تعوّد السعوديون على أنماط غذائية في رمضان مختلفة عن بقية العام. ويبرز ذلك من خلال أرقام المشتريات في هذا الشهر، فما يؤكل في رمضان ربما لا يؤكل في غيره. وتظل أصناف هذا الغذاء مكدسة في مخازن الموردين أو الباعة طوال العام حتى يفك أسرها في هذه الأيام، خصوصاً مع كثرة الطلب عليها، مثل شوربة الشوفان، والجيلاتين والتين المجفف وقمر الدين وشراب التوت، كما تزداد مبيعات الجبنة والتمر والقشطة عن بقية شهور السنة. وقال مساعد مدير فرع السدحان ماركت منتصر تومة ل?"الحياة":"إن الإعلان عن السلع الموجودة في الهايبر أسهم كثيراً في جذب الزبون، خصوصاً كاتالوجات التخفيض والتي تنخفض كلفتها عن الإعلان بالوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية، وهنا يساعدنا على خفض هامش الربحية لمصلحة الزبون". وتابع:"الإعلان يساعد على تذكر الزبون للمعلن، إضافة إلى أن هامش الربح غير محدد، فكل قسم له هامش ربح مختلف، وهو ما دعانا لفتح أكثر من فرع هذه السنة نتيجة إقبال المستهلك على الأسواق الكبرى، باعتبارها مكاناً ممتعاً للتسوق ويتميز بعروض جيدة في ما يتعلق بالسعر والنوعية". مشيراً إلى أن الهدف حالياً في ظل المنافسة هو الاستمرار والتوسع وأخذ حصة"الهايبر"من السوق وليس الربحية فقط . وحول ما يتردد عن تخفيض بعض المحال لأسعار المنتجات الغذائية مع قرب موعد انتهاء صلاحيتها، قال تومة:"الجميع في السوق يعمل على تخفيض مثل هذه البضائع، إذ يطلب عادة من المورد سحبها أو إعطاء الباعة حسم بنسبة 50 في المئة، حتى يمكن تخفيضها والعمل على تصريفها قبل انتهائها. وهو ما لا تستطيعه المحال الصغيرة لأنها غالباً ما تتحمل قيمة المواد التي قربت صلاحياتها على الانتهاء". وزاد:"المستهلك السعودي أصبح أكثر حذراً، وهو ما دفعه إلى التحول من شراء ما يحتاج إليه بالجملة إلى الشراء ب?"المفرق"وشراء احتياجاته الموقتة. إضافة إلى استعداد المستهلك لأن يترك مكاناً إلى آخر لأجل السعر". أما مسؤول خدمات العملاء في أسواق جيان، فهد الحربي فقال:"لا صحة لتخفيض المواد نتيجة قرب انتهائها"فشركته تعودت على خفض الأجهزة الكهربائية على رغم عدم وجود صلاحية لها. وإن"حدث تخفيض على مواد غذائية لتصريفها يكون تصريفاً بسيطاً لا يتجاوز يتراوح بين 10 و20 في المئة".ويضيف الحربي أن"العديد من الزبائن يهتمون بإعلانات الصحف، ويأتون للسؤال عن العروض المعلن عنها، أكثر من اهتمامهم بعروض المنشورات". ويشير إلى أن"انتشار أسواق"الهايبر"وفروعه في السعودية، ساعد على جذب غالبية شرائح المستهلكين، لدرجة قدوم ملاك محال البقالة الصغيرة للشراء من الهايبر بالجملة للاستفادة من العروض التي لا يستطيعون الحصول عليها من الموردين". من جانبه، نفى مدير التسويق في هايبر بندة، طلال العيد أن تقوم شركته بتخفيض بعض المنتجات، لقرب انتهاء صلاحيتها، وأن سياستهم هي"إرجاع هذه السلع للموردين". وعلل نفيه بأنه"لو كان الأمر كما يشاع، لكان هناك تخفيض على منتجات الألبان". مشيراً إلى أنه"من غير المعقول الإعلان عن سلعة لا يتملك المحل كميات كبيرة منها، بل على العكس من ذلك فعادةً ما يتم خفض المنتج الجديد لتسويقه وتعريف الناس عليه، أما عن التخفيض لبعض المنتجات فهو باتفاق مسبق مع المورد لقدرة المحل على تصريف كميات كبيرة". وأكد الحربي أن كثرة الفروع والإعلان، ساعدت في"بناء ثقافة تسوق جديدة في السعودية والقضاء على المحال التقليدية، لعدم قدرتها على المنافسة بالأسعار وبالمكان الممتع للتسوق". وبحسب بعض المستهلكين فإنهم لا يمانعون من شراء سلع قاربت على الانتهاء. إذ يشير عبدالرحمن المقرن أنه"لا يمانع من شراء سلعة قرب موعد انتهائها إذا كان سعرها مغرياً، طالما أنها صالحة للاستعمال، خصوصاً مع ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة". إلا أنه طالب أسواق الهايبر ب?"توفير سلع أخرى لم يقترب موعد انتهائها للراغبين في ذلك ولو بسعر مرتفع عن الأخرى، وتوضيح سبب الفرق في السعر وأن على المستهلك الاختيار". بدوره، يشير محمد الصفيان إلى أن سبب اختياره للهايبر من دون المحال التقليدية، يرجع إلى"إمكان التسوق مع العائلة في مكان مكيف ومريح مع استراحة القهوة أو العشاء المتوافرة هناك". إلا أنه"يعيب على الهايبر عدم إرجاع المتبقي من قيمة الشراء من الهللات، بحجة عدم توفراها، ومن الصعب أن يعيد مشتريات بمئات الريالات لأجل خمس أو عشر هللات".