سيحرم كثير من الأطفال خلال الأيام القليلة المقبلة من الاستمتاع بلعبة"البلاي ستيشن"حتى إشعار آخر. السبب يعود كما يقول أرباب أسرهم إلى"أن الاختبارات على الأبواب، ويجب حظر كل ما يلهيهم عن دراستهم، وعلى رأس هذه الملهيات بالطبع لعبة"البلاي ستيشن"، التي يعشقونها. حظر الملهيات لن يقتصر على"البلاي ستيشن"فحسب، إذ يتعداه إلى التلفزيون والتنزه، وكل ما يعتبر"ملهياً"عن المذاكرة للاختبارات التي باتت قاب قوسين أو أدنى من بدايتها. في المقابل، طالب الآباء أبناءهم بتكثيف ساعات الاستذكار، والاستعداد بالشكل المطلوب لخوض الاختبارات، فضلاً عن سعي الآباء أنفسهم إلى بذل ما في وسعهم لتهيئة الجو النفسي المناسب الكفيل بدعم معنويات أبنائهم لتحقيق الأهداف المنشودة. في سياق متصل، تباينت استعدادات الطلبة لخوض رحى الاختبارات، وتنوعت خططهم للمراجعة، تبعاً لصعوبة المواد وسلاسة بعضها الآخر. في حين خلت هذه الفترة عند بعضهم من طقوس وأجواء الامتحانات، ليصل الأمر عند بعضهم إلى اعتبارها مثل بقية أيام السنة. في هذا الصدد، ذكرت ربة المنزل منيرة محمد 40 عاماً، وهي أم لثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة، أن حرصها على نجاح أبنائها وتفوقهم الدراسي، حرماها من الالتحاق ب"الدورية"التي تقتضي زيارة جيراني والاجتماع معهم في منزل إحدانا بشكل دوري ثابت. وتقول:"فرض علي بهذه المناسبة اتباع سياسة الثواب والعقاب، أثناء متابعتي لسير مذاكرتهم، خوفاً على مصلحتهم". أما أم رائد فتوضح، أن طقوس وأجواء الاختبارات في المنزل، تلخصت في تحضيرها عدداً من الساندويتشات المغذية لأبنائها وتقديمها المشروبات الساخنة لهم، كما حرصت على إيقاظهم في ساعات الفجر الأولى لبدء استذكارهم، لأن هذه الفترة، على حد قولها، يكون الجسم فيها في ذروة نشاطه، والعقل على أتم الاستعداد لتخزين المعلومات. وأجبر عدم اكتراث ابن محمد الجديعي بالمذاكرة والده على إحضار مدرس خصوصي، للإسهام في تسهيل عملية نجاحه".ويذكر أبو فايز أن"تحديد أوقات معينة لمشاهدة التلفزيون، وحجب البلاي ستيشن وتقليص ساعات اللعب مع الأصدقاء، من أهم الإجراءات التي اتخذتها وطبقتها على أبنائي في هذه الفترة". من ناحية أخرى، ترى طالبة المرحلة الثانوية منى علي أنه من أولويات الاستعداد للاختبارات يتلخص في إعداد جدول مراجعة لجميع المواد الدراسية، التي تتضمن ختم مناهجها قبل موعد اختبارها بأيام عدة". وأضافت:"صعوبة مادة الرياضيات فرضت علي تكثيف ساعات مراجعتها من ساعة واحدة إلى اثنتين يومياً، في حين أن سلاسة المواد العربية دفعتني إلى تخصيص نصف ساعة فقط لكل منهما."أما طالبة المرحلة المتوسطة سلمى منيع فقالت:"مراجعتي للدروس دائماً ما تكون أولاً بأول منذ بداية العام الدراسي، لتخفيف الشعور بالقلق، كما ساعدني كثيراً في مراجعة جميع المناهج في وقت قياسي". في حين أكد طالب الصف الثاني ثانوي مشعل العتيبي"أن استذكاري مع زملائي وتعاوننا في شرح كل ما هو صعب لبعضنا بعضاً جعلا الاستعداد للاختبار أمراً في غاية المرونة". من جهتها، أكدت الاختصاصية النفسية فاطمة العتيبي ضرورة تهيئة الآباء للجو النفسي المناسب لاستذكار أبنائهم، وعدم إثارة المشكلات أمامهم، إضافة إلى دعمهم وتشجيعهم لتجاوز هذه الفترة بسلام. وأضافت:"على الطالب تنظيم وقته بشكل جيد وعدم إرهاق نفسه بالمذاكرة طوال اليوم، حتى لا يتسبب ذلك شعوره بالملل واختلاط المعلومات عليه، كما أن عليه اختيار الوقت والمكان المناسبين للاستذكار".