أشرت أمس إلى أهمية تصريحات القنصل في سفارة بنغلاديش لدى السعودية السيد هارون الرشيد حول العمالة البنغالية، التي نُشرت في صحيفة"الحياة"، وتوقعاته بأن عددها سيتضاعف قريباً. أعجبني في تصريحات القنصل حرصه على عمالة بلاده، حتى ولو كان طوفان الإعلام في السعودية ضدها، معظمه حتى أكون أكثر دقة، وحتى لو بادر مواطنون على صفحات"الإنترنت"لرصد ظواهر تلك العمالة السلبية بالصور. وتوقفت عند ما كشفه التصريح من عدم اهتمام مسؤولين سعوديين وأيضاً رجال أعمال ذكرهم من دون أسماء بما يدور في الشارع السعودي، لأنهم في لقاءات مع السفير البنغلاديشي لم يذكروا شيئاً له عن ممارسات سلبية من كل نوع، تقوم بها بعض تلك العمالة، على رغم انه سألهم، ركّز معي عزيزي القارئ: السفير سألهم! يعني فتح لهم الباب، كأنه قال:"عسى ما في الخواطر شيء"، ومع ذلك لم يلمس لديهم أي استياء أو تذمر، أما رجال الأعمال فلم يبدوا رغبة في إيقاف استقدام تلك العمالة، إذ قال إنهم في السفارة اتصلوا بعدد"كبير"من رجال الأعمال السعوديين ولم يبدوا رغبة في الإيقاف. فماذا تريدون من سفارة بنغلاديش أكثر من هذا؟ يمكن القارئ العزيز الفهم وتدبر ما ورد في هذا الجزء من اللقاء المثير. أركّز عليه مرة أخرى لأنني ظننت، من باب التفاؤل، أننا سنرى في اليوم التالي رداً رسمياً من جهات معنية. الكشف الكبير الذي جاء بين سطور الحوار مع القنصل البنغلاديشي هو الأكثر أهمية وعمقاً، لأنني اعرف أن من واجبه الحفاظ على مصالح بلاده ومواطنيه، وعلى الآخرين أن يحافظوا على مصالح بلادهم ومواطنيهم، كل طرف معني بواجبه، ومن لا يقوم به على مسؤوليته. ولأننا لم نقرأ تصريحات من المسؤولين الذين قابلهم السفير البنغلاديشي في السعودية ولم يبدوا له استياء، وكذلك لا نعرف ما هي رؤية رجال الأعمال السعوديين الذين لم يبدوا رغبة في إيقاف تأشيرات العمالة البنغالية"على رغم أن بعضهم يشتكي على صفحات الصحف من سرقات"، يحق لنا الاجتهاد وافتراض أن هناك رؤية سعودية لما يحصل من جرائم وتجاوزات، مارستها بعض العمالة البنغالية أو اتهمت بها، نريد أن نعلم ما هذه الرؤية أو يتفضل علينا مرة أخرى القنصل مشكوراً، بإعلان أسماء المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين، حتى تقوم الصحافة بواجبها من باب العلم، تنويراً وتوعية للرأي العام، وإحقاقاً لحقوق تلك العمالة المظلومة، أما خلاف ذلك مثل انتقاد تصريحات القنصل، فهو تجديف في الهواء، والدليل ما نقله القنصل عن السفير من أن لا احد أبدى استياء أو تذمراً. سؤال لا يجوز الهرب منه، يستند الى ما سبق: هل يهتم المسؤولون ورجال الأعمال السعوديون الذين التقى بهم السفير بما يدور في مجتمعهم، أم أنهم في عزلة عنه؟ [email protected]