يتكاتف عاملا زحف الرمال وعدم مطابقة المواصفات النظامية والعقود المبرمة، في تدمير طرق محافظة رنية، ما يؤدي إلى حوادث مميتة وخطرة، تزهق أرواحاً بريئة، وتلحق الإصابات بأجساد عابرين آخرين. ويشكو المواطنون من عدم صيانة وفتح العديد من الطرق، ومنها طريق العماير ? القوز ? الحفاير، والذي أصبح أحد الأسباب الرئيسة في وقوع حوادث مرورية خطرة بشكل يومي، مشيرين إلى أن معاناتهم مع مشكلات هذا الطريق ليست وليدة اللحظة، بل هي مستمرة منذ زمن طويل، على رغم مطالبتهم بصيانة الطريق وإزالة الرمال التي غطت أجزاء منه بسرعة، والنظر في سمك الطريق ومقاسه وإصلاح الأجزاء المتآكلة منه، ولكن من دون جدوى. وقال المواطن عايض السبيعي ل"الحياة":"إن هذا الطريق أصبح مقبرة لعابريه، بعد أن غطته الرمال، كما أنه من الصعب رؤية القادمين من الاتجاه الآخر، لأن الطريق يضيق إلى متر أو أقل في بعض المواقع، وتوجد فيه التواءات وانحدارات خطرة، ويحتاج إلى اهتمام كبير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه". وأكد المواطن سعد السبيعي، أنه من الواضح للعيان عدم مطابقة الطريق لاشتراطات العقود المبرمة، إذ أن المقاول لم يقم بتنفيذ أعمال الردم المناسبة والمشروطة من قبل الدولة، ولم يكن سمك"القار"مناسباً للمواصفات، ما تسبب في إحداث الحفر الناتجة من تآكل الطريق في مختلف أجزائه، مطالباً ب"محاسبة كل من أسهم في مخالفة الاشتراطات وعقود تنفيذ الطرق، وحدوث الخلل فيها، متسبباً في إزهاق أرواح بريئة هم آباؤنا وأبناؤنا وأنفسنا. أما المواطن خالد السبيعي، فقال:"إننا نلاحظ أن طرق محافظة رنية ضعيفة الإنشاء والصيانة، إذ توجد طرق عدة تحتاج إلى إنارة، وخصوصاً الطرق التي تخدم عدداً من الأحياء والمناطق السكنية، وتحتاج إلى توسعة وإعادة سفلتة"، مشيراً إلى أن المشروع الجديد لطريق البيضاء يشهد خللاً واضحاً في التنفيذ، يتمثل في أن المسارين غير متساويين في الارتفاع والانخفاض، وهو ما يتسبب، في اعتقاده، بحوادث مميتة، خصوصاً في حال هطول الأمطار. وأضاف أن الأهالي يناشدون وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير متعب بن عبدالعزيز، بتوجيه من يلزم لتنفيذ هذه المشاريع بدقة، وعدم التلاعب، وهدر الأموال عبر تكرار أعمال الصيانة في الطريق الواحد لأكثر من مرة خلال فترة زمنية قصيرة، وترك بعض الأحياء من دون طرق مسفلتة، ومحاسبة كل مقصر، إضافة إلى الاهتمام بتحسين الطرق المعبدة، مثل طريق الفرعة الذي لم يسفلت إلى الآن، مع أن هذا الحي من أقدم أحياء المحافظة وأكثرها سكاناً. من جهتها، أوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة"، أن الخلل في طرق رنية، وخصوصاً طريق العماير - القوز - الحفاير - الدار البيضاء، يتمثل في الآتي: أن السفلتة أو كمية الإسفلت غير كافية وغير مطابقة لشروط المشاريع التي نفذت من قبل، كما لا توجد صيانة دورية تهتم بالطرق لمنح زحف الرمال وإزالتها، إضافة إلى أن الرسم الهندسي للطرق لا يتم تنفيذه بالشكل المطلوب، نتيجة تقصير المقاولين في عدم تنفيذه بشكل جيد، كما تقتضيه شروط المهنة في الأمانة، أو نتيجة لوجود عيوب في الرسم الهندسي نفسه. وأضافت المصادر أن محافظة رنية تحتاج إلى زيادة سفلتة طرقها أسوة ببقية المحافظات، إذ أنها مأهولة بتعداد سكاني كبير، وهي من المدن الكبيرة في منطقة مكةالمكرمة، وخصوصاً حي الفرعة والسبعانة، التي وصفتها المصادر بأنها منسية من قبل بلدية رنية.