تكدست نحو أربعة آلاف شاحنة وشكلت خطاً امتد من مدخل جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين، وحتى جسر القاعدة الجوية على طريق أبو حدرية، بطول ناهز ال15 كيلومتراً، مسببة حالاً من"الفوضى العارمة"، بسبب إغلاق غالبية المنافذ الفرعية، ما اضطر قائدي المركبات الصغيرة إلى القيادة بهدوء وترقب، خوفاً من التعرض لحوادث مرورية. وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك فهد المدير العام للجمارك السعودية صالح الخليوي في تصريح عقب ترؤسه"مجلس إدارة المؤسسة"في الخبر أمس:"هناك فحص فوري لجميع الشاحنات، ولا يوجد أي عوائق في إجراءات الدخول". وأضاف أن"التكدس الذي يحدث خارج الجسر بسبب من يقومون بعملية تصدير الأسمنت، لأن هناك كميات محددة تخرج أسبوعياً من الجسر، يحددونها فيما بينهم، وإذا استنفدوا الكمية المحددة، ينتظرون لحين بداية الأسبوع المقبل". ويتكرر مشهد الشاحنات أمس، منذ أكثر من عام ونصف العام، إذ تتواصل طوابير الشاحنات الطويلة، التي تقف حائرة أمام بوابات جسر الملك فهد، تنتظر حلاً جذرياً لهذه المشكلة، التي باتت تؤرق مضاجع الجميع، إذ شكلت هذه الشاحنات مشكلة مرورية واقتصادية كبرى طوال هذه الفترة، وإزعاجاً كبيراً للسكان، إضافة إلى الخسائر المادية وتعطل المصالح الاقتصادية، فيما يواصل المسؤولون الجمركيون في الجانبين السعودي والبحريني من الجسر، تراشق المسؤولية حول أسباب هذه الأزمة. وجاءت توصيات أمير الشرقية لمدير الجمارك قبل أيام بتبسيط الإجراءات الجمركية بما يسهم في تقديم أفضل الخدمات في ظل أزمة"خانقة"، استمرت فترة زمنية طويلة، من دون إيجاد حل فعلي لها، خصوصاً ان الجهات المسؤولة في الجانبين السعودي والبحريني، تتبادل المسؤولية حول المتسبب في تأخير الإجراءات المتعلقة بتسهيل حركة الشاحنات، على رغم اتفاقهما على ضرورة"إيجاد حل سريع، ووضع خطة تنسيقية لهذه الأزمة قبل أشهر عدة". إلا أن الأزمة ما زالت تتصاعد، من دون إيجاد حلول لها حتى الآن. وأكد المدير العام للجمارك صالح الخليوي، في وقت سابق،"أن المؤسسة العامة لجسر الملك فهد رصدت نحو سبعة ملايين ريال، لزيادة مسارات الشحن في الدخول بخمسة مسارات، بدلاً من اثنين، ومسارين للخروج بدلاً من واحد، وإعادة تنظيم الساحات في صورة أفضل، لتسريع النواحي الإجرائية وزيادة محدودة لساحة الشحن، مع توفير مواقف وخدمات مساندة لهذا القسم". بهدف إيجاد حلول لهذه الأزمة، إلا انها ازدادت في شكل مضاعف عما كانت عليه. واتهم الجانب البحريني من الجسر، في تصريحات صحافية أدلى بها مسؤولوه لصحف بحرينية، الجمارك السعودية، ب"تعطيل عبور الشاحنات. فيما أكدت الجمارك السعودية ان"بقاء الشاحنات خارج حدود الجسر ومنع عبورها في شكل مستمر، يأتي خوفاً من حدوث أي مشكلات فنية على الجسر، بسبب تأخر الجانب البحريني في إنهاء الإجراءات في شكل سريع، نظراً لنقل مسؤولية الجمرك البحريني من وزارة المال، إلى الداخلية، التي استحدثت أنظمة جديدة تستدعي مزيداً من الوقت للخروج من جماركها". ويضطر سائقو الشاحنات إلى التواجد مبكراً، والبقاء لمدة تتجاوز في بعض الأحيان أربعة أيام، حتى يتمكنوا من المرور في الجسر بعد هذه الفترة الزمنية. ولعل اختلاف أيام الإجازات وأوقات العمل بين الجانبين لهما دور كبير في استمرار هذه الأزمة، بحسب مراقبين يرون كثرة الإجراءات الجمركية، وعدم فتح البوابات على مدار الساعة، واستحداث أنظمة جديدة، من أبرز المعوقات التي تساهم في استمرار تكدس هذه الشاحنات.