أحياناً نضطر لقول نصف الحقيقة... لكن ما الذي يجعلنا نغيب النصف الآخر؟ على رغم أن نصفها الآخر قد يبرئ ساحتنا في الكثير من المواضيع التي تجعلنا محل شكّ وريبة في نظر الآخرين. يقولون الحقيقة مرة للغاية... لا سيما حينما تتعلق بالكشف عن الوجه الحقيقي لأناس خدعوا الناس لزمن طويل، وفي المجال الرياضي تكون الحقيقة عبارة عن تسلية، بل أحياناً تقلب الأمور رأساً على عقب، فالحقيقة في نظر بعضهم أضحوكة والزيف والغش هو العمل البطولي. كم من شخصية رياضية دفعت لناديها الشيء الكثير، وقدمت من وقتها ومالها وصحتها الكثير، ولكن صفاء قلبها، وعدم معرفتها بدهاليز الدهاء والخبث والمكر جعلها تخرج في نهاية المطاف من أسوار النادي ومن قلوب جماهيره مذمومة، على رغم كل ما قدمته من تضحيات بالمال والوقت والصحة . في الوقت الذي نجد آخرين امتهنوا المكر وسكنوا الخبث، أخذوا الكثير من أنديتهم شهرة ومصالح وحتى مناصب، ولم يقدموا لأنديتهم أي شيء حقيقي وفعلي لدفع عجلة ناديهم إلى الأمام، ومع ذلك انخدع فيهم الكثير من الجماهير، والكثير أيضاً من وسائل الإعلام للأسف تلك هي الحقيقة المرة، وذلك هو النصف الآخر من الحقيقة التي يبتعد فيها القلم عن ذكر أسماء اغتسلوا بالمكر والخبث على حساب أنديتهم، وينظر لهم حالياً على أنهم أبطال ومنقذون، وفي حقيقة الأمر هم أول من حاولوا هدم أنديتهم . ما أصعب أن تمر الرياضة على هذا الجسر، وما أصعب أن يكون المتأخر في المقدمة والمقدم في المؤخرة، وهذا النص في الأندية موجود بواقع مؤلم . نعم هذه هي الحقيقة ونصفها الآخر، نعجز عن قوله وإظهاره في المجال الرياضي. فالكثير منا يعرف أن بعضهم يشار إليه بأصابع الاتهام وتحوم حوله الشكوك، على رغم أنهم يملكون الأدلة والبراهين التي تبرئ ساحتهم لكنهم يخفون تلك الحقيقة لأنها مضرة لأنديتهم، ولأنهم عاشقون ولا يعرفون إلا الإخلاص لأنديتهم، فإنهم يتركون العابثين الأبطال المزيفين يسرحون ويمرحون... المهم أن تسير قافلة أنديتهم من دون تعليق الأخطاء في إدارات الأندية تتكرر كل عام وبالطريقة والأسلوب نفسهما... ألم يحن حتى الآن الوقت لاختراع وظيفة مدير النادي لترتيب مثل هذه الأمور. من لا يخسر لا يكسب، فالخسارة أحياناً تكون نوعاً من أنواع الانتصار الخفي... وما أحلى الانتصار بعد عناء طويل، ونحن نجر خصمنا رغماً عن أنفه إلى ما نريد وما نحب وإلى الطريقة التي نريد بها إنهاء المعركة... طعم الانتصار حلو والأحلى أن يكون بعد الخسارة. رسالة لمن يهمه الأمر - من يجرؤ على قول نصف الحقيقة لأحداث مباراة الاتفاق والنصر؟ - ألم أقل لكم أن الحقيقة مرة وأننا في أحيان كثيرة نخفيها عن عمد أو من دون قصد. - هذه المرة أعجبني فيها الاتفاقيين لانهم تركوا مبدأ تلقي الصفعات من دون الرد عليها.