الصفحة: 6 - المحلية تجددت استطلاعات الفرق البيطرية لمنطقة الخمرة في محافظة جدة أمس، بشكل مكثف وعاجل من جانب فرع وزارة الزراعة في المحافظة للوقوف على حالات نفوق للماشية، بعد أن أبلغ مواطنون عن أن إبلهم وأغنامهم بدأت تعترضها حالات مرضية، ومن ثم تموت بسبب فيروسات غير معروفة. وأوضح مدير فرع الزراعة في محافظة جدة بالإنابة المهندس محمود سعيد ل?"الحياة"، أنه تلقى خلال اليومين الماضيين بلاغات عدة من جانب مواطنين في شأن نفوق ماشية في منطقة الخمرة، وعلى الفور تحركت فرق بيطرية اختصاصية للوقوف على هذه الحالات والنظر في أسباب نفوقها. وأضاف المهندس سعيد أنه تم سحب عينات من الماشية النافقة لفحصها في المختبرات الاختصاصية، ومن ثم الوصول إلى هوية هذه الفيروسات التي أدت إلى نفوقها، بانتظار نتائج التحاليل المخبرية خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار إلى أن البلاغات التي وردت لفرع الوزارة كانت ضمن نطاق منطقة الخمرة، في حين تم توجيه فرقة بيطرية للوقوف على بعض حالات"النفوق"في وادي المحرق شرق المحافظة، داعياً في الوقت نفسه المواطنين ومربي الماشية إلى سرعة إبلاغ"الزراعة"عن أي حالة اشتباه في نفوق الماشية لمراقبتها من جانب الاختصاصيين في الوزارة، والتي تعد الجهة المسؤولة عن متابعة مثل هذه الحالات. وأكد في حديثه إلى أن وزارة الزراعة وجهت بضرورة تحريك فرق اختصاصية لعمل الاستقصاء الوبائي في المنطقة عموماً وبصفة دورية، خصوصاً بعد كارثة الإبل التي وقعت في عدد من المناطق السعودية. وفي المقابل، قال عدد من تجار ودلالي المواشي ل?"الحياة"إن حالات نفوق الماشية في منطقة الخمرة بدأت منذ أسبوعين، وتم الرفع بذلك إلى الجهات المختصة للوقوف على هذه الحالات، للتأكد من نوعية الفيروسات التي بدأت في إصابة عدد من المواشي والفتك بها بشكل غير طبيعي. وأشاروا في حديثهم إلى أنهم باتوا لا يستطيعون البقاء في منطقة"الخمرة"لأكثر من ثلاث ساعات خوفاً من الإصابة بالأمراض المعدية، مطالبين في الوقت ذاته وزارة الزراعة بتكثيف حملاتها لرصد الأوبئة في الخمرة والمناطق المجاورة لها، من أجل طمأنتهم على مواشيهم. وأوضحوا أن معدل نفوق الماشية في منطقة الخمرة منذ الأسابيع الماضية، يعد أمراً غير طبيعي ويدعو للقلق، آملين من الجهات المختصة التصدي لهذه الأمراض بأسرع وقت، وتوعية المواطنين ومربي الماشية بالسبل الكفيلة لتفادي مثل هذه الكوارث التي ستتسبب بخسائر بشرية وحيوانية ومالية كبيرة في حال انتشارها. وكانت"الحياة"نشرت الثلثاء الماضي خبر وجود"فيروسات"مجهولة الهوية تفتك بالمواشي في منطقة الخمرة بمعدل 30 رأساً من الأغنام يومياً طوال الأسابيع الماضية، بحسب شهادات تجار ودلالي المواشي في سوق الأنعام المركزي في محافظة جدة. استشاري فيروسات يحذ ر... ويرجح عودة "المتصدع" رجح استشاري الفيروسات الدكتور علي محمد زكي، أن تكون أسباب نفوق الماشية في منطقة الخمرة هي نتيجة الإصابة بمرض حمى الوادي المتصدع التي تهاجم كبد الحيوان حتى تقتله، موضحاً أنه يمكن لوزارة الزراعة التأكد من هذا الفيروس من طريق التشخيص السريع الذي يحتاج ليوم واحد فقط من خلال جهاز BCR. وأشار الدكتور زكي في حديثه إلى"الحياة"إلى أنه في العام 2000 اكتشف حالات عدة لحمى الوادي المتصدع في الخمرة أصيب بها مواطنون، ما تسبب للبعض منهم بالعمى الجزئي، مضيفاً أن ذلك الفيروس اختفى لفترة طويلة، ومن المرجح أنه استعاد نشاطه في المنطقة من جديد. وذهب الدكتور زكي إلى أن فيروس"الخمرة"الذي اكتشفه في العام 1996 لا يقتل المواشي بل يعد قاتلاً للإنسان، إذ أن الأغنام تكون حاملة لهذا الفيروس من دون أن تتأذى، إلا أنها تنقله للبشر من طريق الدم، ويعتبر هذا الفيروس أشد شراسة من فيروس"المتصدع". وفسر ذلك بالقول:"إن فيروس الخمرة يصيب عمال المسالخ بشكل خاص، إضافة إلى من يعمد لذبح الأغنام بيدين أو قدمين مجروحتين، إذ ينتقل الفيروس إلى جسم الإنسان مباشرة من طريق الدم، ومن ثم تظهر أعراض مرضية تتمثل بحمى ورجفة قوية وأعراض مرضية غريبة يمكن أن تكون قاتلة في حال عدم إسعاف المصاب في الوقت المناسب". ونبه استشاري الفيروسات إلى ضرورة ذبح الأغنام بشكل سليم، والحرص على استخدام وسائل السلامة، مثل: قفاز اليدين والقدمين، لتفادي انتقال الدم إلى مواقع مجروحة في جسم الإنسان، ومن ثم الإصابة بالفيروس الذي وصفه ب?"القاتل". وعن الوضع الراهن لنشاط الفيروسات في السعودية، أكد الدكتور زكي أن السعودية ليست بمأمن من نشاط الفيروسات القاتلة أو المعدية أو غيرها، خصوصاً وأن هناك فيروسات قاتلة يمكن أن تتسلل إلى البلاد خلال الفترة المقبلة من طريق العمالة الهندية التي تأتي للحج أو العمرة أو الزيارة، إذ تشهد الهند انتشار فيروس نشط يسمى"شيكونكونيا"وهو فيروس يشبه فيروس"الضنك"، إلا أنه يتميز بآلام في المفاصل. وطالب الدكتور زكي بضرورة فحص جميع الوافدين للبلاد لأي غرض، والتأكد من حالهم الصحية وخلوهم من الأمراض المعدية، خصوصاً وأن الفيروسات المتوقع دخولها للبلاد تنتقل عبر البعوض، داعياً في الوقت ذاته إلى استمرار الحملات من جانب الجهات المختصة، والتي تعمل على مكافحة بعوضة الضنك للحماية من نقل الأمراض للإنسان.