برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عقدت مساء أمس في قصر المؤتمرات في جدة، الجلسة الختامية لمؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية التي شارك فيها الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد، ورئيس البرلمان آدم محمد نور، ورئيس الوزراء علي محمد جيدي، ورئيس لجنة المصالحة الوطنية علي مهدي محمد، ومشايخ القبائل وممثلو الفصائل وكبار الشخصيات الصومالية، بدأ الصوماليون في جدة أمس ترجمة ما جاء في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في آب أغسطس الماضي في مقديشو، وكان رئيس الحكومة الفيديرالية الصومالية عبدالله يوسف أحمد، يرافقه رئيس البرلمان الصومالي آدم محمد نور، ورئيس الوزراء محمد علي كيتي، وعدد من المسؤولين الصوماليين، وصلوا إلى جدة مساء أول من أمس للتوقيع على وثيقة نتائج مؤتمر المصالحة، واستقبلهم في مطار جدة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل. وقال خادم الحرمين في كلمته للوفد الصومالي:"يسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية، وأن أتقدم إليكم بخالص التهنئة على هذا الإنجاز التاريخي الذي يخرج الصومال من المأساة التي عاني منها". وأضاف الملك عبدالله أن الوصول إلى الاتفاق خطوة أولى، ولابد من ان يتبعها التزام بكامل بنوده، والعمل الجاد لوضعه موضع التنفيذ. وأشاد الزعماء الصوماليون الثلاثة الذين وقعوا الاتفاق بدور خادم الحرمين عربياً وإسلامياً، وجهود السعودية من أجل الصومال. وكان مؤتمر مقديشو أنهى أعماله من دون تحقيق نتائج ملموسة، بعد ستة أسابيع من المحادثات التي تغيبت عنها المحاكم الإسلامية التي تشكل عصب المعارضة المسلحة في الصومال، رافضة في بيان لها أواخر حزيران يونيو الماضي المشاركة في المؤتمر، فيما علمت"الحياة"أن بنود مؤتمر مقديشو تركّزت على: إنهاء الصراعات القبلية، نزع السلاح، تأهيل المليشيات إعادة الممتلكات إلى أصحابها، تثبيت الحكم الذاتي للأقاليم، وهي العناصر التي سيوقّع عليها أطراف النزاع لرفعها إلى خادم الحرمين الشريفين. وعلمت"الحياة"من مصادر مقربة من الوفد الصومالي"أن المصادقة على الاتفاق تمهّد لإجراء انتخابات عام 2009، وكذا اعتماد دستور جديد للبلاد"، مشيرة إلى"أهمية رعاية الرياض هذا المؤتمر كونها كانت أشرفت ورعت مؤتمر مقديشو". وتوقّعت المصادر أن يتم التوقيع على الاتفاق في مكةالمكرمة. وكان الرجل الثاني في المحاكم الإسلامية الشيخ شريف الشيخ أحمد انتخب على رأس المعارضة الصومالية خلال مؤتمر أنهى أعماله الجمعة الماضي في العاصمة الإريترية، شهد - بعد اجتماعات تواصلت لستة أيام - إنشاء"التحالف من أجل تحرير جديد للصومال"، الذي وضع طرد القوات الإثيوبية من الصومال هدفاً مهماً له. وكانت القوات الإثيوبية تدخلت عسكرياً إلى جانب القوات الصومالية التابعة للحكومة الانتقالية في نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي، وهزمت قوات المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على العاصمة وقسم كبير من الصومال.