المقصود هو القنصل البنغلاديشي في سفارة بنغلاديش في السعودية، السيد أس. أم. هارون الرشيد، الذي اخبرنا - في لقاء صحافي أجراه الزميل محمد الجمعي في صحيفة"الحياة"- حفظنا الله وإياه، معلومات ليس من السهل العثور عليها، فنحن آخر من ينشر الأرقام والإحصاءات الحديثة. أولها أن في بلادنا 1.5 مليون عامل بنغالي، ولم يذكر السيد هارون الرشيد هل يشمل هذا الرقم من يعمل في السوق السوداء أم هو محصور في النظاميين منهم ؟ ثم اتهم بعض الصحافيين بالكيد لعمالة بلاده، وذكر التالي:"لم نتلق من الحكومة السعودية أي أمر يشير إلى وجود استياء رسمي أو شعبي من رعايانا، والسفير البنغلاديشي لدى الرياض، سأل عدداً من المسؤولين السعوديين عن موقفهم من جاليتنا المقيمة في السعودية، ولم يلمس لديهم أي استياء أو تذمر، كما أننا اتصلنا بعدد كبير من رجال الأعمال ولم نجد لديهم أية رغبة في وقف الاستقدام من بلادنا". وهذا الكلام يثير علامات استفهام كثيرة، فإذا سلمنا به فإن كل ما يدور في الشارع السعودي والصحافة السعودية ليست له قيمة تذكر والعهدة على سعادة القنصل! مع التنويه بأنه لم يذكر مسؤولاً بعينه وفي هذا تعميم مخل. لم يذكر القنصل أسماء صحافيين ممن اتهمهم بتشويه صورة العمالة البنغالية، لكن الصحافة حقيقةً تعبر عن الواقع وتنقله، وليس لديها موقف محدد تجاه جنسية بعينها، وإن كان هناك هامش عدم دقة أو لبس فهو بسيط، والكرة الساخنة الآن في مرمى الجهات الحكومية السعودية بعد هذا التصريح"المستريح". الحوار الذي نشرته"الحياة"مهم جداً، وحاولت حفظه على جهاز الكومبيوتر لكنه اختفى، يعلم الله تعالى، بحثت عنه مرة أخرى فلم أجده! من أهم ما جاء في الحوار توقع القنصل أن عدد العمالة البنغلادشية في السعودية سيتضاعف قريباً، ولم يحدد المدة الزمنية للقريب هذا، لكنني بعد هذا الجزم كدت أتصور وأتخيل انه هو من يُصدر التأشيرات! وعلى العكس من البعض، لا أتصور أن مشكلة التجاوزات والسرقات محصورة في العمالة البنغلادشية او غيرها، بل أن هناك مواطنين لهم دور مهم إما بالتسيب والتساهل أو بالمشاركة في تلك الأعمال، وربما باستخدام تلك العمالة أدوات من جانب بعض ضعاف النفوس، ويكبر الشق مع عدم الصرامة في تطبيق الأنظمة والبحث عن اصل العلة. أخيراً اشكر سعادة القنصل على هذا التصريح"المستريح"، واطمع في جواب على هذا السؤال: هل تضمن لنا سعادتكم أن عمالتكم ليست من أصحاب السوابق في بلادكم؟ أما بالنسبة الى المواطنين السعوديين فأنصحهم بالاستعداد لاستثمار الفرصة والبدء في تشييد غرف للإيجار. [email protected]