انتقد جانب من الحضور في محاضرة نظمها مساء أول من أمس نادي المدينة الأدبي، بعنوان:"مدرسة المستقبل"، مشروع المدارس الرائدة الذي تنفذه إدارة التربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة في عدد من المدارس. وهاجم الدكتور محمد بن صنيتان، المدارس الرائدة، ووصفها ب"أنها مجرد تغيير في الشكل فقط لم يطاول الجوهر"، وأكد ذلك الإعلامي محمد الذبياني، إذ اتهم إدارات تلك المدارس بسوء تطبيق نظرية المدارس الرائدة. ورد نائب مدير التعليم في منطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالعزيز كابلي، على الانتقادات الموجهة إلى المدارس الرائدة، وبعض المدرسين، ومديري المدارس، بالإشارة إلى"أن عملية التغيير قد تشوبها بعض السلبيات والأخطاء، ولكن هذا بداية النجاح، ومن يزور المدارس الرائدة بنفسه سيلمس الفرق بينها وبين المدارس العادية". يشار إلى أن كابلي شارك في أولى المداخلات حول المدارس الرائدة التي يعتبرها النواة لمدرسة المستقبل وما حققته من إنجازات فاعلة في مجال تطوير العملية التعليمية. وكان المدرس في كلية المعلمين بجامعة طيبة الدكتور عبدالله راجي أبو رضوان، عرّف في محاضرته عن"مدرسة المستقبل"المدرسة الذكية بأنها مشروع تربوي يطمح لبناء نموذج مبتكر لمدرسة حديثة متعددة المستويات، تستمد رسالتها من الإيمان بأن قدرة المجتمعات على النهوض وتحقيق التنمية الشاملة معتمدة على جودة إعداد بنائها تربوياً وتعليمياً، وتعتمد هذه المدارس على تقنيات الاتصالات والمعلومات، وهو ما يسمى بالتعليم الإلكتروني أو الافتراضي". وأشار أبو رضوان إلى أن العملية التعليمية في المدارس السعودية لا تزال تتم داخل الصفوف الدراسية، وتركز على المعلم كمصدر أساسي للمعلومات، وتتم بالطرق التقليدية المعتمدة على الكتاب الورقي والقلم والسبورة وبعض الوسائل التعليمية القديمة. كما شدد على أن الوسائل التعليمية الحديثة كالحاسبات، وشبكات الإنترنت، والمعامل ذات الوسائط المتعددة، لم تجد طريقها إلى الكثير من مدارسنا بعد، على رغم أن استخدام التكنولوجيا في التعليم أصبح ضرورة حتمية وليس ترفاً، لما له من آثار إيجابية على عملية تعليم وتعلم المناهج الدراسية كافة. وأكد أبو رضوان أهمية تعديل وتطوير سياسة التعليم على مستوى المدارس، بحيث تصبح التكنولوجيا الحديثة أداة أساسية في العملية التعليمية في جميع المراحل الدراسية. وأوضح أن أهداف مدرسة المستقبل تشمل تحسين المخرجات التعليمية من خلال تجويد العمليات التعليمية، والتطلع إلى المستقبل والقدرة على التعامل مع متغيراته، مع المحافظة على ثوابت الأمة، وبناء الفرد بناءً شاملاً للجوانب العقلية والوجدانية والمهارية والسلوكية، وإعداد المتعلمين لمواجهة التحديات الصعبة والتغيرات المتلاحقة، وتطوير النظم التربوية باستخدام أسلوب علمي مناسب، وتوفير بيئة تعليمية تربوية تخدم المتعلم والمجتمع، وتوظيف التقنية الحديثة لخدمة العمل التربوي.