرجانات"ليالي فبراير""وهذه قناعاتي الشخصية بعيداً من أي ضغط سياسي". وبرر هذا الرفض بما لقيه الشعب الكويتي خلال أحداث غزو العراق للكويت. واكتفى رئيس روتانا للصوتيات بالقول:"اسم كاظم الساهر، لم يكن مطروحاً من اللجنة المنظمة، ونحن نحترم رأي اللجنة كما نحترم كاظم الساهر وماجد المهندس وهما من فناني روتانا".