لجأت أخيراً فتيات إلى صلاة التراويح كمكان لزيادة فرصتهن في البحث عن زوج عبر الأمهات اللاتي يؤدين الصلاة في المسجد، فيما الأم تجدها فرصة كبيرة لرؤية بنات الحي بالكامل، واختيار المناسب والأنسب لولدها. كما أن الخاطبات من جانبهن اقتحمن ساحات المساجد واغتنمن فرصة التجمع النسوي هنالك لمشاهدة الفتيات عن قرب، ليتحول ذلك الحشد النسائي المجتمع للصلاة والتهليل والتكبير إلى"حفلة ترقيم"وتعارف بنية الزواج! وكان تقرير صادر عن وزارة التخطيط السعودية كشف عن معدلات مخيفة لنسب الطلاق والعنوسة التي بدأت تتفشى في المجتمع بسبب الارتفاع الكبير لتكاليف الزواج والمغالاة في المهور، فضلاً عن إحجام الشباب السعودي عن الزواج من فتيات متعلمات تعليماً عالياً. وقال التقرير:"إن نسبة الطلاق والعنوسة في السعودية، تعد الأعلى عالمياً، وإن عدد الفتيات اللاتي بلغن الثلاثين ولم يتزوجن، بلغ عام 1999 مليوناً ونصف المليون، وبلغ عدد المتزوجات مليونين و600 ألف من مجموع عدد الإناث البالغ أربعة ملايين ونصف المليون امرأة، ما يعني أن ثلث نساء المملكة عوانس!". وفي أحد مساجد العليا أتت بعض الفتيات إلى المسجد بأحسن مظهر، وبزينة تلفت الانتباه، إذ سمعت ندى البالغة من العمر 25 عاماً أن صاحبتها تزوجت من خلال أدائها صلاة التراويح في أيام رمضان الأخيرة من العام الماضي، موضحة:"بقيت أنتظر هذا الشهر من هذا العام بفارغ الصبر عسى أن تراني إحدى الخاطبات في المسجد، ولعلي أكون مناسبة لبعض زبائنها، إضافة إلى أن اجتماع النساء في المصليات، يمنحنهن فرصة التعارف، وجذب الفتيات لانتباه السيدات اللاتي يحتمل أن يكن أمهات لشبان يرغبون في الزواج". لكن ندى تقر بأن كونها"قبيلية"وتخضع لعادات أسرتها التي تشترط في من تزوجه أن يكون كفؤاً في النسب أيضاً، قلل من فرصها في الزواج. وتعتقد داليا محمد البالغة من العمر 29 عاماً أن المسجد في شهر رمضان متنفس لدى كثير من الفتيات لخروجهن من قوقعة البيت، معتبرة أنها تجد أن"العنوسة في المملكة أصبحت ظاهرة، ولم أعد أنا وحدي من أعاني منها، فكل قريباتي اللاتي وصل عددهن إلى 20 فتاة لم يتزوجن"! وعزت ذلك إلى كونهن حاصلات على شهادات عليا، وموظفات في الأقسام الطبية. وأضافت:"كل عائلة من أقربائي أصبحت تنافس الأخرى بتعليم بناتها على أعلى مستوى لكن ما يضحك ويحزن أننا الآن نتسابق إلى العنوسة، بسبب رفض الشبان أخذ فتاة تعمل في المستشفى وفي قطاعات مختلطة". وشبه البعض المساجد هذه الأيام ب"أماكن تجمّع العذراوات"، حيث جعلت أولئك الفتيات للمسجد دوراً أبعد من صلاة التراويح، التي كانت في السابق حكراً على الكبيرات في السن، وأصبحن ينافسن بحضورهن يومياً. وشهد الكثير من المساجد في العليا، وهو الحي الذي تسكنه كثير من العوائل الراقية، وجود شرائح من العوانس في المصليات، ليس بحثاً عن الأجور وحدها، ولكن أيضاً عن فرسان الأحلام!