فارق شقيقان الحياة اختناقاً مساء أول من أمس، إثر حريق شبّ في منزل شعبي في حي المدني في محافظة القطيف. وأشارت تحقيقات الدفاع المدني الأولية إلى ان"الشرارة الأولى انطلقت من جهاز التدفئة". وكان سكان المدني خرجوا من منازلهم مساء أول أمس، بعد ان سمعوا صراخ أحد جيرانهم وهو في حالة انهيار"أريد المساعدة، أبنائي يموتون في الداخل". وهرع الشبان إلى اقتحام النيران لإخراج الأطفال الثلاثة. وقال أحد الشبان:"كانت أصوات الأطفال تتعالى طالبين النجدة، وأدى عدم وجود سور خارجي للمنزل إلى جعل عملية الإنقاذ صعبة، خصوصاً ان الغرفة التي اندلعت فيها النيران تقع في آخره، ولم نجد سوى كسر الشبك الحديد الواقع في الزقاق الذي يقع فيه المنزل، واجتمعنا في محاولة لكسره، ودخلنا المنزل بصحبة الأب، وكانت النيران مشتعلة، والدخان يتصاعد، ولكن استطعنا أن نخرجهم". وحضرت سيارات الدفاع المدني في وقت لاحق، وباشرت عملية إطفاء ألسنة اللهب، وأسعفت الأسرة، التي فجعت بوفاة طفل 13 عاماً وشقيقته ثلاث سنوات، فيما تم إنقاذ فتاة عمرها 15 سنة. وسار أهالي حي المدني والأحياء المجاورة عصر أمس، في موكب تشييعهما، وبدا على الوجوه الوجوم والحزن، فيما كان الأب في أشد حالات الانكسار. بدوره، أوضح الناطق الإعلامي المكلف في إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية الرائد علي القحطاني، ان الحريق"نشب في بيت شعبي مكون من دور واحد، وبدأ من ملحق تابع للمنزل، وفور تلقينا البلاغ تم إرسال فرقتين للإطفاء، وثلاث فرق إنقاذ، ولم تستطيع الفرق الدخول من باب المنزل بسبب ألسنة اللهب، لذا تم كسر إحدى النوافذ، والدخول منها، وتمت السيطرة على الحريق، فيما باشرت فرق الإنقاذ عملها، ونقلت الأب وفتاة وولداً إلى مستشفى القطيف المركزي، ولكن كانت كمية الغاز التي استنشقها الصغيران كبيرة".