لم يكن خروج الشباب الموسم الرياضي الماضي من دون تحقيقه لإحدى بطولات المنافسات الرياضية الكروية بالأمر الطبيعي، خصوصاً انه استطاع خلال المواسم الأخيرة تثبيت اسمه كأحد أقطاب نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، لذلك جاء التحرك سريعاً لتدارك الوضع وإعادة وضع"الليث"لما كان عليه. وأسهم الاستقرار الإداري الذي يعيشه الشباب في معرفة بواطن ومسببات الابتعاد عن منصات التتويج الموسم الماضي، ومن ثم وضع الخطط المناسبة لعودته إليها من جديد، فبدأت اجتماعات الإدارة الشبابية في اليوم التالي لآخر مباراة للفريق لتدارس التقارير الفنية والإدارية الخاصة بالفريق لرسم السياسة التي سيسير عليها"الليث"الموسم المقبل، ومن ذلك درس إمكان استمرار الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين الأجانب في الفريق، فاستقر الأمر على جلب جهاز فني على مستوى عالٍ، إضافة إلى عدم الاستمرار في الاعتماد على اللاعبين الأجانب. التعاقدات الجديدة عطفاً على مرئيات الإدارة بقيادة رئيسها خالد البلطان، بدأ البحث على أجهزة فنية، وتم تدارس عدد من ملفات المدربين حتى وقع الاختيار على الأرجنتيني أنزو هكتور وجهازه المساعد ليتولوا تدريب الفريق الشبابي، ومما ساعد على اختيار المدرب السيرة الذاتية المميزة للمدرب الذي يعد من أبرز المدربين ويلقب بالمدرب الشجاع. لم يكن الاستقرار على اسم الجهاز الفني هي المهمة الوحيدة للإدارة، بل بدأ البحث عن أسماء اللاعبين الأجانب، خصوصاً بعد ان تقرر عدم استمرار اللاعبين المصري أمير عزمي والعراقي نشأت أكرم، فيما رأت الإدارة استمرار الغاني غودين أترام، ليقع الاختيار على صانع الألعاب الأرجنتيني خوان مانويل مارتينيز 23 عاماً بعد أن تم التوقيع معه لعام واحد في مقابل مليون دولار، كما تم جلب المهاجم النيجيري مايكل أنورامو في مقابل 700 ألف دولار. ولكون الغاني أترام تأخر عن الالتحاق ببداية التدريبات قررت الإدارة الشبابية تحويل اللاعب إلى محترف رابع يشارك مع الفريق في البطولات العربية وفق ما تسمح به أنظمة البطولة، وتم التعاقد مع البرازيلي مارسيلو كماتشو ليكمل عقد اللاعبين الأجانب في مقابل مليون دولار. ولكون دعم عناصر الفريق باللاعبين المحليين مكملاً لدعمهم باللاعبين الأجانب، فقد رأى الشبابيون الاستفادة من نظام الانتقال والإعارة في لائحة الاتحاد السعودي لكرة القدم، فبدأ بحثه عن الصفقات المحلية التي تعود على الفريق بالفائدة المرجوة من خلال الأسماء المميزة، ووقع الاختيار على اللاعب نايف القاضي في صفقة بلغت 5 ملايين ريال لتدعيم الصف الخلفي للفريق، وفي الجهة اليمنى جاء إعارة اللاعب حمد العيسى من الاتحاد لموسم واحد في مقابل 300 ألف ريال بعد ان تنازل الاتحاديون عن حصتهم للروابط المتينة التي تجمعهم بالمسؤولين الشبابيين، وفي آخر الصفقات المدوية الشبابية، وقّع رئيس النادي خالد البلطان أخيراً عقد انتقال لاعب المنتخب السعودي وفريق الوحدة ناصر الشمراني في مقابل 13 مليون ريال، لتتبقى للنادي خانة واحدة للإعارة لم يحسمها الفريق بعد. ولكون"الليث"أحد الفرق التي تملك عدداً من النجوم الذين أعارتهم الموسم الماضي إلى عدد من الأندية، فقد شهدت انطلاقة التدريبات عودتهم لصفوف"الليث"، ومن أبرز الأسماء العائدة راشد المقرن بشار عبدالله وماجد القحطاني الذي أعير من جديد. بداية الاستعداد انطلقت التدريبات الشبابية بقيادة الوطني هاني أنور قبل وصول الأرجنتيني انزو هتكور الذي ما أن وصل حتى كشف الأسلوب الذي سيسير عليه خلال الاجتماع الأول له مع اللاعبين وتقسيمه مراحل الإعداد إلى ثلاث مراحل، الأولى في الرياض، والثانية في تونس، والثالثة بعد العودة من تونس للاستعداد للدوري ولدوري أبطال العرب، ففي المرحلة الأولى عمد خلالها على رفع الجانب اللياقي للاعبين خصوصاً أنهم عائدون من إجازة ومتوقفون عن ممارسة الكرة ، وفي المرحلة الثانية بدأ فيها الجهاز الفني رسم الجوانب التكتيكية مع الاهتمام بالجوانب اللياقية وإقامة المباريات الودية، سواء من خلال المشاركة في دورة راديو وتلفزيون العرب ART والتي ظفر الشباب بلقبها بعد أن لعب ثلاث مباريات فاز على الوحدة والحزم وتعادل مع الهلال، أو من خلال المباريات الودية التي يلعبها الفريق أمام الفرق التونسية، التي عمد فيها المدرب للوقوف على مستويات لاعبي الفريق كافة، وفي المرحلة الثالثة ستكون المرحلة الأهم بعد أن كوّن الجهاز الفني صورة كاملة عن مستويات اللاعبين، وسيبدأ رسم التصور النهائي قبل خوض أول مباراة في الدوري الممتاز أمام النصر في 24 آب أغسطس الجاري.