لا يتوقف تململ الطلاب من الدروس في رمضان عند حدود الغياب، أو النوم، أو التحليق بالذهن بعيداً خارج الدرس، فما أن يدخل المعلم الفصل حتى يجد أنظار الطلاب قد توجهت إليه تراقب تحركاته، وبمجرد أن يأخذ طريقه إلى السبورة للكتابة، يزداد ترقب الطلاب فيما يكتبه عن موضوع الحصة، ولا تهدأ تلك النظرات حتى يكون موضوع الدرس"مراجعة عامة". تلك العبارة يعشقها الطلاب في رمضان، إذ يقل العطاء داخل الفصل ويكون الخمول والنوم سيد الموقف، ولذا تنخفض جديتهم داخل الفصل، والتي منها الاستماع إلى شرح درس جديد من معلمهم. ويطالب غالبية الطلاب المعلم بأن يكون عنوان الدرس"مراجعة عامة"، لأن إعطاءهم دروساً جديدة في رمضان يمثل عبئاً ثقيلاً عليهم بسبب السهر المتواصل طوال الليل. ويزداد امتعاض الطلاب في حال عدم استجابة المعلم لطلباتهم من إلغاء الدروس، وإصراره على إعطائهم موضوعاً جديداً، كونه مطالب بشرح منهج موزع على أسابيع الدراسة، خصوصاً معلمي المواد العلمية. ويزيد الأمر سوءاً لديهم في إلزامهم بواجبات منزلية غير الدرس المعطى لهم، إذ يصبح ذلك المعلم من قائمة المعلمين"الثقلاء". وبين استجداء الطلاب وتعنت المعلم"من وجهة نظر الطلاب"، يرى عدد من الباحثين والمهتمين بالتعليم أن هناك أسباباً عدة أهمها: الطلبة الذين لا يحصلون على نوم كاف يكون أداؤهم التعليمي أقل من الطلبة الذين ينامون لساعات كافية. كما أن نقص النوم يؤثر سلباً في قدرة الطالب على التركيز ويضعف الذاكرة قصيرة المدى ما يؤثر في قدرة الطالب على التحصيل العلمي، إضافة إلى التغير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ، احتمال وجود تغيرات فسيولوجية مصاحبة للصيام كتغير إفراز هرمون النوم الميلاتونين خلال الصوم، أو احتمال وجود بعض العوامل النفسية أو تغير المزاج التي تصاحب الصيام وتؤثر في النوم وتبقى كل الاحتمالات السابقة نظريات تحتاج إلى تأكيد. وما يؤيد كلام الباحثين وتلك النظريات عدد من المعلمين الذين يرون أن الدراسة في رمضان غير مفيدة للطالب بأي حال من الأحوال، ويرجعون ذلك إلى أن الطالب غير مهيأ جسدياً ونفسياً في استقبال المعلومات التي يشرحها المعلم، مؤكدين أن الطلاب دائماً ما يطالبون تأجيل الدروس إلى ما بعد شهر رمضان، ما يجعل المعلمين في حيرة من أمرهم إما الرضوخ لمطالبات طلابه، أو الاستمرار في إعطاء الدروس لكي لا يلام من مشرف المادة أو مدير المدرسة لتأخره في المنهج.