رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس، في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفلة تدشين مشروع تطوير منطقة قصر خزام في محافظة جدة، وافتتاح معرض المشاريع التنموية الكبرى في منطقة مكةالمكرمة، وذلك بالكورنيش الشمالي في جدة. ووصل عدد المشاريع التي افتتحها الملك 16 مشروعاً. وفور وصول الملك إلى مقر الحفلة كان في استقباله أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل والأمراء. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة له:"إنها لحظة تاريخية مشرقة بالأمل، وخطوة مباركة على درب المستقبل بالعمل... وتوجهات وطموحات في مختلف القطاعات، لترقى بالإنسان والمكان إلى العالمية في أقصر زمان، من أجل غد أفضل لوطن أمثل". وتابع:"إنها تطلعات القائد الشجاع... وتوجيهات الملك المطاع... بالتصدي الفاعل لداء الأحياء العشوائية، وتطويرها إلى أحياء وضواحٍ عصرية، لتنتقل مدننا إلى مستوى العالمية". وزاد:"ولعله من حسن الطالع أن يبدأ هذا البرنامج بمشروع قصر خزام... قصر المؤسس الذي أقام هذه الدولة العظيمة، التي أصبح لها شأن كبير عربياً وإسلامياً وعالمياً، بعد أن كانت مجرد صحراء جرداء تتقاتل فيها القبائل على الكلأ والماء". وقال:"لا ينسى فضل من سبقوه إلا جاحد، والحق الأبلج أن الفضل في مشروع قصر خزام بالذات يرجع لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز الذي تابع دراسته وإعداده حتى يوم وفاته - يرحمه الله - فلا بد من أن يسجل له الشكر والعرفان. واليوم يواكب هذا المشروع مشاريع، وهذا الإنجاز إنجازات، وهذا الطموح طموحات: اقتصادية... واجتماعية... وثقافية... كلها مدروسة وبمزايا غير مسبوقة وبتصميم عصري، وإعمال عقلي، يعتمد الإتقان والتقنية، والإعداد والتدريب والتهيئة، فلا محل للارتجال، وإنما الإنجاز والإعجاز، طبقاً لخطة تنموية متوازية، تغطي جميع القطاعات والمجتمعات، والقرى والمحافظات لتكون تنمية شاملة فاعلة، تليق بقدسية مكةالمكرمة، قبلة المسلمين ومحط أنظار العالمين، وترقى لمستوى طموحات القيادة وتطلعات المواطن إن شاء الله. وأضاف:"وكما يعلم القاصي والداني فإني أعلم أن أعمالكم وآمالكم ليس لها حدود، ولا نظير لها في هذا الوجود، لهذا يقول شاعركم يا سيدي: يسبق الإبداع حلم المبدعين .. والعظايم أصلها ومضات فكرة والفرص نفحات رب العالمين .. من تجي له فرصته بالعمر مرة عادي الأيام تمحاه السنين .. ويحفظ التاريخ للإبداع عصره". إثر ذلك، ألقى أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه كلمة أكد فيها أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على مَشروعِ مُعالجةِ الأحياءِ العَشوائيةِ في منطقة مكةَالمكرمةِ جاءت في ضوءِ جُهودِ التنميةِ التي تَشهدُها المملكةْ وضِمنَ استراتيجية تُراعيْ تَسريعِ عملياتِ التطويرِ وِفقَ الأصولِ والمَعاييرِ المُتعارفِ عليها، وتحقق النَّفعِ المتبَادَلِ بينَ المجُتمعِ مِن جهةٍ والقِطاعِ الخاصِ مِن جِهةٍ أُخرى. وأوضح أن أمانة محافظة جدة كانت مهيأة لتطبيقِ هذهِ الاستراتيجية بشكلٍ مُباشرٍ لتطويرِ منطقةِ خُزام وجميعِ المناطقِ الأخرى في المحافظة، مشيراً في هذا الصدد إلى إنشاء شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني وإصدارِ الأنظمةِ واللوائحِ التنظيميةِ المرافقةِ لها، مبيناً أن الأمانةُ أعدَّتْ الدراساتِ المُختلفةَ لتطويرِ المدينةِ لتصلَ إلى ما تَصبو إليه الدولة مِن رُقيٍ وتَقدُّمٍ. عقب ذلك، ألقى رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان الشريك المطور للمشروع يوسف بن عبد الله الشلاش، كلمة أوضح فيها ان مشروع تطوير منطقة قصر خزام، يشكل بداية معالجة العشوائيات وإفرازاتها بمشاركة حقيقية وفريدة بين القطاعين الحكومي والخاص. وأعرب عن أمله بأن تتعزز هذه الشراكة بمشاركة مميزة لمجتمع جدة بأعيانه وأفراده ومؤسساته الخاصة والمدنية، لتتكامل جهود أذرعة التنمية الثلاث لتطوير جدة، بوابة الحرمين الشريفين عمرانياً واجتماعياً، لتكون بمصاف المدن الاقتصادية المتقدمة على المستويين الإقليمي والعالمي على حد سواء. وعد الشلاش مشاركة"دار الأركان"في مشروع خزام فرصة كبيرة لتحقيق المشاركة في تحقيق الأهداف التنموية، من خلال تخطيط وبناء بيئة عمرانية مستقرة وصحية وآمنة تمازج بين الموروث والحضارة، وتعزز الأواصر الاجتماعية بين أفراد المجتمع السعودي، وترفع من مستوى معيشتهم، مفيداً بأن المشروع سيوفر أكثر من 150 ألف وظيفة واستثمارات تقدر بحوالى 50 بليون ريال. وأكد التزام الشركة بالإسهام في معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بعقبات مساهمة السكان في الشركة المطورة لتنمية أصولهم العقارية وعقبات إيجاد مساكن مناسبة لسكان العشوائيات من أصحاب الدخول المحدودة وما دونها، من خلال القيام بمسؤولياتهم الاجتماعية بالتعاون مع الأجهزة الحكومية ذات الصلة.وتنظم المعرض إمارة المنطقة على كورنيش جدة الشمالي على مساحة 115 ألف متر مربع. ويهدف إلى إظهار النهضة التنموية التي تشهدها منطقة مكةالمكرمة في عهد خادم الحرمين الشريفين، وتعرض فيه المشاريع التنموية الكبرى الجاري تنفيذها، والمستقبلية التي قيد التطوير في مدن منطقة مكة، بغرض تعريف المجتمع بها. ويأتي تنظيم هذا المعرض انطلاقاً مما تشهده المملكة في الوقت الحالي من تطور ملحوظ في مجالات تنموية واقتصادية عدة مدعومة نحو تطوير النظم والتشريعات لملاءمة متطلبات التنمية الاقتصادية للمرحلة الحالية والمستقبلية، من خلال توسيع آفاق المشاركة للقطاعات الحكومية والخاصة في هذا التطور ومشاريعها المنفذة، إضافة إلى توسيع قاعدة المستفيدين من عامة الجمهور والمستثمرين. ويستمر المعرض مفتوحاً لاستقبال الزوار لمدة ثلاثة اشهر، وسيكون مزوداً بمواقع عرض للمشاريع، مقسمة على أساس مدن إمارة منطقة مكةالمكرمة، ومجهزة بنظم وآليات عرض ووسائل تفاعلية حديثة. ويتوقع أن يستقطب المعرض خلال فترة إقامته نحو نصف مليون زائر من مختلف الفئات المستهدفة للمشاريع ومنتجاتها.