كشف خبير سعودي في مجال التربية أن 80 في المئة من مشكلات الأبناء في منطقة الخليج تحدث بسبب عدم فهم الآباء والأمهات لنفسية أطفالهم، مشدداً على أن الشريحة الأكبر من أولياء الأمور لا يدركون الطريقة الصحيحة للتربية والتعامل مع الأبناء، لاسيما في السنوات الأولى. وقدم الخبير التربوي المهندس طارق الحربي، محاضرة بعنوان"فن تربية الأبناء"ضمن الفعاليات التربوية والاجتماعية لمهرجان جدة غير 28 والتي ينظمها مركز النبلاء للتنمية الشاملة للجمهور تحت شعار"نحو حياة سعيدة"، بمشاركة نخبة من الاختصاصيين في مجال التربية والعلاقات الأسرية وعلم الاجتماع. وأوضح المهندس الحربي في الندوة التي حظيت بحضور كبير من أولياء الأمور من الجنسين، أن عدم إتقان الآباء والأمهات لفن تربية الأبناء يزيد من همومهم وعصبيتهم معهم، ويجعلهم بعيدين عن الاستمتاع بالحياة معهم، مشيراً إلى أنه لكي تكون الحياة سعيدة مع الأبناء يجب أن يلتزم أولياء الأمور بأهم عنصر في التربية، وهو أن تكون التربية مؤصلة شرعية على منهج الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ونبه إلى أن بعض الآباء والأمهات يفتقدون فن تربية الأبناء، كما أن بعضهم يهملون أطفالهم بسبب انشغالهم بالعمل أو بأمور أخرى، موضحاً أن هذا خطأ كبير لأن الطفل يكبر وهو يشعر بالذنب مما يؤثر على نفسيته مستقبلاً. وتطرقت الندوة إلى ما يعرف ب?"منظومة تربية الأبناء"، وتتمحور حول فكرة أن الطفل يعيش في دائرة الأشياء والإمكانات المحسوسة، ثم ينتقل إلى دائرة الأشخاص والآخرين في فترة المراهقة، وأشار المدرب إلى أن الطفل يرغب في الاندماج إيجابياً مع الآخرين والإمكانات والأشياء. وأشار المدرب في الندوة إلى أنه كلما أشبع الطفل في الصغر من دائرة الإمكانات والآخرين والأشياء شعر بالسعادة، موضحاً أن الاندماج الإيجابي مع دائرة الآخرين والأشياء ينتج منه حالة إيجابية في النفس والعكس، ونبه أولياء الأمور بأن لا يجعلوا للإمكانات والأشياء المادية قيمة أكبر من قيمة الأبناء. ونصح المهندس الحربي الآباء والأمهات أن يتعاملوا بهدوء مع أبنائهم، وأن يربوهم بالعاطفة والمحبة للحياة، ولزمن غير زماننا الذي نعيش، ولكي ينجحوا في دنياهم وآخرتهم وألا تكون تربيتهم لذواتنا. وطالب الخبير التربوي الآباء والأمهات بالتعامل مع الأبناء بحرص، والتعبير عن الغضب من سلوكهم بهدوء وحوار من دون صراخ أو ضرب، وعدم إجبارهم على شيء هم غير مستعدين له، مشيراً إلى أن النسبة الكبيرة من ردود أفعال الأبناء تنتج من انفعال الآباء.