الصفحة: 7 - المحلية قال المنسق العام لحملة اليوم العالمي للصحة النفسية الدكتور إحسان فلمبان ل "الحياة": "إن الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب تصيب بين 25 و30 في المئة من البشر. وأضاف:"أن الدراسات أشارت إلى أن معدل الإصابة بمرض الانفصام واحد في المئة، أي أن 40 ألف شخص في جدة وحدها معرضون للإصابة بالفصام". جاءت تصريحات فلمبان على هامش فعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي دشنه أمس سفير الأممالمتحدة للنوايا الحسنة الفنان محمد عبده. وأوضح فلمبان أن الدراسات الحديثة أكدت أن جميع الأفراد معرضون للإصابة بالأمراض النفسية، إذ يبلغ معدل الإصابة بها 20 في المئة،لافتاً إلى عدم وجود حصانة ومناعة تقي الفرد من الإصابة بالأمراض النفسية طيلة فترة حياته. وزاد:"لعب الإعلام بوجه العموم والإعلام العربي بوجه الخصوص دوراً كبيراً في تركيز النظرة الدونية للمرضى النفسيين، وتقديمه لمفهوم المرض النفسي على أنه ينحصر في الجنون، أو ما يسمى علمياً ب"الذهان"، وهذا المفهوم للأسف الشديد امتد لأعوام طويلة وساعد في تكريس النظرة الدونية بين أفراد المجتمعات العربية على اختلاف مستوياتهم العلمية والاجتماعية، وأسهم في تغييب الطب النفسي عن خارطة التطور الصحي في العالم العربي". وتابع:"إن النظرة العامة لبيماريستانات بغداد والخانكة في القاهرة والعصفورية في بلاد الشام تنحصر في كونها أشبه بالمعتقلات وسجون العصور الوسطى لافتقارها أدنى سبل العلاج وبرامج التأهيل النفسي المبني على أساس علمي صحيح". ولفت إلى أن السنوات الأخيرة حملت وعياً أكبر من قبل أفراد المجتمع حول المريض النفسي، وقال:"تجاوزنا خلال الفترة الماضية مرحلة التعامل مع مرضانا بالشكل النمطي القديم لنضيف إلى سياساتنا وإجراءاتنا العديد من البرامج العلاجية المتخصصة ومتابعتهم في منازلهم من خلال برنامج الزيارة المنزلية وما تقدمه من دعم للمريض وأسرته خلال مرحلة ما بعد الخروج من المستشفي". وأشار إلى أن مرض القلق النفسي أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في مجتمعنا السعودي ومن تم الوسواس القهري وأخيراً الرهاب الاجتماعي. وقال:"إن الفزع النفسي والاكتئاب هو أحد الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً في جميع بلدان العالم، إذ تصل نسب الإصابة به 25 في المئة خلال حياة الفرد وترتفع هذا المعدل لدى السيدات ليصل إلى 30 في المئة". موضحاً أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن 37 في المئة من حالات العنف الأسري ضد المرأة كان الدافع الحقيقي وراءها هو الأمراض والاعتلالات النفسية، إذ سجل عام 1427 ما يقارب 1900 حالة من حالات الاضطراب الوجداني". فيما أكد مدير مستشفى الصحة النفسية في جدة الدكتور نواف الحارثي أن وجود برامج وخدمات نفسية راقية تعطي إنساناً مستقراً نفسياً وعاطفياً وبذلك ومن دون شك سينتج مجتمع منتج ومستقر . وقال :"لن نجد أطفالاً لديهم اضطرابات نفسية، ولا بالغين غير قادرين على رعاية أسرهم والمشاركة في الإنتاج لمجتمعهم، ولا كباراً في السن لديهم انعزالية وكآبة". من جانبه، قال سفير النوايا الحسنة لدى الأممالمتحدة الفنان محمد عبده :"هنا نوايا حسنة وجهود مخلصة لبناء صحة نفسية متعافية ومنتجة، وأتصور أن تتكلل بالنجاح وكيف لا؟ إذا تضافرت وتقابلت هذه النوايا الصادقة بالعمل الخالص".