نفى القنصل العمالي في سفارة بنغلاديش لدى الرياض إس إم هارون الرشيد، أن تكون الحكومة السعودية أبلغتهم باستيائها من تصرفات بعض العاملين من مواطنيه في السعودية، مؤكداً عدم صحة التقارير الرسمية والصحافية التي ذكرت أن العمالة البنغالية هي الأكثر تورطاً بالجرائم من بين الجاليات المقيمة في السعودية. وذكر هارون في حديث مع"الحياة"أن عدد العمالة في السعودية البالغ عددهم حالياً مليون ونصف المليون سيتضاعف مستقبلاً. وأضاف"لم نتلق من الحكومة السعودية أي أمر يشير إلى وجود استياء رسمي أو شعبي من رعايانا، والسفير البنغلاديشي لدى الرياض، سأل عدداً من المسؤولين السعوديين عن موقفهم من جاليتنا المقيمة في السعودية، ولم يلمس لديهم أي استياء أو تذمر، كما أننا اتصلنا بعدد كبير من رجال الأعمال ولم نجد لديهم أية رغبة في وقف الاستقدام من بلادنا". وتابع:"هناك اشاعات تدور حول عمالتنا، ذهب بعضها إلى صدور قرار بوقف الاستقدام من بلادنا". وعن تفسيره لاختيار وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي ليترأس الوفد السعودي الذي سيزور دكا قريباً لحضور اجتماع اللجنة السعودية - البنغلاديشية المشتركة ومناقشة مشكلات رعايا بلاده في المملكة، قال:"نرحب بالوزير السعودي في بلادنا، كما نرحب باختياره لرئاسة وفد بلاده، وقد يبدو غريباً طرح مشكلات العمالة في هذا الاجتماع الذي يفترض به أن يناقش سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وزيادة الاستثمارات المتبادلة، إلا أننا نأمل بأن تتم مناقشة وضع العمالة البنغلاديشية بشكل عادل بالنسبة للطرفين". ولم ينف هارون أن بلاده تعمل على تصحيح الصورة السيئة الموجودة لدى كثير من السعوديين، خصوصاً بعد الحملات الأمنية التي نفذت في مدن مختلفة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وقبض خلالها على آلاف من العمالة البنغالية، لتورطها بجرائم جنائية، مؤكداً أن بلاده تمنع مواطنيها من السفر إلى السعودية قبل التوجه إلى إحدى المؤسسات الحكومية التي تزودهم بمعلومات كافية عن الأنظمة في المملكة وضرورة احترامها. وشدد على أن هذا الأمر تتبعه حكومة بلاده مع المتوجهين للعمل في أية دولة أخرى،"إلا أنها تولي اهتماماً خاصاً بالعمالة المتوجهة إلى السعودية، كونها تحتضن الحرمين الشريفين". وحول تعليقه على تأكيد إحصاءات رسمية أن عمالته أكثر الجنسيات هروباً من كفلائهم، أجاب:"أكرر مرة أخرى وأقول تجاوز عدد عمالتنا المقيمة في السعودية المليون ونصف المليون فرد، وبالتالي أعتقد أيضاً أن الهاربين من مكفوليهم لا يشكلون نسبة تستدعي القلق، إلا أنه مع ذلك لننظر أيضاً إلى العوامل التي تدفعهم إلى الهرب ومن ثم التورط في مشكلات جنائية أو غيرها، فبعض عمالتنا يتقاضون رواتب مخجلة لا تكفيهم لتغطية حاجاتهم الخاصة، وبالتالي يضطر بعضهم إلى الهرب، اعتقاداً منه أنه سيحصل على دخل أعلى، وبعد اصطدامه بصعوبة الأمر يضطر إلى القيام بأعمال غير مشروعة". وأكد أن بحوزة سفارته تقارير حديثة، تؤكد أنه تم توقيف نحو 60 فرداً من رعاياها خلال شهر كامل. واتهم القنصل البنغلاديشي بعض الصحافيين السعوديين بتشويه صورة العمالة البنغالية. وأضاف:"بعض الصحافيين يكتفون برؤية وجه الشخص أو سماع لهجته للحكم على جنسيته، إذ لا تخلو صحيفة من خبر إلقاء القبض على بنغلاديشي أو اتهام آخر في جريمة ما، بينما تجد في الصفحة نفسها خبر إلقاء القبض على عامل آسيوي من دون تحديد جنسيته، وبالتالي يترسخ في ذهن القارئ أن غالبية المجرمين من المقيمين هم بنغلاديشيون". وأشار إلى أن بنغلاديش بلد مسلم يكن شعبه للسعودية كل الاحترام والتقدير،"والكثير من السعوديين يثقون بعمالتنا ويفضلونها لكونها غير مكلفة بالنسبة لهم من جهة، ولكونها تنسجم أكثر مع ظروف العمل الصعبة". وشدد على أنه في الفترة المقبلة سيتضاعف عدد العمالة البنغلاديشية في السعودية،"لأن سوق العمل هنا ستحتاجهم أكثر من أي وقت مضى، نظراً إلى المشاريع الاقتصادية والتنموية الضخمة التي ستنشأ في السعودية قريباً". على صعيد آخر، استبعد هارون إلغاء تأشيرة الدخول التي تفرضها بلاده على السعوديين أو منحها لهم في المطار، وقال:"لست القنصل المختص بالتأشيرات، لكنني أستبعد إلغاء التأشيرة، إذ يدخل الأمر في إطار المعاملة بالمثل"، مبيناً أنهم يمنحون رجال الأعمال السعوديين الذين تتم دعوتهم لزيارة بنغلاديش من الشركات تأشيرة دخول من أرض المطار".