من دون مقدمات، فكما يقال:"الظرف من عنوانه"وبغض النظر عن النية التي دخل بها العضو ذكراً كان أم أنثى هذا العالم، وأقصد"الإنترنت"، فإن النتيجة هي وقوعه في الغالب في علاقة جانبية تربطه بروابط خصوصية مع طرف آخر لتوافق فكري أو عاطفي، يتطور بعد ذلك من الإعجاب إلى الحب... وهذا أمر قد لا يكون فيه حرج من وجهة نظري الشخصية. هذه حال"عشاق نت"، وذلك همهم... تعساء إلى أبعد مدى، أذلاء إلى أبعد حد، بفضل قناعاتهم ورغبات أنفسهم... على رغم ملكاتهم الأدبية التي تميزوا بها وجعلتهم واضحين للغير، إلا أنهم فشلوا في تحقيق علاقة متوازنة تحمل حباً حقيقياً بعيداً عن الابتزاز العاطفي والغيرة العمياء والأنانية البغيضة والعشق السلطوي والمهين. لا أكون مبالغاً إن قلت إن فشل معظم الكتّاب والشعراء ذكوراً وإناثاً يكون بسبب مثل هذه العلاقات التي قيضت الإبداع وشلت الإمتاع، وكذا المنتديات إذا بُنيت أساساً على رغبة عشيقين يريد كل منهما الهروب بصاحبه في مملكة يحكمها هو ويتصرف في شؤونها، وما أن يحدث أدنى مشكلة، وإن كانت تافهة، حتى يمارس الحمق دوره في نزع صلاحية الأقل سلطة فكأن لم يكن، فبعد أن كان ذا لون مميز أصبح لا يُرى بين أعضاء المنتدى، أما الأعضاء غير المالكين أو المؤسسين فتجدهم كالمصاب بالحمى المالطية، حين يبرأ تجده حيوياً نشيطاً لا يكل ولا يمل، وحين تعاوده الحمى فإنه يمشي مثقلاً معذباً مهموماً محزوناً. هذه النافذة الإلكترونية أيها السادة هي المساحة التي أبقيت لنا نتنفس حرياتنا، ونعبر عن مكنوناتنا ولواعج همومنا وأحزاننا من خلالها. فيا"عشاق نت"... أعطونا حرياتنا، دعونا نستمتع بأوقاتنا في هذا العالم، ولا تعكروا صفو حياتنا... واعلموا أن العقل إذا فقد فقدت معه الحياة بجمالها وحسنها وبساطتها وطهارتها ورقتها وعذوبتها، استمتعوا بعشقكم استمتاعاً حقيقياً، واتركونا ننعم معكم بكل هذا الجمال، وإلا فانزعوا روابط العلاقة وليُخلِ كل منكم سبيل الآخر ليعم الهدوء والدعة والسلام. من المؤكد أن هناك مدركين متفهمين على قدر من الوعي والحكمة يعيشون أجواءً حقيقية، وهم ليسوا محور حديثي. عبدالعزيز الجبرة - الرياض