لم يخفِ كثير من الطلاب وأولياء أمورهم، إضافة إلى بعض المعلمين، ابتهاجهم، لكون هذا العام يعد الأخير خلال السنوات التسع المقبلة التي تكون الدراسة فيها خلال شهر رمضان، وتمنت فئة مماثلة لو أن رمضان هذا العام كان ضمن أعوام الإجازة. وكشف استطلاع للرأي أجرته"الحياة"، شمل نحو مئة طالب، و50 معلماً، ومثلهم من أولياء الأمور، أن نسبة 100 في المئة من الطلاب أبدوا ابتهاجاً بعدم حضورهم إلى المدرسة أثناء الصيام، فيما كانت النسبة لدى المعلمين 82 في المئة. وارتأى 12 في المئة، أنه لا يوجد فرق بين الدوام في رمضان، وبقية العام. وأظهر 6 في المئة ارتياحهم للعمل خلال هذا الشهر. وأرجع 65 في المئة من الطلاب سبب عدم رغبتهم في الحضور خلال شهر رمضان إلى المدرسة، إلى"أسباب تتعلق بالسهر وصعوبة الاستيقاظ، وافتقاد التركيز أثناء الحصص"، فيما قال 12 في المئة:"إن الشعور بالتعب أثناء الصوم يشعرهم بعدم القدرة على التركيز". ولم يبدِ 28 في المئة سبباً. وفي المقابل"رأى 50 في المئة من المعلمين، أن"قلة استيعاب الطلاب في رمضان، واضطرارهم إلى بذل مجهود إضافي، ما سبب تأييدهم لتوقف الدراسة في رمضان". وقال 30 في المئة:"إن قلة النوم والتعود على السهر يشعرانهم بالتعب أثناء العمل في رمضان". وأجاب 20 في المئة ب??"أخرى". وبرر 90 في المئة من أولياء الأمور سبب رضاهم عن كونه آخر عام للدراسة في رمضان بشعورهم ب?"عدم استفادة أبنائهم مما يتعلمونه في رمضان". وتعددت أسباب ال?10 في المئة المتبقية بين"معاناة إيقاظ الأبناء". وعن احتمال تغيير آرائهم خلال الأعوام المقبلة، أو عند عودة الدراسة في رمضان مستقبلاً، ذكر 90 في المئة من الطلاب أنهم لا يتوقعون أي تغيير، في ما أشار 12 في المئة من المعلمين ب?"احتمال تغيير الرأي"، ورد 80 في المئة من أولياء الأمور ب?"عدم التغيير". واعتبر عدد من المعلمين أن"مقارنة مستويات الطلاب خلال شهر رمضان مع الشهور الأخرى، أظهرت تفاوتاً كبيراً في النتيجة". وأكد وكيل ثانوية المدينةالمنورة في الدمام علي القحطاني، أن"رمضان في السنوات الماضية سجل انخفاضاً في مستويات الطلاب، وسجلت الدروس التي تلقوها أثناءه أقل الدروس حصولاً على الدرجات في الاختبارات". وقال ل?"الحياة":"سجل الشهر ارتفاعاً كبيراً في نسبة غياب الطلاب والمعلمين". وفضل القحطاني العمل في رمضان،"من منظور المصلحة العامة أميل إلى إيقاف الدراسة، بسبب ضعف التحصيل، وارتفاع نسبة الغياب". وأشار المعلم في مدرسة مكةالمكرمة المتوسطة محمد الغامدي، إلى أن"الدراسة في رمضان تشهد تسيباً، وتأخراً في الحضور، على رغم محاولات المدارس استخدام أسلوب حازم وجاد"، متوقعاً أن"يشهد رمضان الجاري أكبر نسبة في التسيب والغياب، نظراً لقناعة بعض الطلاب بأن الدراسة الفعلية لن تكون إلا بعد إجازة عيد الفطر، لكون رمضان جاء بعد الأسبوع الأول من الدراسة، الذي يعتبره الطلاب نزهة وفرصة للتعارف". وأضاف الغامدي في حديثه ل?"الحياة":"دخول رمضان هذا العام في فصل الصيف، وشدة الحرارة سيدفعان الكثيرين إلى الغياب، خصوصاً أن الإنسان يشعر في الصيف بالتعب والرغبة في النوم أكثر من أي وقت آخر". ولم يخف الطالب سامي السعدي سعادته بكون رمضان الجاري،"آخر رمضان ندرس فيه"، قائلاً:"لا نشعر برغبة في الدراسة أثناء الصيام، فلا مجال للنوم مبكراً، وإن حاولت ذلك فالاستيقاظ لصلاة الفجر والعودة للنوم أمر صعب، ما يؤدي إلى الشعور بالخمول والرغبة في الغياب في رمضان". فيما يرى الطالب مهند الشهري أن الدراسة في هذا الشهر"ليست ذات جدوى، فنحن نفتقد التركيز، والمعلمون يقل مستوى أدائهم"، مشيراً إلى أن"كثيراً من الطلاب الذين يواظبون على الحضور، مدفوعون من أولياء أمورهم، ولو كان الأمر بأيديهم لتغيبوا عن المدرسة خلال رمضان".