صدر الأمر السامي المتضمن الموافقة على ما توصلت إليه اللجنة العليا المشكّلة من وكلاء الوزارات المعنية برئاسة وكيل وزارة الداخلية الدكتور احمد بن محمد السالم للنظر في تعويض أصحاب الإبل النافقة في عموم مناطق السعودية نتيجة تناولها أعلاف النخالة والتحقيق في أسباب ذلك وتحديد المسؤوليات. وعزت وزارة الداخلية في بيان أمس سبب نفوق نحو أربعة آلاف رأس من الإبل منذ شهر آب أغسطس الماضي، إلى خلل فني وإداري في صوامع الغلال في محافظة خميس مشيط التي تزود كثيراً من المناطق السعودية بالعلف المخصص للإبل، نافية في الوقت ذاته"وجود أية شبهة جنائية أو فعل متعمد وراء نفوقها". وأوضحت أن نتائج التحقيق في أسباب نفوق الإبل خلصت إلى أن ظهور حالات نفوق في مناطق الرياض وعسير ومكة المكرمةونجران وجازان كانت متقاربة وبدأت في 25- 7 - 1428ه، وتبين أنه تمت تغذيتها بأعلاف النخالة التي تجلب من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في محافظة خميس مشيط. ولفتت إلى أن التقارير المخبرية لعينات من النخالة التي تسببت في نفوق الإبل أوضحت احتواءها على مركب"السالينومايسين"بنسبة عالية وهو يعتبر مضاداً لمرض"الكوكسيديا"الذي يصيب الدواجن، لكن الإبل ذات حساسية عالية تجاهه، مشيراً إلى أن السموم الفطرية وعنصر الألومنيوم كان بنسبة ضئيلة لا تشكل خطورة. وتطرقت إلى أنه تم استبعاد إمكان اختلاط"السالينومايسين"بالنخالة الملوثة خارج نطاق مقر الصوامع لتوفره في مقر الصوامع كمادة مطلوبة في إنتاج نخالة الدواجن وانتشار آثارها على نطاق واسع في المناطق المتأثرة وانحصار ضررها ووجودها في منتج النخالة التي جلبت من الصوامع للمناطق المتأثرة. وخلص تحقيق وزارة الداخلية إلى أنه"ثبت عدم وجود أية شبهة جنائية أو فعل متعمد وراء نفوق الإبل". وذكرت أن سبب وجود مركب"السالينومايسين"بنسبة عالية مع أعلاف النخالة الخاصة بالإبل"خلل إداري وفني أديا إلى اختلاط علف النخالة المخصصة للإبل مع الأعلاف المخصصة للدواجن أثناء توقف إنتاجها واستخدام خطوطها لإنتاج النخالة المخصصة للإبل والصوامع الخاصة بها لتخزينها". وأشارت إلى أن اختلاط العلف كان في وقت يدار فيه خط إنتاج أعلاف النخالة في صوامع خميس مشيط من خلال عمالة غير مؤهلة أو متخصصة تم التعاقد معهم عمالاً للنظافة، مع غياب الرقابة والإشراف اللازمين لسير العمل على الوجه المطلوب. وأوضحت وزارة الداخلية أن الملف سيحال إلى هيئة الرقابة والتحقيق لاتخاذ ما يلزم تجاه ما خلصت إليها التحقيقات من نتائج. يذكر أن نفوق الإبل بدأ في شهر أغسطس الماضي في محافظة وادي الدواسر ثم في منطقة نجران وعسير والرياض، وتسبب في نفوق نحو 4 آلاف رأس من الإبل وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر أخيراً بمساعدة أصحاب الإبل النافقة نتيجة تناولها أعلاف النخالة بمبلغ 20 ألف ريال عن كل رأس إبل نافق.