دشنت أول من أمس في العاصمة السودانية الخرطوم المساعدات الإغاثية السعودية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للشعب السوداني جراء ما لحق به من أضرار جسيمة نجمت عن الأمطار والفيضانات التي اجتاحت المنطقة أخيراً. وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر السوداني حبيب أحمد، في كلمة له:"ان المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً ظلت على الدوام في موقف المؤازرة والمساندة للسودان، وستظل تحفظ ذاكرة شعب السودان هذا الموقف الكريم". من جهته، أوضح رئيس الوفد الإغاثي السعودي للسودان محمد إبراهيم السبيت، أنه بعد صدور توجيهات خادم الحرمين بإرسال طائرات تحمل مواد إغاثية للسودان قام الوفد بالتنسيق مع المسؤولين في الحكومة السودانية لتسلم هذه المساعدات والمشاركة معهم في تنظيمها وتوزيعها وإيصالها إلى المتضررين في أسرع وقت ممكن. بدوره، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان محمد عباس الكلابي، أن توجيهات خادم الحرمين بتقديم مساعدات عاجلة للأشقاء في السودان أتت تجسيداًً للعلاقات القوية والمتينة التي تربط البلدين منذ التاريخ، وتأكيداً على موقف المملكة الداعم والمستمر للسودان في كل الأوقات، مشيراً إلى أن هذه المساعدات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ إنها امتداد لجسور التعاون بين المملكة والسودان التي شهدت أوجهاً مختلفة سياسياً واقتصادياً وتجارياً. فيما أوضح رئيس الآلية التنفيذية لدرء السيول والفيضانات الفريق عمر جعفر، أن هذه المساعدات تدل على روابط الإخاء والأخوَّة الصادقة التي تربط بين شعبي المملكة والسودان، مؤكداً أن هذا الموقف ليس بمستغرب، إذ ظلت المملكة تحتضن ابناء السودان وتعينهم على ظروف حياتهم. ثم ألقى المفوض العام لمفوضية العون الإنساني في السودان حسبو محمد عبدالرحمن كلمة، أوضح فيها أن المساعدات السعودية للسودان تعتبر أكبر المساعدات التي وصلت إلى السودان، إذ اشتملت على مواد إغاثية وخيام وبطانيات، إضافة إلى 20 مليون دولار لتأمين الحاجات العاجلة في مجال المأوى والمياه والصحة وصحة البيئة، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً كبيراً مع الوزارة المختصة لتنفيذ هذه الحاجات. إلى ذلك، انطلقت قافلة خادم الحرمين الشريفين للمتأثرين من السيول والفيضانات لتقديم المساعدات إلى المتضررين في عدد من المناطق والولايات، حتى وصلت إلى مدينة الصالحة إحدى مدن ولاية الخرطوم، حيث شارك الوفد الإغاثي السعودي المسؤولين السودانيين والمنظمات الإنسانية والهلال الأحمر السوداني في توزيع المساعدات وتسليمها إلى المتضررين. وأرسلت المملكة العربية السعودية 3 طائرات على دفعات متتالية عبر الجسر الجوي، كان مجموع ما تحمله 254 طناً من الخيام والأشرعة والبطانيات والفرش.وكانت الطائرة الإغاثية السعودية الثالثة والأخيرة غادرت الرياض أمس متوجهة للسودان الشقيق، مختتمة جسر المساعدات السعودية التي وجه بها خادم الحرمين جراء ما لحق بالسودان من أضرار وخسائر مادية نجمت عن الأمطار والفيضانات التي اجتاحته أخيراً. وحملت الطائرة لدى مغادرتها مطار الملك خالد الدولي نحو 69 طناً. فيما كانت الطائرة الثانية تحمل على متنها 79 طناً، وكانت الطائرة الأولى تحمل على متنها نحو 106 أطنان من المواد الغذائية والخيام والأشرعة. وكان خادم الحرمين الشريفين، وجَّه وزارة المال والجهات المعنية بتقديم مساعدات عاجلة للسودان وموريتانيا الإسلامية جراء ما لحق بهما من أضرار وخسائر مادية، والتي نجمت عن الأمطار والفيضانات التي اجتاحت بعض مناطق البلدين الشقيقين. كما تم تقديم منحة قدرها 20 مليون دولار للسودان، و20 مليون دولار لموريتانيا لتأمين الحاجات العاجلة.