قال متعاملون في سوق اللحوم والدواجن المجمدة والمبردة، إن أسعارها سجلت زيادة بلغت نسبتها 25 في المئة في المملكة، موضحين أن المؤشرات العالمية لا تسير باتجاه استقرار أسعار السلع الغذائية كافة. وتوقعوا في تصريح إلى"الحياة"أن يشهد العامان المقبلان ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية، نتيجة تزايد الطلب العالمي على المعروض، الذي لم يعد يرتبط بالنمو السكاني والعوامل التقليدية فحسب، بل تأثر بارتفاع القدرة الشرائية لسكان اكبر دولتين في العالم هما الهندوالصين، اللتان تمثلان ثلث عدد سكان الكرة الأرضية، وتسجلان أكبر معدل نمو اقتصادي في العالم يبلغ 10 في المئة سنوياً. وأضافوا أن معدل النمو المرتفع أسهم في رفع القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة في الصينوالهند، مشيرين إلى أن تغيير أنماط الغذاء وزيادة عدد وجبات اللحم الشهرية في البلدين ولو بشكل محدود جداً، يؤثران بشكل كبير في حجم الاستهلاك العالمي، خصوصاً أن الهند تعد من أهم الدول التي تصدر اللحوم المجمدة بعد استرالياوالبرازيل. وقال متعامل في سوق اللحوم المجمدة، إن المستهلك السعودي بات يلمس ارتفاع أسعار اللحوم المجمدة بكل أنواعها، وتراوح الارتفاع بين 20 و25 في المئة، وهي تعد المصدر الرئيسي بحوالى 95 في المئة من المطاعم، نظراً إلى انخفاض قيمتها 10 في المئة مقارنة باللحوم المبردة، وما تتمتع به من فترة صلاحية طويلة الأجل لمدة عام كامل. وأشار إلى أن المملكة سمحت أخيراً بدخول اللحوم المجمدة التي تصل صلاحيتها إلى مدة عامين، أسوة بالدول الأوروبية والعالمية. وقدر مصدر مطلع في إحدى الشركات المستوردة للحوم المجمدة والمبردة حجم استهلاك السوق السعودية سنوياً بأكثر من مليون طن سنوياً، منها 900 ألف طن من الدجاج المجمد من البرازيلوالهند، و90 ألف طن من اللحوم البقرية المجمدة من البرازيلوالهند ونيوزيلندا وبكميات محدودة من أفريقيا، و45 ألف طن من لحوم الخرفان المجمدة من استراليا ونيوزيلندا. وعزا المصدر الارتفاع في أسعار اللحوم إلى فروقات في أسعار صرف الدولار بين البلدين المصدر والمستورد، والتحول العالمي في الأعلاف من الذرة إلى الصويا، إذ إن الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، تتجه إلى تصنيع وقود السيارات من مادة الايثانول التي تستخرج من الذرة الصفراء، ما دعا مربي الماشية إلى الاستعاضة عنها بفول الصويا، الذي ارتفع سعره 60 في المئة. وأوضحوا أن الأعلاف تمثل الجانب الأكبر من تكاليف مزارع الماشية والدواجن، وانعكست هذه التكاليف العالية على أسعار اللحوم ومنتجاتها من الحليب والزبدة بشكل خاص، ووصل سعر الطن المستورد من الزبدة إلى 6200 دولار مقارنة ب?2200 دولار العام الماضي. وأوضح أن الكثير من الدول التي كانت مكتفية ذاتياً من اللحوم، رفعت حصتها الاستيرادية مثل إيران، مشيراً إلى أن اتجاه المزارع الكبرى في العالم إلى زيادة الإنتاج لتغطية الطلب المتزايد على اللحوم لن نلمس نتائجه قبل عامين أو ثلاثة، لأن الماشية تحتاج إلى عامين حتى تنتج لحوماً بالشكل المثالي.