هل يجوز لي في نهار رمضان وأنا صائم أن أبلع ريقي أم أنه يفطر؟ - ابتلاع الصائم ريقه لا يفسد صومه ولو كثر ذلك وتتابع في المسجد وغيره، ولكن إذا كان بلغماً غليظاً كالنخاعة فلا تبلعه، بل ابصقه في منديل ونحوه، إذا كنت في المسجد. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للإفتاء هل يجب غسل الفم بعد السحور، وفي حال ما إذا تسحرت ونمت إلى الصباح ولم أغسل الفم هل عليّ القضاء أم لا؟ - لا يجب غسل الفم بعد السحور، وإنما تستحسن المضمضة من باب النظافة لتطهير الفم مما علق فيه من أثر الطعام. والمستحب يا أخي تأخير السحور إلى قبيل الفجر وبعده القيام إلى صلاة الفجر، الرجال في المسجد مع المسلمين، والنساء في البيوت كما هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن بين صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر والسحور إلا قليل، قدر ما يقرأ الرجل خمسين أو ستين آية كما نقل لنا ذلك زيد بن ثابت - رضي الله عنه -، في صحيح البخاري 575، وصحيح مسلم 1097. الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان المدرس في الحرم المكي ما حكم من أكل أو شرب في نهار الصيام ناسياً؟ - ليس عليه بأس وصومه صحيح لقول الله - سبحانه - آخر سورة البقرة"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"}البقرة: 286{. وصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله - سبحانه - قال:?"قد فعلت"ولما ثبت عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ? صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه"متفق على صحته. وهكذا لو جامع ناسياً فصومه صحيح في أصح قولي العلماء للآية الكريمة ولهذا الحديث الشريف، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -:"من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة"خرجه الحاج وصححه. وهذا اللفظ يعم الجماع وغيره من المفطرات إذا فعلها الصائم ناسياً، وهذا من رحمة الله وفضله وإحسانه، فله الحمد والشكر على ذلك. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله إذا رؤي صائم يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فهل يذكر أم لا؟ - من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان فإنه يجب عليه أن يذكره لقوله - صلى الله عليه وسلم - حين سها في صلاته:"فإذا نسيت فذكروني"، والإنسان الناسي معذور لنسيانه، لأن الإنسان الذاكر الذي يعلم أن هذا الفعل مبطل لصومه ولم يدله عليه يكون مقصراً لأن هذا أخوه فيجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. والحاصل: أن من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فإنه يذكره، وعلى الصائم أن يمتنع من الأكل فوراً. ولا يجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه، بل لو كان في فمه ماء أو شيء من طعام فإنه يجب عليه أن يلفظه، ولا يجوز له ابتلاعه بعد أن ذكر أو ذُكِّر أنه صائم. وإنني بهذه المناسبة أود أن أبين أن المفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاث حالات: 1 إذا كان ناسياً 2 إذا كان جاهلاً. 3 إذا كان غير قاصد. فإذا نسي فأكل أو شرب فصومه تام لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:?"من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه". وإذا أكل أو شرب يظن أن الفجر لم يطلع أو يظن أن الشمس قد غربت ثم تبين أن الأمر خلاف ظنه فإن صومه صحيح لحديث أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت:"أفطرنا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم غيم ثم طلعت الشمس، ولم يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم ? بالقضاء". ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به ولو أمرهم به، لنقل إلينا لأنه إذا أمرهم به صار من شريعة الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بالغة إلى يوم القيامة. وكذلك إذا لم يقصد فعل ما يفطر فإنه لا يفطر، كما لو تمضمض فنزل الماء إلى جوفه فإنه لا يفطر بذلك لأنه غير قاصد. وكما لو احتلم وهو صائم فأنزل فإنه لا يفسد صومه لأنه نائم غير قاصد وقد قال الله - عز وجل -:"وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ"الأحزاب5. الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله