يترقب أنصار الأندية السعودية انطلاق المرحلة الأولى من الدوري المحلي بثوبها الجديد عقب العودة للنظام القديم الذي يمنح صاحب أعلى رصيد نقطي بطولة الدوري، وتأتي هذه الانطلاقة مخالفة لما جرت عليه العادة بأن تبدأ الأندية غمار المسابقات المحلية ببطولة الأمير فيصل بن فهد، ثم دوري كأس خادم الحرمين الشريفين بنظام المربع الذهبي. هذه الوضعية أجبرت الأندية على إعادة حساباتها مجدداً، ومنحتها حافز سلك طرق متنوعة ومختلفة في نهج الاستعداد المثالي قبل خوض مباريات الدوري المحلي بثوبه المتجدد، ووضح تركيز الغالبية العظمى منها على الانتقال لمعسكرات تدريبية خارجية باستثناء ناديي النصر والطائي اللذين اكتفيا بمعسكرات محلية بين مدينتي الطائفوأبها. ونالت تونس النصيب الأكبر من اهتمام مسيري الأندية المحلية حينما انتقلت أندية الشباب والهلال والاتفاق والوحدة والأهلي قبل أن ينتقل لسويسراونجران والحزم لإقامة معسكرات تدريبية، وأجرت العديد من المباريات الودية التجريبية قبل أن تعود لأرض الوطن، لمواصلة الاستعداد لدوري النقاط، بينما استقر الاتحاد في معسكر تدريبي في سويسرا، وانتقل فريق القادسية لمعسكر تدريبي في مدينة الإسكندرية، ولجأ مشرفو فريق الوطني إلى إقامة معسكرهم الخارجي في العاصمة الأردنية عمان. وكانت إدارات الأندية أتمت تعاقداتها مع الأجهزة التدريبية في وقت باكر قبل تحديد أماكن المعسكرات المبرمجة، إلا أن أكبر عائق واجهوه كان يتعلق بحسم التفاوض مع اللاعبين الأجانب والمحليين، وهذا ما وضح جلياً من خلال ارتباك الكثير منها في إنهاء تعاقداتها حتى إن بعضها تجاوز الزمن المثالي للتعاقد، وأصبح يتفاوض في الوقت الضائع قبل انطلاق مباريات الدوري. ويعتبر فريق الشباب صاحب المثالية في هذه الجوانب حينما أتم مخططاته وتعاقداته في فترة باكرة، وهو ما منح مدربه وبقية الأجهزة المعاونة العمل والاستعداد في أفضل الظروف حتى أصبح المرشح الأقوى لخطف النقاط تلو النقاط في ظل هذه النموذجية والاستقرار المثالي. الاتحاد والغموض ذهاب فريق الاتحاد لإقامة معسكر تدريبي على الأراضي السويسرية عقب عودة المدرب الجديد القديم خوسيه كندينو لتدريب الفريق، وأداء الفريق عدداً من المباريات الودية القوية، تركت انطباعاً جيداً بحسن الاستعداد المثالي للبطل السابق، على رغم تأخر مسيري النادي في إنهاء التعاقد مع الثنائي البرازيلي المهاجم روبرت دبينهو ولاعب محور الارتكاز رينان ديسلفا، لينضما للمهاجم الحسن كيتا، إلا أن إدارة النادي أبرمت صفقة كبيرة مع اللاعب الدولي عبدالرحمن القحطاني لدعم صفوف الفريق في المسابقات المحلية والخارجية، واستغنت في الوقت نفسه عن كثير من اللاعبين لمصلحة الأندية المحلية، كحال ثنائي الخبرة مرزوق العتيبي وعبدالله الواكد، وعلى رغم ذلك لم تتكشف حقيقة المستوى الفني للفريق خلال هذه المرحلة التي تسبق انطلاق الدوري المحلي، خصوصاً ان مباراة الربيع الودية لم تكن في مستوى التطلعات. الهلال متهيئ كان الهلال يسير بشكل مثالي من خلال معسكره الإعدادي في تونس، وتمكن مدربه الجديد الروماني كوزمين اولاريو من تجربه العديد من اللاعبين خلال المشاركة في الدورة الرباعية أو من خلال بعض المباريات الودية أمام فرق محلية تونسية، وهذا ما أعطى الهلاليين ثقة كبيرة في أن"الأزرق"على أهبة الاستعداد لانطلاق الدوري والمشاركتين الخليجية والآسيوية التي تنتظر الفريق، وعلى رغم إبقاء مسيريه على الأجنبيين المدافع البرازيلي تفاريس وصانع اللعب طارق التايب، إلا أنهم واجهوا صعوبات في إنهاء التعاقد مع اللاعب الثالث حتى انتهى بهم المطاف بالمهاجم البرازيلي برنو أقنيللو، وغير هذه الإشكالية فإن وضعية الفريق تعتبر مثالية على رغم تأخر صانع ألعابه محمد الشلهوب بالعودة للتدريبات الجماعية بدواعي الإصابة، حتى إن الاستقالات وخلافها لا تعتبر مؤثرة في استعداد الفريق من الناحية الفنية والبدنية. الوحدة غير شكّل تعاقد مدرب الوحدة السابق ثيو بوكير مع فريق الأهلي، وهو الذي وُفِقَ كثيراً في رسم صورة جميلة ل"فرسان مكة"، ضغطاً كبيراً على إدارة الوحدة التي سارعت في البحث عن مدرب يمكنه تعويض هذا الغياب المؤثر، ووجدت في الهولندي فان فيرسلاين ضالتها، وانتقلت لإقامة معسكر تدريبي في تونس تتخلله المشاركة في الدورة الرباعية ل ART، إضافة إلى إجراء مباريات ودية مع فرق محلية تونسية، وعلى رغم هذه المعطيات تبدو الصورة غير واضحة المعالم في مقدرة الفريق على تكرار ما بذله من جهد كبير خلال الموسم الماضي وقوة المنافسة التي ظهر عليها الفريق، وفي الوقت الذي تنازل فيه الفريق عن خدمات هدافه الخطر ناصر الشمراني أنه سارع إلى التعاقد مع صانع الألعاب الغاني أولي كواي جونيور، لينضم لتدريبات الفريق بجانب المدافع الكاميروني ابراهيم نجانكا والجوكر المميز السنغالي حمادجي. "الليث"متحفز احتلال الشباب لمركز الأفضلية في نواحي الاستعداد لدوري النقاط جاء واقعياً إثر التعاقد الباكر مع جهاز تدريبي بقيادة المدرب الأرجنتيني انزو هكتور، إضافة إلى التعاقد مع الثلاثي الأجنبي المهاجم النيجيري مايكل انورامو، ولاعب الوسط المهاجم الأرجنتيني مانويل مارتنيز، وصانع الألعاب البرازيلي كماتشو، إضافة لإبرام الإدارة لصفقة الموسم مع المهاجم الدولي ناصر الشمراني، وكذلك مع المدافعين نايف القاضي وحمد العيسى للاستفادة من إمكاناتهم الفنية في تدعيم صفوف الفريق، مع تركيز إدارة النادي على دعم استقرار وضعية الفريق الأول من خلال تجديد ثقتها في الجهاز الإداري بقيادة خالد المعجل وسالم سرور، لذلك جاءت البوادر مشجعة والفريق يحصد بطولة الدورة الرباعية التي أقامها راديو وتلفزيون العرب ART للأندية السعودية في تونس، وسط متابعة واهتمام مباشر من رئيس النادي خالد البلطان، ومما يزيد من حال الارتياح هو وجود أكثر من لاعب بارز في صفوف الفريق، كما يوجد بدلاء لا يقلون كفاءة ومهارة عن اللاعبين الأساسيين في جميع خطوط الفريق. الأهلي واثق ينضم فريق الأهلي إلى كوكبة الأندية التي نالت المثالية من خلال الاستعداد المثالي، وإدارة النادي تتعاقد مع المدرب الألماني ثيو بوكير لقيادة الفريق، وهو العارف بالكثير من بواطن الأمور في الكرة المحلية، ويعتبر المعسكران التدريبيان اللذان أقامهما الفريق بين تونسوسويسرا، والمشاركة في الدورة الرباعية الدولية، ناجحين على رغم غياب مجموعة كبيرة من لاعبيه الدوليين في المنتخبين الأول والأولمبي، والمدرب يكشف عن قرب قدرات وإمكانات الكثير من اللاعبين الشباب، وقد تكون أبرز سلبيات هذا الاستعداد تأخر إدارة النادي في إنهاء أمر الخانتين المتبقيتين أمامها عقب الإبقاء على المدافع التونسي خالد بدرة، وذلك عقب تعاقدها مع البرازيليين المهاجم اندرسون نونيز وصانع الألعاب رودريغو قوارو، والأخير تبدو الشكوك كبيره حول نجاحه إثر استغناء الهلال عنه في نهاية الموسم الماضي وبقائه فترة طويلة بعيداً عن مطامع الأندية المحلية والخارجية، إلا أن وجود أكثر من لاعب موهوب في صفوف الفريق يعطي ارتياحاً كبيراً لدى أنصار النادي لتعويض أي غياب أو إخفاق لبعض اللاعبين المؤثرين. الاتفاق خطر تبدو فرص فريق الاتفاق كبيرة في تشكيل خطر كبير على رباعي المقدمة، والفريق يتحفز بشكل هادئ وبعيد عن تسليط الضوء عليه كما جرت العادة، إذ كانت إدارة النادي سباقة في جلب المدرب البرتغالي انطونيو أوليفيرا لتدريب الفريق، واتفقت على اختيار الثلاثي الأجنبي المغربي صلاح الدين عقال والمهاجم الغاني البرنس توغو ولاعب وسط الارتكاز السنغالي محمد روبيز ليكونوا دعامة الفريق الحقيقية في معسكر الفريق الذي أقيم في تونس، الذي خاض خلاله عدداً من المباريات الودية، كشفت عن ملامح الاستعداد الجيد للفريق، وعلى رغم غياب صانع الألعاب عبدالرحمن القحطاني عقب إعارته لفريق الاتحاد، إلا أن عودة سعد العبود ووجود أكثر من لاعب صاعد في صفوف الفريق سيسدان هذه الثغرة، خصوصاً أن الفريق يلعب على جبهتين محلية وخارجية. الطائي محير حاول مسيرو نادي الطائي ملاحقة الوقت، فوجدوا في مدينة أبها مكاناً مناسباً لإقامة معسكر تدريبي تتخلله مباراة أو مباراتان، عقب أن أتموا التعاقد مع المدرب الفرنسي سيموندي الذي اشرف على تدريب الفيصلي الموسم الماضي، ويبحث مسؤولو النادي عن لاعب أجنبي ثالث بجانب المدافع المغربي حسن بوندكار، والمهاجم السنغالي حمادي سيسيه الذي تحوم الشكوك حول استمراره، وتبدو الصعوبات تنتظر فريق الطائي عقب ضعف الاستعداد الذي ظهر عليه الفريق وعدم خوضه لمباريات قوية تكشف للمدرب بعض النواقص التكتيكية لدى لاعبيه. الحزم متربص يعكس استعداد فريق الحزم وإقامته معسكراً تدريبياً على الأراضي التونسية ومشاركته الفعالة في مباريات الART الودية، إضافة لإجرائه بعض اللقاءات الودية مع فرق تونسية عقب أن أتم تعاقده في وقت باكر مع المدرب البرتغالي خوزيه موريس الذي يعرف تماماً صعوبات مباريات فريق بوضعية الحزم، تحركاً بشكل إيجابي للفريق الذي يبحث عن منطقة الأمان خلال مشاركته في دوري النقاط، لذلك أوصى مدربه خوزيه بالاتفاق مع إدارة النادي بالتعاقد مع المدافع البرتغالي فريدريكو، والمهاجم البرازيلي راموس بيتي لسد ثغرة المركزين، وهذه المؤشرات تمنح فريق الحزم فرصة البقاء لموسم آخر مبتعداً بذلك عن تهديدات الهبوط، التي لازمت الفريق خلال الموسم الماضي. النصر والمجهول في الوقت الذي بدأت فيه إدارة النصر في وقت باكر من الموسم في إنهاء عدد من الصفقات المحلية، كحال ريان بلال وعبده برناوي ومرزوق العتيبي وعبدالله الواكد وفهد الزهراني، والتعاقد مع المدرب الهولندي فوكي بوي، بجانب اللاعبين الأجنبيين المدافع التونسي عصام المرداسي وصانع الألعاب البرازيلي إلتون، إلا أن حال الارتباك التي لازمت الفريق في إيجاد مباريات ودية تعم بفائدتها الفنية والبدنية على مجموعة اللاعبين تركت الكثير من علامات الاستفهام حول المسببات التي عطلت استعداد الفريق، حتى والفريق يقيم معسكره الداخلي في مدينة الطائف، ويخوض خلاله مباراتين أمام عكاظ ورديف الوحدة لم تكن فيهما الفائدة المرجوة قائمة، خصوصاً أن الفريق خاض في مرحلة الاستعداد الأوّلى مباراتين أمام فريق الرياض ومباراة مع فريق من الدرجة الثالثة، وهذا ما يعطي مؤشراً أن فريق النصر يمر بمرحلة صعبة، يتخوف فيها محبوه من عواقب هذا الاستعداد الذي لم يكن بالصورة المطلوبة، خصوصاً أن المدة الزمنية التي تفصل بين مباراة الشباب والوطني لا تتجاوز 14 يوماً. تأخر القادسية الوضعية التي يعيشها فريق القادسية وتأخره في إتمام صفقة لاعبيه الأجانب، تركا انطباعاً غير جيد بما يمر به الفريق الذي يقيم معسكره التدريبي في مدينة الإسكندرية المصرية، ويشرف المدرب البرتغالي كارلوس الينهيد على تدريب الفريق، وعلى رغم إجراء النادي لبعض المباريات المتوسطة في قوتها مع بعض الفرق المصرية إلا أن غياب هدافي الفريق يوسف السالم ومحمد السهلاوي يشكل ضغطاً كبيراً على إدارة النادي ويعيدهما لصفحة الموسم الماضي الذي عانى فيها الفريق ويلات التهديد للسقوط لأندية الدرجة الأولى، واستطاع الفريق في الرمق الاخير من التعاقد مع الليبي احمد الزوي وداود انداي محترف الوحدة السابق وقاسم يونس. محاولة الضيفين بشكل جدي تحاول إدارتا الناديين الجديدين على مسابقة الدوري المحلي الوطني ونجران السعي الحثيث لتجهيز فريقيهما قبل انطلاق الدوري القوي بأفضل ما يمكن تقديمه، وسعتا لإقامة معسكرين خارجيين، وكان نجران تعاقد مع مدربه التونسي لطفي البنزرتي وأقام الفريق معسكره التدريبي في تونس وأجرى خلاله العديد من المباريات التي كشفت بعض العيوب الفنية للفريق، وتمكنت إدارة النادي من جلب بعض اللاعبين المحليين مثل ناصر الحلوي واحمد الجهوي والتعاقد مع الأجنبيين المدافع التونسي المعز عليا والمهاجم العاجي بومبا موسى وعبدالفتاح الصافي، لتدعيم الفريق بالخبرة المطلوبة، ويعول أبناء نجران كثيراً على الاستفادة من المباريات التي ستقام على أرضهم لحصد نقاطها قدر المستطاع وأختتم الفريق تجاربه بالفوز على الطائي بهدف وحيد، بينما وجدت إدارة الوطني أن مدينة عمان الأردنية هي الأنسب لإقامة معسكر تدريبي يتخلله العديد من المباريات الودية كي تتضح الأمور أمام المدرب المصري عبود الخضري لعلاجها قبل الدخول في معسكر أقوى المسابقات الكروية المحلية، وهو ما جعل الإدارة تنهي تعاقداتها مع العنصر الأجنبي الذي تمثل في المهاجم الفرنسي ايدنغر سلفان والمدافع التونسي لطفي السلامي والمحترف الفرنسي من أصل جزائري ياسين هيما، إضافة لجلبها لبعض اللاعبين الصاعدين في الأندية المحلية، وهذه الاستعدادات ربما تسهم في حفاظ هذين الناديين على ثباتهما خلال مجريات مباريات الدوري التي تحتاج للكثير من الجهد والطاقة والبدلاء.