انطلقت أمس السبت في مدارس التعليم العام في كل مناطق المملكة ومحافظاتها، الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول لهذا العام 1429-1428ه، وتباينت مواعيد بدء الاختبارات بحسب ما قررته إدارات التربية والتعليم وفق الصلاحيات الممنوحة لها، في ظل عدم استقرار درجات الحرارة وانخفاضها في عدد من مناطق المملكة. وأكد وكيل وزارة التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور محمد بن سليمان الرويشد،"أن الاختبارات كانت مستقرة في يومها الأول، وأدى حوالى خمسة ملايين طالب وطالبة اختباراتهم في أجواء جيدة، ولم ترصد الوكالة حتى الآن ما يمكن أن يعتبر مؤثراً سلبياً في الأداء العام للاختبارات". ولم يمثل اختبار الرياضيات الذي افتتح به طلاب الصف الثالث الثانوي اختبارات الفصل الأول"الشبح المخيف"، الذي كانوا يتوقعون حضوره في قاعة الاختبار، بل كان بحسب تعبير طلاب"فاتحة خير، ومشجعاً على أداء جيد في الأيام المقبلة"، وانصبت الانتقادات على"طول المنهج الذي يحاصر التركيز، ويفقد المادة أهميتها العلمية، وإمكان الاستفادة منها بالقدر الكبير". ووصف الطالب عبدالعزيز الهاني الأسئلة ب"السهلة والمباشرة، والتي تبتعد عن التعقيد، على رغم طول المنهج وكثرة التعاريف والمصطلحات فيه والتي جاءت ضمن سؤال الاختيار المتعدد، الذي ركز على هذا الجانب، لكن المسائل الرياضية التي تخوفنا منها كثيراً كانت الأسهل، لأنها جاءت مباشرة جداً"، مضيفاً:"دائماً ما نثق بمعلمينا في الفصل الأول، لأن أسئلتهم تأتي مباشرة، وتراعي الطلاب ومستواهم الدراسي، مع وجود فقرتين أو ثلاث للتمييز بين الطلاب، وخوفنا نتركه للفصل الثاني الذي دائماً ما يحمل قلقاً من مستوى الأسئلة ومدى صعوبتها، إذ جاء هذا التصنيف نتيجة لتراكمات سابقة، وحوادث وقعت فيها الدفعات السابقة بسبب أسئلة الرياضيات، التي دائماً ما تؤثر في ارتفاع وانخفاض المعدلات". وقال الطالب حسن الوهيب:"الاختبار كان ممتعاً، واستعداد معظم الطلاب له كان جيداً وبمستوى المجهود الذي بذل، وأيام المراجعات كانت سبباً في هذا التميز، لأن المعلمين ركزوا على تدريبنا على طرق الاختبار، وأزالوا عنا الخوف والفزع من ملاقاة ورقة الأسئلة، لذا نحن نطالب بأيام مناسبة تسبق الاختبارات للمراجعة المكثفة، وإكساب الطالب الثقة بمواجهة الورقة"، مضيفاً:"لم أجد إلا عدداً قليلاً من المتذمرين من مستوى الأسئلة، لكن العدد الأكبر كان سعيداً على غير العادة، والحماسة لدخول الاختبارات القادمة كانت واضحة، ويمكن أن أصف مستوى الأسئلة بأنها فوق المتوسط بقليل، فهي تراعي التمييز بين الطالب المجتهد وغيره، وكذلك اعطاء الفرصة للطلاب غير المتفوقين بأن يحصلوا على درجات من هذا الاختبار استعداداً للفصل الثاني". وتكرر مشهد التجمهر حول معلمي الرياضيات بعد الانتهاء من الاختبار، لمعرفة إجابات ورقة الأسئلة، ووصف المعلم سامي الحمدان الأمر ب"المثير، لكونه يجمع مشاعر عدة في تلك اللحظات، فنعيش الفرح والحزن والتوتر والقلق والتذمر في آن واحد، لكن هذا العام كان مختلفاً عن الأعوام السابقة بشهادة الطلاب"، مضيفاً:"راعينا في الأسئلة منح الطلاب الفرصة في أن يجيبوا على أسئلة المنهج بطريقة علمية وواقعية، من خلال قياس مستواهم الدراسي، فلم نلجأ إلى الأسئلة المعقدة، بل تعمدنا المباشرة ووضع الأسئلة السهلة في البداية، لنفتح شهية الطالب للإجابة، لذا كان الرضا عن مستوى الأسئلة واضحاً". يقول الطالب رائد العتيبي:"كان اختبار الرياضيات سهلاً، إذ إنني سلمت ورقة الإجابة، وخرجت من القاعة بعد مضي نصف الزمن الحقيقي للمادة، وهو عبارة عن ثلاث ساعات"، مشيراً إلى أنه في المدرسة التي يدرس فيها خرج معظم زملائه بعده بدقائق، ويضيف الطالب عبدالمجيد الهذال ان الاختبار الأول للثالث الثانوي العلمي كان صعباً نوعاً ما، معللاً ذلك ببقائه لمدة ساعتين ونصف الساعة في القاعة. واختلف اليوم الأول لطلبة الصف الثالث الثانوي"شرعي"من مدرسة لأخرى، إذ إن بعض المدارس افتتحت الاختبارات بمادة اللغة الانكليزية، وهو الأمر الذي لم يكن"مخيفاً"لمعظم الطلاب. يقول المعلم فؤاد ناصر:"إن اختبار الإنكليزي كان متوسطاً، إذ ان معظم الطلاب خرجوا من القاعة بعد ساعة من بداية الاختبار، سوى عدد قليل مكث في القاعة حتى انتهت الفترة الزمنية المحددة لهم، وهي عبارة عن ساعتين". وأضاف:"بعض الطلاب يلح على المعلمين لمساعدته في حل بعض الأسئلة، أما آخرون فيطلبون من المعلمين المشرفين عليهم ترجمة بعض الكلمات لكي يتمكنوا من فهم السؤال"، مشيراً إلى أنه سجلت حالة غش لأحد الطلاب، وعُمل"محضر غش"نتيجة لوجود بعض الأوراق المتعلقة بالمنهج.